اجتاحت القاهرة ومدن أخرى مظاهرات ضخمة تطالب باستقالة الرئيس المصري، محمد مرسي، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. واحتشد المعارضون في ميدان التحرير الذي كان مهد الثورة المصرية التي أطاحت بنظام الرئيس المصري السابق، حسني مبارك. وتتهم المعارضة الرئيس مرسي بالفشل في معالجة المشكلات الاقتصادية والأمنية التي تشهدها مصر منذ استلامه السلطة قبل سنة. وحض ناطق باسم الرئاسة المصرية المعارضة على احترام العملية الديمقراطية. واحتشد أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية في حي مدينة نصر بالقاهرة للتأكيد على دعمهم لشرعية الرئيس، رافعين لافتات تدين المعارضة. ويقول منتقدو مرسي إن الرئيس المصري وضع أجندة حركة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها قبل المصالح الأوسع للبلد. وردد المعارضون شعارات من قبيل "ارحل! ارحل!", وقتل في محافظة بني سويف شخص واحد وأصيب 36 آخرون فى ميدان الشهداء المديرية - سابقا فى بنى سويف بسبب اشتباكات بين متظاهرين ينتمون لحركة 6 أبريل و تمرد من جهة و قوى إسلامية بقيادة الشيخ أحمد يوسف زعيم تنظيم الجهاد فى بنى سويف , واستخدمت الاسلحة النارية خلال الاشتباكات. وشهدت عدة مدن مصرية مظاهرات معارضة للرئيس مرسي. ففي مدينة الإسكندرية، احتشد آلاف المحتجين في مسيرة توجهت إلى منطقة سيدي جابر بوسط المدينة. وفي مدينة بورسعيد بقناة السويس، نصب المتظاهرون في الميدان الرئيسي بالمدينة منصة كبيرة، ويتأكد المحتجون من هويات الداخلين والخارجين من الميدان. ومن المتوقع أن تشهد السويس والمنوفية والشرقية (مسقط رأس الرئيس مرسي) مسيرات معارضة للرئيس مرسي. ولجأت جماعة الإخوان المسلمين إلى تحصين نوافذ مقر الجماعة بالقاهرة بالأكياس الرملية قبيل الاحتجاجات. وارتدى بعض أنصار مرسي لافتات تقول إنهم "مستعدون للشهادة" من أجل بقاء الرئيس مرسي في السلطة. ويقول أنصار الرئيس إنه انتخب بشكل ديمقراطي وبالتالي يتوجب أن يكمل ولايته الرئاسية بشكل كامل. ودعا ناطق باسم مؤسسة الرئاسة، إيهاب فهمي، جميع المصريين إلى "الاتحاد والاستماع إلى صوت الحكمة"، مضيفا أن "الاختلاف السياسي يتطلب من جميع الأحزاب القبول باللعبة الديمقراطية". أما المعارضون، فيقولون إن أكثر من 22 مليون مصري وقعوا على عريضة تطالب بانتخابات مبكرة. وجمعت هذه التوقيعات حركة تمرد التي تضم المعارضة الليبرالية والعلمانية بمن فيها جبهة الإنقاذ الوطني. ويشارك العديد من المصريين العاديين الذين أغضبتهم السياسات الاقتصادية والتوجهات السياسية للرئيس مرسي في مسيرات الاحتجاج التي توجهت إلى ميدان التحرير. وكان الرئيس مرسي عرض في وقت سابق من الأسبوع الحالي الحوار على المعارضة لكن هذه الأخيرة رفضت دعوة الحوار. ويُذكر أن الرئيس مرسي الذي ينحدر من حركة الإخوان المسلمين أصبح رئيسا لمصر يوم 30 يوينو/حزيران 2012 بعد فوزه بانتخابات اعتبرت حرة ونزيهة. وتخللت السنة الأولى من ولايته الرئاسية اضطرابات سياسية وتدهور الاقتصاد المصري.