قالت مفوضية حقوق الإنسان في الأممالمتحدة إن عدد قتلى العنف في سوريا بلغ بنهاية أبريل / نيسان 93 الف قتيل على الأقل، وقد يكون أكبر بكثير. ويعكس هذا الرقم زيادة تتجاوز 30 ألفا منذ إصدار الأممالمتحدة آخر تقديراتها بشأن عدد القتلى في الفترة بين بداية الصراع وحتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012. وجاء في دراسة نشرتها المفوضية إن المعدل الشهري لعدد القتلى منذ يوليو / تموز الماضي بلغ خمسة آلاف، بينما سجلت منطقتا دمشق وحلب أعلى أعداد من القتلى منذ نوفمبر / تشرين الثاني. وأكثر من 80 في المائة من القتلى رجال، غير أن مكتب مفوضة حقوق الإنسان بالأممالمتحدة يقول إنه وثق أيضا مقتل أكثر من 1700 طفل تحت سن العاشرة. وجاء في تصريح أصدرته نافي بيلاي، المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، "هذه الوتيرة العالية جدا للقتلى، شهرا إثر شهر، تعكس الطبيعة المتدهورة للنزاع في السنة الأخيرة." وكانت آخر حصيلة لعدد القتلى نشرتها الأممالمتحدة أواسط الشهر الماضي قد بينت أن عدد القتلى بلغ 80 الف قتيل. وأعتمدت الدراسة الأخيرة على ثمانية مصادر، بما فيها الحكومة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، وأخذت بالاعتبار حالات القتل التي يعرف فيها اسم القتيل وتاريخ مقتله ومكانه فقط. وقالت بيلاي في تصريحها "هناك حالات موثقة لأطفال عذبوا وأعدموا، ولمذابح طالت عوائل بأسرها، مما يشير - اضافة إلى أعداد القتلى المروعة - إلى الطبيعة الوحشية التي أخذ يتسم بها هذا النزاع." وجاء تقدير الأممالمتحدة الجديد بعد يوم من وصف تقرير أممي منفصل لعدد قتلى الأطفال في الصراع السوري بأنه "لايحتمل". وقال التقرير إن القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة المسلحة يستخدم الصبيان والفتيات "قنابل انتحارية أو دروعا بشرية". واتهمت ليلى زورغي، ممثلة الأممالمتحدة الخاصة في تصريحات صحفية في نيويورك، قوات الجيش السوري بتعذيب الأطفال المشتبه في علاقتهم بالجماعات المعارضة المسلحة. غير أن نتائج التقرير الذي عرضته زورغي تقول إن جماعات المعارضة المسلحة، بما فيها الجيش السوري الحر، يستخدمون أيضا الأطفال في مهام قتال ودعم مثل نقل الإمدادات وتفريغ الشاحنات. وقالت بيلاي إن "الدول ذات التأثير يمكنها، لو تحركت بشكل جماعي، أن تفعل الكثير لإنهاء الصراع سريعا، ومن ثم إنقاذ أرواح أعداد لاتحصى من الأرواح" و تشير الاحصاءيات التي نشرتها الأممالمتحدة بوضوح إلى أن الصراع في سوريا هو أطول صراعات "الربيع العربي" وأكثرها دموية بمراحل. وهو "الربيع" الوحيد الذي استحال إلى حرب أهلية حقيقية. وقد ارتفعت نتيجة لذلك أعداد الخسائر بشكل كبير، وخصوصا منذ انتشار العنف إلى مدينتي دمشق وحلب في يوليو / تموز الماضي. فمنذ ذلك الحين، تجاوز معدل عدد القتلى خمسة آلاف قتيل شهريا. مقارنة بذلك، لم يتجاوز عدد قتلى العنف الطائفي الذي شهده العراق عام 2006 ثلاثة آلاف قتيل الا في شهرين فقط. ولذا، وبانعدام أي نهاية في الأفق لما وصفته مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان ب "الوضع المتدهور باضطراد"، فإن المنظمة الدولية لا تتوقع أن يرتفع عدد الضحايا فحسب، بل أن تزداد أعداد اللاجئين الفارين إلى الدول المجاورة أيضا.