باتت ظاهرة اطلاق النار والألعاب النارية في الاعراس بمدينة المكلا مثيرة لقلق وإزعاج المواطنين. وغالباً ما يقوم شبان من ذوي العريس بمدينة المكلا بإطلاق النار في الهواء ليلا خصوصا بعد مراسيم العقد التي تحولت إلى فترة العصر بقرار محلي أو السهرة التي تمتد إلى وقت متأخر من الليل.
ويشتكي كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة من هذه الظاهرة يوميا خصوصا في هذه الأيام التي تعد موسما للأعراس بعد عيد الأضحى المبارك.
وأبدى ناشطون في الفيس بوك انزعاجهم من هذه العادة مطالبين بوضع حد لها. وكانت مبادرة "كفاية ازعاج" لتهذيب الأعراس والتي بعض الشبان آتت أكلها و صدرت عدة قرارات في مطلع سبتمبر بتوجيهات مباشرة من المجلس المحلي بالمكلا لكل من :
محكمة الاستئناف حضرموت والتي وجهت رؤساء المحاكم الابتدائية ( شرق وغرب المكلا ) بإلزام المختصين بالتوثيق والأمناء الشرعيين بأبرام عقود الزواج بعد صلاة العصر دون سواه في جميع المساجد .
وأيضا قرار مدير الأوقاف والإرشاد إلى أئمة مساجد المكلا وضواحيها بخصوص خطة تهذيب الأعراس وحرمة المساجد والقاضي بعدم السماح بقيام عقود الزواج إلا بعد صلاة العصر على أن ينفذ ذلك بعد عيد الأضحى المبارك.
كما وجه مدير الثقافة جمعية حضرموت للفنانين الغنائيين بإعطاء توجيهات للفنانين وكل ما يتعلق بالزواج من تحديد بداية السهرة ونهايتها في الثانية عشر والنصف ليلا.
إلا أن هذه التوجيهات والتي من المقرر أن تكون قد دخلت حيز التنفيذ لا تلقى تجاوبا من بعض أهالي العرسان خصوصا فيما يتعلق بتحديد زمن ( السهرة) وهو ما يعاني منه المواطنون في المكلا.
وبإصدار هذه القرارات تكون السلطة المحلية بالمكلا قد خطت خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها تحتاج إلى رقابة على التنفيذ ومحاسبة المخالف حتى لا تتحول الأفراح إلى تعدي على حقوق الآخرين.
ونتج عن هذه الظاهرة خصوصا في بعض محافظات الشمال حالات قتل غير متعمدة حولت أفراح بعض الأسر إلى مآتم.
وكان زواج في محافظة حجة تحول إلى مأتم أواخر الشهر الماضي بعد مقتل شخص عن طريق الخطأ ليقوم بعدها ذوي المقتول بقتل الجاني ، وفي حادثة أخرى بإب قام شخص بإطلاق النار في الهوى في زواج في بداية الشهر الجاري أيضا لتصطدم طلقاته بسلك كهربائي فيسقط على امرأة في سطح منزل ويودي بحياتها.
ويتطلب القضاء على هذه الظاهرة قيام الشرطة المحلية بالمكلا القيام بدورها ومحاسبة كل من يقوم بإطلاق النار في الليل وأيضا تحتاج إلى تكاتف الجهود وقيام الخطباء وسائل الإعلام بدورهم.