حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشاكل الدين العام وبعض الحلول العاجلة لاستئصاله - دراسة بحثية
نشر في المساء يوم 08 - 06 - 2014

تعتبر كلمة دَين مخيفة ومرعبة لكثير ممن يسمع بها كما أنها تنبئ بمخاطر اقتصادية جمة على الدول ألمدينة وفي حقيقة الامر أن الدين في حد ذاته ليس مخيفاً حتى لو كان مرتفعاً ، ولكن الخطر يأتي بمقارنة اجمالي الدين العام لهذه الدولة أو تلك مع الناتج المحلي الاجمالي لها , بمعنى مدى قدرتها على تسديد الدين وفوائده والمقياس العام الذي يوضع كمؤشر على خطورة الدين حين تتجاوز نسبته 60% من الناتج المحلي الإجمالي، وعندما يزيد الدين العام لأي دولة على ذلك المؤشر تكون الدولة عرضة لمخاطر اقتصادية وخاصة أن هذا المؤشر يرتبط بباقي المؤشرات الأخرى لأداء الاقتصاد في الدولة المدينة ، والأخطر من ذلك هو سوء ادارة الدين العام والذي يظهر جلياً في استخدامه في مجالات وقطاعات غير مثمرة اقتصادياً وغير منتج فهنا تزداد المشاكل وأعباء الديون على الدول المدينة , وأيضا عدم استخدام بعض القروض مع تحمل فوائد تلك ألقروض وبعض الاحيان تعمل الحكومة على الاستمرار في الاقتراض لسداد القروض السابقة وأعبائها دون أن يكون لديها تصور واضح عن كيفية الخروج من تلك الحلقة الخبيثة كما هو حاصل في بلادنا والتى يتم استخدام الدين لتغطية العجز المتزايد كل عام في ميزانية الدولة لمواجهة النفقات التشغيلية فقط ومن هنا تنبع مشكلة الدين العام ويحتاج إلى طرح و اضح وحل جذري وإن معالجة هذه المشكلة تحتاج إلى استراتيجية وبرنامج عمل وطني واضح المعالم محدد بفترة زمنية معينة ويتابع بصورة منهجية وبشكل دوري خلال الفترة المحددة لانجازه.
تشير الإحصائيات الصادرة من البنك المركزي اليمني ووزارة المالية أن رصيد الدين العام بشقيه الداخلي والخارجي حتى نهاية شهر فبراير 2014 , على النحو التالي إجمالي الدين الخارجي بملغ وقدرة (7,237) مليون دولار وبما يعادل بالريال بمبلغ (1,555)مليار ريال , أما الدين الداخلي فقد يبلغ نحو(2,843) مليار ريال ويمثل نسبة 131%من اجمالي الموارد الذاتية المتوقع تحصيلها عام 2014 وبما يعادل مبلغ(13,169) مليون دولار موزعه على إصدارات أذون الخزانة العامة بمبلغ (1,374)مليار ريال وإصدارات السندات الحكومية(659)مليار ريال وإصدارات الصكوك الاسلامية بمبلغ(143) مليار ريال والاقتراض من البنك المركزي او السحب على المكشوف بمبلغ(694)مليار ريال ايضا اعادة الشراء بمبلغ (65) مليار ريال وبذلك يصبح اجمالي الدين العام داخلي خارجي مبلغ وقدرة (4,398) مليار ريال وبما يعادل مبلغ وقدرة (20,406) مليون دولار ليمثّل اجمالي الدين العام في نهاية فبراير 2014 بنسبة تزيد عن 59.5 % من الناتج ألمحلي وهي تقترب الان من النسبه المتعارف عليها كمؤشر ينذر بالخطر بحسب المعايير الدولية والمحددة بنسبة 60 % من الناتج المحلي الإجمالي بل يجب أن نقول ان ناقوس الخطر قد دق وسوف تتضاعف معاناة الشعب اليمني بالكامل.بالإضافة إلى أن عبء الدين العام وصل إلى 20% من إجمالي الإيرادات العامة للدولة نهاية العام الماضي مقترباً من الوضع غير المستدام وفق المعايير الدولية والمحددة بنسبة 25 ومقارب مبلغ وقدرة (560) مليار ريال خدمة الدين العام وهو في زيادة مضطردة مع زيادة الحجم الكلي للدين العام.
