الرحلة يمكن تغير مسارها في الجو والهبوط الاضطراري يفضح عيوبها! لا اعتقد أنه توجد خطوط طيران دولية، تمنح ركابها متعة السفر في عالم من المجهول الخاضع للمتغيرات اللامنطقية، أكثر من طيران اليمنية. لن اتحدث هنا عن معاملات اتمام إجراءات السفر والحجز عبر مكاتب الطيران لاسيما الرسمية التي عادة ما يبلغك موظفيها بأن الطائرة (فل) ونسبة تمكنك من السفر لا تتجاوز الواحد في المائة، وعندما يكتب لك الصعود على متن الطائرة تفأجى بأن نصف مقاعدها فارغة والركاب يتشاجروا على الجلوس بجانب النافذة!. للخلف در كما أنني ساتحاشى التفصيل في معاناة الإخلال بمواعيد إقلاع الطائرة، التي تدخل المسافر أحيانا في حالة نفسية مضطربة، ومزاج سيئ، وعندما يحتج ويعلن اعتراضه على المرمطه، يرد عليه أصغر مسئول في المطار إذا مش عاجبك عود من حيث أتيت، وللخلف درر. مقهاية أشرف سأترك كل ذلك خلف ظهري، واعتبره ظرفا لم يكن، سأتخيل أنني أو أنك على بعد خطوات على سلم الطائرة قبل الدخول إلى قاطرتها، حيث سيكتوي وجهك بتيار هواء غريب، دافئ عادة، مصحوبا بروائح شبيهة بتلك التي نستشقها في مطاعم الشيباني أو (مقهاية) أشرف. طائرة ولا باصات نقل داخل الطائرة ستتكيف تدريجيا، وستنتظر لحظة الإقلاع، التي ستطول حتما، حتى يتم التأكد من اكتمال ركاب الطائرة، هنا قد يعتريك التباس ظريف، هل أنا على متن طائرة فعلا، أم باص ركاب؟!، المحاسب فيه (لتع) وثقيل دم، يصيبك بالدوران والغثى المزمن وهو يصرخ مكلا (ياليد)، ديس ، ديس، تعالوا معنا بالغصب. عدة السلامة مضمونة في حال أقلعت الطائرة، وأردت أن تطمئن على عدة السلامة فيها في حال الهبوط الاضطراري، لا تستغرب إذا كشفت أن حمالات الغرق غير موجودة أسفل المقعد، لأن راكب قبلك أخذها أن لم نقل نشلها، حتى يستخدمها وقت الحاجة في حوض مسبح. أما إذا تدلى أمامك خرطوش الأوكسجين، وأمرك طاقم الطائرة باستعماله لتتنفس، بسمل وأعوذ من الشيطان، لأنه قد يخنقك عوضا من أن يسعفك. كله من صنعاء ومن الفرضيات التي لابد أن تضعها في حسبانك وانت في ضيافة اليمنية، عدم التزام قبطانها بخط السير الملاحي المتبع في تذكرة السفر؟!. فالطائرة التي تقلع من عمان أو القاهرة إلى المكلا ثم صنعاء مثلا، يمكن ان تغير مسارها، وكله يتم بالتصويت، و(أمرهم شورى بينهم) داخل الطائرة، ومهما بح صوتك وحاولت تشرح لهم وضعك، أنك ترافق مريض، سوى عملية حرجة وحالته خطرة ، قالوا لك إنا (قنبر) نشتي نروح (نفتهن ونخزن)، وبطل هدار وأهجع. تجربة السفر عوم ولا غطس ولو نزلت صنعاء لقضاء ليلة أو يوم، فأن احتمالية فقدان حقيبتك بين امتعة المسافرين شيء وارد، وإذا صرخت ياناس ياهوووو، شنطتي ضاعت، قالوا لك عادي تحصل (دوب)، ومرة ثانية أحسن لك تعلم السباحة وسافر ( غطس ولا عوم)، والمشكلة أني لو انغمست في البحر مرة، بطلع منه وكلي مازووووت!.