قال الناطق الرسمي باسم اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية في اليمن، مانع المطري، إن الخطوات التي أقدم عليها الجيش المصري، في نطاق ثورة 30 يونيو، معالجة صحيحة لخطأ اشتركت فيه كل قوى الثورة متمثل بالدخول في عملية ديمقراطية بالقواعد التي وضعها نظام مبارك، وبالأحجام التي أفرزتها سياسات النظام السابق التي مكنت الإسلاميين، وأقصت القوميين واليسار والليبراليين، معتبرا أن الخطيئة بدأًت باستفتاء 11 مارس 2011، في الوقت الذي كان من المفترض أن تشرع القوى كافة في وضع قواعد جديدة للعملية السياسية بما يحقق الديمقراطية الصحيحة التي تقيّم الأحجام بشكل جديد، من خلال صياغة الدستور قبل الانتخابات. وأضاف في حديثه لصحيفة «العرب» : غير أن بعض القوى، وخصوصا التيار الإسلامي، تصرفوا مع الأمر كرُماة أُحُد فأغرقوا البلد في صراعات، بعد أن كانت المواجهة مع الاستبداد والتوريث فتحوّلت المواجهة مع الاستفراد. وعن انعكاسات المشهد المصري على اليمن اعتبر المطري، الذي يعد أحد أبرز القيادات الشبابية للثورة اليمنية، أن هناك علاقة جيوسياسية بين مصر واليمن تجعل من هذا التأثير حتميا وفقا للقراءة التاريخية، مؤكدا أن بإمكان القوى السياسية اليمنية أن تجعل هذا التأثير إيجابيا في ظل وجود عوامل عديدة تساعد على ذلك، أهمها أن هناك تحالفا سياسيا متمثلا في اللقاء المشترك يضم ناصريين ويسارا، وإسلاميين وليبراليين، غير أن ذلك لن يتم ما لم تتفطن قيادة التحالف لضرورة تطويره وتعزيز الشراكة الوطنية والابتعاد عن الاستفراد من قبل فصيل ما. واعتبر الناطق الرسمي باسم شباب الثورة أن مسار الثورة اليمنية مختلف عن مسار الثورة في مصر فهو لم يحل الحزب الحاكم وكذا لم يذهب إلى الديمقراطية قبل أن يتحاور الفرقاء ويعيدوا صياغة قواعد الديمقراطية ويدخلوها وفقا لرؤية مشتركة بين كل اللاعبين. وعن موقف شباب الثورة في اليمن مما يحدث في مصر قال المطري: نحن كشباب ثورة نقف إلى جانب الشعب المصري ونؤيد ما قام به شباب حركة تمرد، كما أننا على اتصال بهم وندرك جيدا أن ما قاموا به حتى الآن خطوة في الاتجاه الصحيح. ولكن ما يزال الطريق أمامهم طويلا طالما استمر الإخوان في موقفهم المتصلب والرافض لمبدأ الحوار، وكذا استمرارهم في شحن الشارع باتجاه العنف، وهو ما يجعل المصريين أمام تحد كبير يتمثل في أن الإخوان -على ما يبدو- ليست حتى من أولوياتهم، كما يعلنون إعادة مرسي، بل الأمر أبعد من ذلك... هم يسعون الآن لضرب الجيش المصري، وهو الجيش الأكبر في المنطقة. وإذا ضرب لن تبقى هناك قوة قادرة على الحشد المسلح إلا الإخوان. وباعتقادي أن الجيش المصري في هذه المرحلة يمثل شرف الأمة. وأضاف المطري أنه يجب أن يصل المصريون إلى اتفاق على إعادة صياغة قواعد العملية الديمقراطية بمشاركة كل الإطراف، وإن أصر الإخوان على الرفض فإنهم بذلك يضرون بأنفسهم وأمتهم. وعن مدى قبول الإسلاميين في اليمن لمبدأ الشراكة في ظل فشل التجربة المصرية، أضاف مانع المطري: ليس من مصلحة التيار الإسلامي في اليمن أن يستحضر الانقسام القائم في مصر، لأن الإسلاميين في اليمن يدركون أنهم ليسوا مؤهلين لإدارة اليمن لا من حيث الرؤية، ونظرا أيضا للتعدد الموجود على خارطة القوى السياسية. بالإضافة إلى أن حجم الأخطاء في الثورة اليمنية أقل، ولا داعي لتعميقها، بل يجب أن يدرك الإسلاميون وشركاؤهم ضرورة تجاوز تلك الأخطاء بمزيد من الشراكة وتجنب الإقصاء. وعن الانتقادات الموجهة لتحالف أحزاب اللقاء المشترك في اليمن، وخصوصاً تلك التي يقودها شباب الأحزاب الناصرية واليسارية، وصف المطري تجربة اللقاء المشترك، كتحالف سياسي، بالناجحة فيما يتعلق بتحقيق الهدف من إنشاء هذا التحالف، والمتمثل في إسقاط نظام صالح، معتبرا أن التحالف حقق نسبة نجاح عالية كذلك في إحداث التغيير وتجنيب البلاد الحرب. غير أنه اعتبر أن اللقاء المشترك الآن لا يمتلك رؤية مشتركة لإدارة الدولة، باعتبار أنه نشأ وفقا لبرنامج تكتل سياسي معارض، وهو الآن أمام خيارين، إما أن يضع برنامجا لإدارة الدولة على أساس الشراكة، وهذا هو الأفضل له، وإما أن يمضي كل طرف نحو خياراته السياسية.