تشكل إصدارات أذون الخزانة العامة أكثر من 63% من إجمالي الموارد المتوقعه تحصيلها عام 2014 م حيث ارتفعت قيمتها الى 1374 مليار ريال في فبراير 2014 ام .وتجدر الاشارة هنا الى إن سياسة إصدار أذون الخزانة العامة بدأ فعليا في نهاية عام 1995م وقد جاء ضمن حزمة من برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي اتفقت عليه بلادنا مع المنظمات الدولية من نفس العام على ان تكون هذه السياسة مؤقتة وتنفذ كمنظومة متكاملة إلا أن الإصدارات استمرت بنسب نمو متزايدة حتى الآن بدون سقف معين يحكم البنك المركزي ووزارة المالية لهذه الإصدارات , وأيضا ارتفعت مدفوعات الدين في نهاية عام 2013م إلى (560) مليار ريال , ومن المعلوم أن برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري لم يحقق أهدافه النهائية بعد مرور عشر سنوات على تطبيقه ، وهي زيادة معدل النمو الاقتصادي وتحسين مستوى معيشة المواطن حسب ما كان يقترحه الخبراء وألمقرضين رغم الدعم الكبير الذي قدم من ألمانحين , كما أن فكرة سحب السيولة من السوق عن طريق إصدار أذون الخزانة وتوظيفها بصورة خاطئة ضاعف من تدهور الاقتصاد اليمني بعد الوحدة وضاعف مشاكل كثيرة في جميع المجالات ومنها تراكم المديونية وخدمة الدين ، وخاصة بعد حرب صيف عام 1994م، حيث تدنى سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الاخرى كالدولار الامريكي وغيره وارتفع معدل التضخم ، وتسارع العجز في الموازنة ألعامة للدولة سنة بعد سنة ، وتزايد الفقراء وارتفعت نسبة البطالة وتدهور الامن وغيرها من المشاكل التى تلامس المواطن البسيط.
وبحسبه بسيطة جداً عندما نقسم اجمالي الدين العام البالغ (4,398) مليار ريال على عدد السكان البالغ (24)مليون نسمة تقريبا سوف يتحمل كل فرد من افراد المجتمع اليمني رجل كان او امرأة شيخاً او طفلاً شائباً او طفل مبلغ وقدرة (183,250)ريال تلك المديونية التى قامت الحكومات السابقه والحالية باقتراضها نيابةً عن الشعب ,وكما هو معلوم ان رب الأسرة في اليمن او في غيره يعمل على مواءمة دخله مع نفقاته واحتياجاته وتكاليف الحياة ويتم الاقتراض في حالات الضرورة مثل المرض او شراء اصول عقاريه ليسكن وغيرها من الضروريات تاركا الاقتراض مقابل الترف والتنزه بل يعمل على ترشيد نفقاته والذي يتواءم مع دخلة والذي لا تختلف الراشدة الاقتصادية بين رب الأسرة والدولة ، وحكومتنا غير الرشيدة طالما وهي تنفق معظم ايراداتها على سداد خدمة الديون وفوائدها وعلى توفير الاحتياجات الضرورية فمن المؤكد انها لن تنهض ولن تتقدم في جميع المجالات الاجتماعية والسياسية و الاقتصادية , ان هذه السياسة الخاطئة من الاقتراض وتزايده بمعدلات مرتفعة جدا سوف يحمل الأجيال القادمة بأعباء لا ذنب لهم في نشوئها ، كما أن استمرار استصدار أذون الخزانة إلى أجل غير مسمى سينهك أي جهود تبذل لتحسين الوضع ألاقتصادي , ولابد من البحث عن مصادر تمويل بديلة لا يترتب عليها أعباء باهظة مثل أذون الخزانة العامة
تراجع الاستثمار الحقيقي:
ان ارتفاع العائد على اذون الخزانة في الفترة الماضية والتى وصلت في بعض الاعوام الى 22%وحتى بعد ان تم تخفيضها في السنتين الاخيرة الى نسبة 16.1% شكل عامل جذب كبير للمستثمرين بما فيهم البنوك والمؤسسات الأمر الذي أدى إلى منافسة الاستثمار الحقيقي أى ألاستثمار ألإنتاجي وحرمان القطاع الخاص من الموارد المالية ، وهو ما أثر سلباً على حجم الاستثمارات الحقيقية في الاقتصاد ، كما أن ارتفاع تكاليف إصدار أذون الخزانة أسهم في الحد من قدرة الدولة على دعم الاستثمار العام لاسيما وأن معظم مبالغ تلك الإصدارات تم توجيهها لتغطية الإنفاق الجاري , وهذا يوكد أن أذون الخزانة قد استنفذت أغراضها وفشلت في تحقيق الأهداف التي قررها القانون رقم(19) لسنة 1995 الخاص بالدين العام ، ايضا كان من اهم اهداف اصدارها هو سحب فائض السيولة ألنقدية