اختتمت الخميس الماضي أعمال الندوة الختامية لمناقشة التقرير الخاص بآراء الشباب وتصوراتهم حول شكل الدولة ونظام الحكم. وتأتي هذه الندوة ضمن مشروع مستقبل اليمن بعيون الشباب الذي نفذته مؤسسة إيجاد للتنمية ابتداءً من يناير وحتى مارس 2013م.
وفي الندوة أكد وزير الإدارة المحلية – علي اليزيدي – أن مخرجات هذه الحملة يجب أن تحظى بالاهتمام خصوصاً أنها تزامنت مع بداية انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي سيقف على مثل هذه القضايا لنقاشها والخروج برؤية كاملة وشاملة ترسم ملامح الدولة في المستقبل.
وعقب كلمة الوزير استعرض المنظمون للندوة الختامية التقرير النهائي للمنظمة عن المشروع ومخرجاته والذي تضمن تحليلاً لنتائج الاستبيانات القبلية والبعدية للشباب المستهدفين ودلالاتها.
التقرير تناول عرضاً مبسطاً لبرنامج المنظمة التي نفذت (40) حلقة نقاشية مع الشباب بحيث يتم في كل حلقة استعراض ورقة العمل لتوعيتهم عن موضوعي شكل الدولة ونظام الحكم واستضافة مجموعة من الشخصيات كضيوف شرف في اللقاءات واستعراض وجهة نظرهم وإتاحة المجال للشباب لمناقشتهم حولها.
وقالت الناشطة ماجدة محمد الصبري – مديرة المشروع أن فكرة المشروع قد انبثقت من الدور الذي يجب أن تقوم به منظمات المجتمع المدني خصوصاً الشبابية منها في هذه المرحلة وعلى رأس هذه المهام رفع مستوى الوعي للشباب بما يحتاج معرفته في الشأن السياسي وخصوصاً مع اقتراب مؤتمر الحوار آنذاك والذي يمثل الشباب فيه بنسبة 20% وكون المؤتمر سيضع أسس الدولة الجديدة وشكلها وبنيتها وأدواتها وعلى هذا جاءت فكرة المشروع على أساس فرضية انخفاض وعي الشباب فيما يخص أنظمة الحكم السياسية وأشكال الدولة.
وقالت ماجدة إن المشروع كان من المفترض أن يستهدف (800) شاب وشابة إلا أن العدد الفعلي للمشاركين بلغ (1703) شاباً وشابة تتراوح أعمارهم ما بين (18-30) عاماً.
وأضافت أن أماكن انعقاد الحلقات النقاشية للشباب تنوعت حيث نفذت (23) حلقة في كليات وأقسام جامعة صنعاء وحلقتين في الجامعة اللبنانية وجامعة العلوم والتكنولوجيا و4 حلقات في مقرات مؤسسات مجتمع مدني وحلقة في ساحة التغيير و9 حلقات في مدارس ثانوية بنين وبنات.
وكانت أبرز نتائج الاستبيانات التي خرج بها المشروع أن (49.1%) من الشباب المشاركين يرون أن الدولة الفيدرالية بالتقسيم إلى أقاليم هي الأفضل فيما فضّل (45.4%) منهم أن يكون شكل الدولة بسيطاً (الدولة البسيطة بالمكونات الحالية) و (5.1%) من المشاركين يرون أن الدولة الكونفدرالية أي بالتأييد لفك الارتباط هي الأفضل.
وجاء في التقرير الختامي إن ما نسبته (51.2%) من المشاركين يؤيدون نظام الحكم البرلماني مرجعين أسباب ذلك للتخلص من العودة إلى الاستبداد الفردي الذي قد ينشأ في النظام الرئاسي أو المختلط شكلاً والرئاسي مضموناً.
وقال التقرير إن أقل من نصف المشاركين تقريباً توزعت آراؤهم بين النظامين الرئاسي والمختلط خوفاً من طغيان الحزب الذي يحصل على الأغلبية في النظام البرلماني.
وأوضح الدكتور/ علي البريهي – نائب عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء أن التقارب في رؤى المشاركين بين الدولة البسيطة والفيدرالية مع زيادة نسبية (4%) للدولة الفيدرالية يعكس تنامي التوجه نحو اللامركزية الكاملة في الحكم والوعي بما قد يتحقق من تخفيف احتقان الوضع السياسي القائم وخصوصاً في الجنوب.
وأكد د. البريهي خلال استضافته في الندوة الختامية أن مخرجات هذا المشروع يجب أن يتم العمل بها والاستفادة منها خصوصاً في مؤتمر الحوار الوطني الذي سيخرج في نهايته بملامح الدولة، ودراسة مثل هذه توفر على المشاركين بالحوار الكثير من الجهد والوقت، كما أشار إلى أن أهميتها تكمن في أن من تم استطلاع آرائهم هم فئة الشباب وهم من سيصنعون مستقبل البلاد.
وقد خرج تقرير المنظمة بملاحظات هامة كان أبرزها أن الميسرين للمشروع وجدوا في المشاركين مصداقية طرح الآراء، كما لاحظوا انعكاس الرؤية الحزبية على الشباب الحزبي أو المتأثر بالطرح الحزبي، وكذا انعكاس أثر الممارسات السيئة للنظام السابق على رؤى الشباب، بالإضافة إلى وجود حالة قلق من التوجهات السياسية لصناعة المستقبل وأثرها على حقوق الشباب ومطالبهم.