يستعد التيار السلفي في اليمن لإشهار حزب سلفي جديد في الساحة اليمنية، بعدما أقام مشاورات متعددة عبر ورش عمل في الأطر الداخلية ، توجت تلك المشاورات وورش العمل بتشكيل لجنة تحضيرية لإعداد المتعلقات الأدبية الخاصة بالحزب. وابتدأت أعمال الورش والمشاورات في مدينة تعز في ال 18 مارس الماضي واستمرت أعمالها بمعدل 1000 ساعة عمل ، أنجزت فيه جميع المتعلقات المطلوبة ، ولا تزال الاستعدادات جارية لانعقاد الهيئة التأسيسية ، ومن ثم إشهار الحزب خلال الفترة القادمة. تتويجًا لمسارات متعددة للفعل السياسي السلفي في الواقع اليمني، والذي عبر عن آراءه بطرائق وآليات مختلفة منذ ما يقارب العشرين عاما الماضية، يستعد تيار الحكمة السلفي في اليمن لإشهار كيان سياسي جديد بعد محطات عدة مأ جرى فيها التيار مشاورات وندوات وورش عمل أفضت في النهاية الى حسم خيارات التيار بضرورة المشاركة السياسية وتشكيل اللجنة التحضيرية التي أنجزت إعداد الادبيات الخاصة بالحزب ، فيما تزال الترتيبات جارية لاجتماع اللجنة التأسيسية لوضع اللمسات النهائية وخاصة فيما يتعلق بانتخاب قيادة الحزب قبيل إشهاره. حزب السلم والتنمية الكيان السياسي السلفي الجديد، ويأتي إعلان هذا الكيان بعد عام على إعلان حزب اتحاد الرشاد ذو التركيبة السلفية في 15 يوليو تموز 2012م. تباينات وإشكالات التعددية السياسية الحزبية للتيار السلفي شيء طبيعي بحسب الكثير والتي تأتي إمتداد للتعددية في نشاطاته الدعوية والخيرية المتمثلة بجمعية الحكمة اليمانية التي تتبع ما يعرف بتيار الحكمة الحاضن لحزب السلم والتنمية ،وكذلك جمعية الاحسان التي خرج منها اتحاد الرشاد اليمني ،لكن محللين أرجعوا التعددية في الكيانات السياسية السلفية الى خلافات وتباينات حادة نشبت بين تياري الاحسان والحكمة قبيل إعلان حزب الرشاد قضت في النهاية الى انسحاب الحكمة من الرشاد وهذا فعلا ما أكد عليه الشيخ /مراد القدسي حيث قال "نحن كنا مشاركين ومؤسسين في اتحاد الرشاد فخرجت انتخابات قيادة حزب الرشاد بالشكل الغير مرضي لنا ؛ وقد تحاورنا مع الاخوان في الرشاد حينها فتم الحوار ،واتفقنا في بادئ الأمر أن يكون العمل شراكة ومشاركة وأن يكون الحزب للجميع،أي أن يكون هناك مناصفة في العمل، .إذا كانت الرئاسة لهم فالأمانة لنا والعكس، وأضاف القدسي "بأن الاخوة في الرشاد وضعوا إشكالات قانونية وواقعية باستحالة ذلك وأن التوافق سيكون مستقبلاً".. إذن التباينات والاختلافات كانت وراء تعدد فيما بينهم كانت وراء تعددية التيارات السياسية لسلفيي اليمن ،وصحة الرواية التي تقول بأن تيار الحكمة راؤ بانه لا جدوى من الدخول في شيء مجهول المستقبل، فكان لازما على سلفيو الحكمة أن يأسسوا حزباً جديداً بحكم الكوادر التي يمتلكوها والمساحة الشعبية الحاضنة لهم وكما تقول الرواية بأن التكامل سيكون ممكن في المستقبل . وقد تصدرت شخصيات سلفية لها حضورها القوي في الساحة اليمنية حزب السلم والتنمية الذي من المقرر أن يرى النور مطلع الشهر القادم عقيل المقطري ،وعمار بن ناشر ،وعبدالله غالب الحميري ،عبدالعزيز الدبعي، ومراد القدسي وكل هؤلاء شخصيات مهمة لها باعها في العمل الدعوي والديني. موعد إعلان حزب السلم والتنمية طرح العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقة بينه وبين حزب الرشاد ،وحجم التنسيق الذي سيكون بين كلا الحزبين ؟