من ألجمهور وتوجيهها لأغراض المنفعة الاقتصادية العامة قد انتهت هى الآخرى ولم تحقق الهدف ، و يلاحظ ذلك من عملية بيع أذون الخزانة العامة التي تكاد تكون على جهة واحدة وهي البنوك التجارية حيث تشير بيانات البنك المركزي إلى أن البنوك التجارية تشتري اغلب إصدارات أذون الخزانة ، وكأن مهمة البنوك التجارية هي جلب ألودائع من الجمهور والمودعين وتوظيفها في البنك المركزي واخذ الفائدة المرتفعه من البنك المركزي ثم اعطاء المودعين نسبة تقل بكثير عن النسبة المستلمه من البنك المركزي وبذلك يأخذ البنك التجاري حصته من الفوائد بدون اى مخاطر في الوقت الذي كان يفترض أن تسهم هذه البنوك في عملية التنمية بإيجاد مشاريع جديدة وبنية تحتية للوطن بالكامل.
ونلاحظ أن الحكومة الانتقالية عملت بنفس أدوات السياسة المالية السابقة تجاه قضية الدين ، حيث تستسهل آلية ألاقتراض ولا تتخذ خطوات جادة لترشيد الإنفاق ، أو تقديم برنامج واضح لتخفيض قيمة الدين ونسبته للناتج المحلي الإجمالي وبل تمادت في اختيار تمويل العجز المتزايد في موازنة الدولة عن طريق الدين الخارجي والإفراط من الدين المحلي كإحدى الادوات المالية لمعالجة المشاكل الاقتصادية بالإضافة الى الفشل الذريع في استيعاب مكونات القروض الخارجية وسوء استخدام ما امكن الحصول عليه من المانحين تسبب ذلك في فشل او تعثر أغلب المشروعات الممولة بتلك ألقروض , كما أن الاستمرار في استصدار أذون الخزانة إلى أجل غير مسمى سيعيق اى جهود تبذل لتحسين الوضع الاقتصادي في بلادنا, نظرا لما يعانيه الاقتصاد اليمني من ضعف في بنيته وتأثره بالصدمات الخارجية والأزمات ألداخلية المعتمد كلياً في تمويل خططه الاقتصادية والاجتماعية على القروض والمساعدات الخارجية لاسيما بعد تراجع تحويلات المغتربين العاملين في الخارج وتراجع ايرادات الدوله من النفط الذي كان يرفد موازنة الدولة بمايقارب 70% من موازنتها ، ومع كل هذا التدهور استمرت الحكومة العمل في سياسة إنفاق توسعية تعتمد على التمويل التضخمي بالاقتراض من الداخل او الخارج ترتب عليه انهيار كبير في قيمة العملة الوطنية وارتفاع معدلات التضخم إلى نسب خطيرة وزيادة العجز في الموازنة العامة للدولة وميزان المدفوعات , وانخفاض كبير في دخل الفرد ، وزيادة معدلات البطالة , كما أن بروز العديد من جوانب القصور التي رافقت استخدامات الدين العام الداخلي والخارجي يرجع الى غياب التشريع والقانون المنظم للقروض بشكل عام واستخداماتها وعدم تفعيل الادارة العامة للدين العام بالوظائف المناطه بها ناهيك عن عدم وجود رقابة فعالة من قبل السلطة التشريعية المتمثل في مجلس النواب والشورى .
ألتوصيات :
إن الدين العام يحتاج إلى عملية استئصال تتمثل في اتخاذ مجموعة من الخطوات العاجلة لعل أولها يتمثل في خلق جهاز مالي وإداري ورقابي خاص بهذه المشكلة يضم مجموعة عمل متفرغة ومؤهلة ومخولة لحل تلك المشكلة باستخدام جميع الطرق والسبل المتاحة التي يمكن أن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
1- الرجوع الى اتفاقيات برامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري الموقعه مع البنك وصندوق النقد الدوليين في عام 1995 وتفعيل البرامج المجمدة والمتعلقة بتخفيض الإنفاق الحكومي في الجانب ألجاري والتشغيلي , كما يجب تجفيف منابع الفساد وتفعيل دور هيئة مكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.
