في ظل الأمن والأمان تحلو العبادة ويصير النوم ثباتاً والطعام هنيئاً والشرابمريئاً وهو مطلب الشعوب كافة والأمن هبة من الله لعباده ونعمة يغبط عليها كل منوهبها ولا عجب في ذلك فقد قال الله ((فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْجُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)) و قال صلى الله عليه وسلم) من أصبح آمناً في سربه معافاً في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ) ان التدهور الحاصل في الوضع الأمني في المحافظة ( حضرموت الخير ) سبب تعدد القيادات المشرفة على الأمن في المحافظة وتدخل السياسيين لتقسيمها وسلب أراضيها وثرواتها والخروج من التدهور ألأمني الحالي الذي تعاني منه المحافظة وأعتقد ان المصالحة الوطنية الحقيقية البعيدة عن التحزب والتفرق هي المفتاح الأساسي للخروج من هذه الأزمة والتغلب على المشاكل ورفع التدخلات السياسية عن الملف ألأمني ان انعدام الحلول للمشاكل السياسية وعدم وضوحها يعطل القدرات ألأمنية ويجعلها عاجزة عن مواجهة هذا التدهور ألأمني . إن نعمة الأمن والاستقرار لمن أعظم النعم التي يظفر بها الإنسان فيكون آمناً علىدينه أولاً ثم على نفسه وعلى ماله وولده وعرضه بل وعلى كل ما يحيط به من مقومات الأمن في الأوطان أيضاً الاستقرار السياسي للبلاد فهو من أهم عناصراستتباب الأمن وانظر لتعرف هذا الأمر الخطير انظر إلى تلك الدول وإلى تلك الديارالتي تعاني من عدم الاستقرار السياسي فيكثر فيها التدهور ألأمنيومن مقومات الأمن في الأوطان وجود جهاز أمن قوي أجل فما فائدة الأنظمة وما فائدةالقوانين إن لم يوجد سلطة تنفيذية قوية تقوم بتنفيذ الأوامر وبتطبيق الأنظمةوالقوانين وتحاسب من يخالفها حتى لوكان صاحب منصب او مال او شيخ………… ( هل الواسطة والمال فوق القانون ) ولا بد أن يكون هذا الجهاز الأمني قوي بكل ما تعنيهالقوة قوي بأفراده قوي بسلاحه قوي بخبرته والأهم من هذا أمانة ونزاهة فلقد حثالقرآن الكريم أن يكون الموظف والعامل ورجل الامن متصفاً بالقوة والامانة وَقَوْله تَعَالَى : ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَت اِسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْر مَنْ اِسْتَأْجَرْت الْقَوِيّ الْأَمِين ) ولا بد من توافر هذه الصفات في رجالالأمن لأنه مؤتمن على نفوس الناس وعلى أعراضهم وعلى أموالهم وحتى يكون جهاز الأمنقوياً نزيهاً لا بد له من ضوابط وأمور أولها تقوى الله تبارك وتعالى وهي جماع الخيركله ورجل الأمن التقي هو الذي يراقب الله في كل أحواله فيقوم بعمله خير قيام وهل سمعتعن رويع الغنم في الصحراء يؤدي وظيفته على أتم وجه دون حسيب ورقيب من البشرإلا لأنه يستشعر أن الذي يراقبه هو الله وذات يوم مر ابن عمر على رويع غنم يرتاد بأغنامهأحسن المراعي وأحسن الأماكن فأراد أن يمتحنه في تلك الخلوة قال ابن عمر لرويع الغنم بعنا من هذه الشياه قال أنا مؤتمن ولا أستطيع أن أتصرف فيشيء من هذا قال قل أكلها الذئب فقال رويع الغنم بكل بساطة وماذا أقول للمالكإن كنت سأقول للمالك أكلها الذئب فماذا سأقول لله مالك الملك يوم القيامة وقرأ علية الآيات (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) فبكى ابن عمر اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا ولاة أمورنا اجعل ولايتنا في من خافك واتقاكواتبع رضاك يا رب العالمين .