أم أننا أمام مشهد لصراع من نوع أخر ؟علاقة تكاملية أما العلاقة مع حزب الرشاد فقد تنبأ عضو اللجنة التأسيسية للحزب الشيخ مراد القدسي "بأنها ستكون علاقة تكاملية وقال بأنه ألتقي برئيس حزب الرشاد الدكتور محمد العامري وأمينه العام الدكتور عبدالوهاب الحميقاني وجرى الحديث حول عملية التنسيق وبحسب القدسي بأن قيادة الرشاد أبديا استعدادهم لذلك" وعلى الرغم من أنه من المبكر قراءة ومعرفة طبيعة العلاقة وحجم التنسيق بين الحزبين وهذا الصيغة العامة للتنسيق وكيف سيكون؟ وهل سننزل بقائمة واحدة في الانتخابات القادمة أو لا؟ هذا تحدده الهيئة العليا للحزب في المرحلة القادمة إلا البعض له قراءة في هذا الجانب حيث أكد أحد القيادات الشابة في حزب السلم والتنمية محمد محمد المهدي " بأن العلاقة بينهما قبل ان تكون علاقة حزبيين سياسيين هي علاقة مدرسة السلفية التي تجمعهما هذا طبعاً من المفترض أن يشكلان توافق وتوزيع اداور وتنسيق مشترك .المهدي قلل من حجم التوجسات لدى الكثير بالقول "ان حصلت ارهاصات وتجاذبات فهي مرحلية وستفرض الايام والمرحلة التوافق والتنسيق حينما تاتي الجبهات السياسية الكبرى ،وحجم التخوف من التجاذب نسبي خاصة، وأن مرحلة الوعي السياسي أصبحت ترافق السلفيون في هذه المرحلة". شخصيات معروفة طبيعة العمل السياسي يضع العديد من القوى أمام تحديات جمى يفرض عليها التعامل الامثل وفق معطيات سياسية معينة وتحتم عليهم التعاطي بحنكة مع مجمل القضايا والمستجدات وخاصة المثيرة للجدل ،ما جعلنا نطرق الباب حول الخبرة السياسية للسلفيين وخاصة حزب السلم والتنمية المزمع إشهاره قريبا بحكم انخراطهم في السابق في العمل المؤسسي والاعتكاف على النشاطات والتفاعلات الدعوية الا أن وجود شخصيات معروفة والتي قطعت شوطاً كبيراً حيث وجود الدكتور عقيل المقطري الذي عرف بآرائه ورؤاه الفكرية والسياسية المتقدمة، ويحظى بقبول شعبي نظرا لمواقفه الداعمة وخاصة للثورة الشبابية ،كما أن وجود شخصية بحجم الشيخ عبدالعزيز الدبعي الذي يتمتع بحنكة سياسية حيث يصفه الكثير" حكيم السلفيين السياسي". لاوجود لخلافات وقد أثارت وسائل الاعلام نشوب خلافات داخل الحزب السلفي الجديد حول الرئيس والنائب والامين العام داخل الحزب با الاضافة الى مراكز قيادية أخرى ونشرت قائمة بذلك ،الشيخ القدسي من جهته نفى في "أن تكون القائمة التي نشرتها تلك الوسائل صحيحة لكون الانتخابات لم تجري ،والمقترحات لاتزال قيد الدراسة لدى أعضاء اللجنة التأسيسية للحزب ،مضيفاً بأن هناك معايير معينة لدى اللجنة التحضيرية لاختيار من يقود الحزب. ومن المتوقع أن يتم إشهار حزب السلم والتنمية مطلع يونيو حزيران القادم ،وسط ترحيب واسع من أواسط سياسية وفكرية متعددة ،حيث عدها سياسيون خطوة هامة في طريق ترسيخ قيم الديمقراطية، والاسهام في الاصلاح السياسي الذي سيكون للاحزاب الجديدة ومنها حزب السلم أدواره في هذا الجانب ،وعده أخرون بمثابة الخيار الانسب في تحقيق الشراكة الفعالة في إخصاب العملية السياسية وتعزيزها بمشاريع ورؤى سياسية جديدة