2- ترشيد النفقات والتوقف فوراً عن الانفاق الترفى المتمثل بالدرجة الأولى فى الانفاق علي السيارات الفاخرة وتغيير الاثاث والمفروشات فى الوزارات والإعلانات الحكومية خاصة التى تدخل فى نطاق المجاملات للمسولين في الجهاز الاداري للدولة , وإدارة المخزون الحكومى ادارة رشيدة وتقليل الانفاق على الاحتفالات والإنفاق على السفريات الداخلية وخاصة الخارجية والمؤتمرات و تقليص الاعتمادات المنصرفة للشخصيات والوجهات دون مبرر قانوني وتقليص السلك الدبلوماسي في الخارج وتوقيف الابتعاث الى الخارج الذي يستنزف إمكانيات هائلة من موازنة ألدولة .
3- اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه الصناديق ألخاصة بحيث يكون التصرف تجاهها واحدا من أمرين ، إما أن تعمل هذه الصناديق وفق الأهداف التي أنشئت من أجلها وتخضع بشكل صحيح للأجهزة الرقابية ، أو تعود ايرادات هذه الصناديق إلى الموازنة العامة للدولة.
4- لابد من ضرورة محاولة التوازن بين النفقات والإيرادات العامة حتى لا يحدث عجز يتزايد ويتراكم كل عام ويؤدى إلى مخاطر عديدة ألا وهى الاستدانة بديون جديدة لتسديد الديون السابقة إلى أن تصل إلى التوقف عن سداد تلك الديون.
5- تنمية الموارد العامة للدولة مع عدم الإخلال بالتوازن الاجتماعى و ذلك من خلال استكمال منظومة الاصلاح الضريبى و تضمين القطاع غير الرسمى فى الاطار الاقتصادى و الاجتماعي العام للدولة و تحصيل الايرادات والمتأخرات الحكومية من ضرائب ورسوم وغيرها.
6 - يمكن للدولة أن تقوم بتقييم بعض الأراضي الحكومية ومن ثم بيعها واستخدام قيمتها لسداد الدين العام وهذا أجدى وأنفع من منح بعض من تلك الأراضي مجاناً ناهيك عن قيام الاشغال باستصلاح بعض الاراضي والمخططات المملوكة للدولة وإيصال الخدمات إليها ومن ثم بيعها حسب القيمة المكانيه والزمانيه لها واستخدام تلك العوائد لسداد الدين العام.
7-يجب استخدام القروض في المشروعات المنتجة ومشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإعداد دراسة الجدوى بدقة لتلك المشاريع لتحقق الاهداف المرجوة منها. كما يجب تحجيم الاقتراض بشقيه وخاصة الداخلي الحالي الذي تضخم بشكل كبير وأصبحت أعباء خدمته تشكل عبئاً كبيراً على الموازنة العامة للدولة ، والعمل على الاستغناء عنه تدريجيا والذي سيؤدي الى توقف المؤسسات المحلية لصرف النظر عن الاستثمار في الاوراق المالية التي من اهمها اذون الخزانة مما ينعكس ايجاباً على أداء المؤسسات الدائنة المحلية وجعلها أكثر قدرة على الاستثمار , ذلك أن استرجاعها لأموالها يوفر لها السيولة اللازمة للدخول في مشاريع استثمارية جديدة وعودة تلك الجهات للعمل بمهامها المستقبلية والأساسية في انعاش الاقتصاد من خلال الدخول في المشاريع الانتاجية بدلاً من توظيفها في أذون الخزانة والتسبب في الركود الذي يعيشه الاقتصاد القومي..
8- يمكن للدولة الدخول مع الجهات الدائنة المحلية والخارجية بمفاوضات وطلب تخفيض نسبة من الديون عن طريق ادخال نسبة منها في إطار ديون معدومة كما فعلت الدولة في نادي باريس مع بعض الدول المقرضه ناهيك عن مطالبة تلك الجهات بخفض نسبة الفائدة مما يقلل من سرعة تراكم الدين العام.
9- من سيتم تخويلهم بحل مشكلة الدين العام يجب عليهم الاستعانة بنخبة من الاستشاريين والاقتصاديين المؤهلين من الداخل والخارج وعقد الندوات وورش العمل التي يدعى إليها أصحاب الرأي والخبرة لاستنتاج وسائل وطرق اضافية تؤهل وتساعد على سداد الدين العام بأسرع وقت ممكن.
