المستقبل الذي نريد هو ذلك المستقبل الذي رسمة خيال الشباب عام 2011. الماضي الذي يريدون ذلك المشوة بحروب ثلث قرن. إلى المفكر والفيلسوف الجميل عبد الوهاب هيلان. لكم كنت تلح علينا أول الثورة أن نتخلق كشباب مستقلين ونضع رؤية مدنية نرسم من خلالها صورة المستقبل الذي نريد بخيال الشباب. خيال نصف قرن قادم نريد ان نعيش كأي بني آدم لها إحساس جيد تجاه الحياة وأساس إنساني يحث على المواطنة أكثر من حثة على الأيديولوجيا ويسعى إلى المعرفة اكثر من سعية تجاه الحلف المريض المحروم من العافية الوطنية التي دشنها الزبيري والمغني. تلك العافية التي تعثرت وتسربت من يد الثائر الذي أكلته الثورة قبل ان تأكل التخلف والمرض والجهل. الثلاثية التي كانت تستحوذ على حيز من المساحه الذهنية عند ثوار سبتمبر واكتوبر وتلاميذ المدرسة الوطنية التي تم اغلاقها في الحصة الاولى من دروس التربية الوطنية. ولكم كان عبد الوهاب هيلان يسرد كل اوجاع الجرح الوطني الممتد من عقود مزمنة وماكرة ترضع الزيف ولم تفكر يوما في الفطام ومع كل ذلك تركل هذة الافواه كل من شأنه أن سير بنا نحو الفتوة نحو المستقبل وتعتنق الماضي وتستميت فية كفرة جاذبة تجسد التخلف والعيش المرير حيث الإنسان المهدور المحروم من العدالة والمواطنة والحكم الرشيد. كنا نحلم كثيراً في المستقبل الذي نريد. كان خيالنا هو المحرض الوحيد لحركة حياتنا اليومية التي أردناها أن تتسق مع حركة الزمن. حركة الدفق المعرفي الهائل زمن النانو والتحليلات الحمضية والدراما والسينما والعيش المحترم البعيد عن إذلالات إنسان اليمن حين يجتاز ما وراء الحدود حينما يصبح ذلك المربوط إلى إملاءات الكفيل, أو ذلك العسكري المشحوط في شرطة الدوحة والمنامه, أو ذلك الصياد المحجوز في معسكرات البحرية الاريتيرية الآثمة التي لم تقد اليمني صديق البحر. أو ذلك اليمني الدرويش في الحوزة المتأهل إلى لبس عمامته كحفيد مظفر لمعركة مقدسة تدعي الحق الالهي في الحكم, أو ذلك اليمني المرتدي للبزة الحمراء في سجون جوانتنامو. هو اليمني الذي فجر ثورة للخلاص من القهر النفسي لثلث قرن ومن أجل الحياة والحياة تلك المرسومة في خيالة بإتجاه المستقبل الذي نريد وليس الماضي الذي يريدون ولاتزال حركتنا بإتجاه الانسان. بإتجاه اليمن. بإتجاه العلم, والحرية, والمواطنة, والبحث العلمي, والحدائق الجاذبة. ذلك المستقبل الذي نريد.