10- رغم اني اعارض التعامل مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اطلاقا لكن من اجل مصلحة البلد لا أرى مانع من الاستعانة بخبراتهم على أن يكون دورهم استشاريا وأن تخضع اقتراحاتهم للدراسة والتمحيص ذلك أن المؤسسات الدوليه المقرضة لها بعض الآراء غير الناجحة خصوصاً أنه يفرض توصيات في بعض الأحيان لا تصب في المصلحة العامة بقدر ما تصب في مصلحتهم ومن يقف خلفهما ، لكن يظل البنك الدولي والصندوق الدولي على العموم مؤسسة لها تجاربها الكبيرة ويضم عدداً كبيراً من الخبراء والمخططين الذين يمكن الاستفادة منهم بصورة مستقلة.
11- تشجيع رأس المال المهاجر أو نسبة منه على العودة والاستثمار داخل الوطن وهذا لا يأتي من خلال مناشدة ضمائر أصحاب رؤوس تلك الأموال فقط بل الاتجاه إلى الدخول معهم في مفاوضات وإعطائهم ضمانات وتطمنينات رسمية بحماية ممتلكاتهم وإن عودة رأس المال الوطني سوف يضاعف من المشاريع المنتجة مما يخلق فرص عمل لعدد كبير من العاطلين عن العمل وسوف يخلق وسائل إنتاج جديدة لها القدرة على تعزيز الاقتصاد الوطني ناهيك عن أنه سوف يخفف من الأعباء التي تقوم بها الدولة في جانب الانفاق وبالتالي تقلل من العجز في موازنة الدولة والذي بدوره ينعكس على استقرار الدين العام بل المساهمة في سداده عن طريق زيادة الناتج الوطني غير البترولي.
12- إعادة النظر في بعض أوجه الدورة الاقتصادية داخل الوطن بحيث يتم توجيه رؤوس الأموال خصوصاً الضخمة منها إلى قطاعات انتاجية ذات قيمة مضافة بدلاً من المضاربة في اذون الخزنه العامة ومن المتاجرة في الأراضي البيضاء وبناء المجمعات التجارية لذلك فإن تفعيل دورة رأس المال وتوجيهه نحو المشاريع المنتجة وذات القيمة المضافة سوف تقلل من مصروفات الدولة ويزيد من الناتج المحلي غير البترولي وبالتالي يقلل من عجز الميزانية العامة للدولة وهذا بدوره يعتبر وسيلة أخرى للتخلص من الدين العام.
13- فرض رقابة مشددة من السلطة التشريعية وهي مجلس النواب والشورى على استخدامات الدين العام وإدارته وعدم الاكتفاء بالرقابة اللاحقة لاستخدامات القروض الخارجية والمفترض أن تكون رقابة مجلس النواب على الدين العام سابقة في حال توقيع اتفاقيات القرض ومصاحبة عند تنفيذ واستخدام تلك القروض , ولا يجب ترك الأمر بيد الجهات التنفيذية المعنية بالإشراف وإدارة القروض والدين العام ، ولن تحل مشكلة العشوائية في الاقتراض الخارجي وتزايد الاقتراض الداخلي إلا بتفعيل رقابة السلطة التشريعية المعنية في الوقت الحاضر.
المبالغ بالملايين حتى نهاية فبراير 2014
نسبة الدين العام الى اجمالي الموارد بدون الاقتراض %
اجمالي الموارد العامة بدون الاقتراض متوقع لعام2014
نسبة الدين العام من الناتج المحلي الاجمالي%
اجمالي الناتج المحلي الاجمالي لعا م 2013
المبلغ بالريال
المبلغ بالدولار
البيان
م
203%
2,166,543
59.5%
7391932
4,397,600
20,406
الاجمالي العام

72%

21%

1,555,000
7,237
الدين الخارجي
1
131%

38%

2,842,600
13,169
الدين الداخلي
2
30%

0.9%

659.300

السندات الحكوميه
2-أ
63%

18%

1,374.000

اذونات الخزانه
2-ب
6.6%

1.9%

143,000

الصكوك الاسلامية
2-ج
3%

0.9%

65,000

اعادة الشراء
2-د
32%

9%

693.700

الاقتراض من البنك المركزي
2-ه




92,421-

ودائع الحكومة
3
المراجع :-
1- نشرت التطورات النقدية والمصرفية – فبراير 2014 - البنك المركزي اليمني.
2- نشرة احصائية مالية الحكومة – الربع الرابع 2013- وزارة المالية .
3- المبادئ التوجيهية لإدارة الدين العام - 21 مارس 2001- خبراء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي .
4- عشوائية استخدام الدين العام – يناير 2003 – محمد الغامدي وصالح الزهراني الرياض.
5- الدين العام بين الحكومة والرأي العام – جريدة الاقتصاد عام 2006 – الأستاذ عبد الله مرعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.