لم تعد كلمة "خطير" كافية لوصف المشهد القائم اليوم على مستوى الخارطة السياسية "للجمهورية اليمنية" خاصة بعد أن بلغت حالات الفوضى والانفلات الأمني أقصى درجاتها وتوسعت دائرة الاحتراب بين القوى السياسية والقبلية وأصبح الاقتتال الجاري اليوم أكثر حدة بل أكثر خطورة لأنه أخذ الطابع المذهبي مايضع كل الجهود الاقليمية والدولية والمحلية التي بذلت خلال السنوات الثلاث الماضية في مهب الريح وهو ما حذرت منه العديد من الجهات الاقليمية والدولية وخاصة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية التي وجه ممثلوها أكثر من تحذير للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بأن الأوضاع تسير نحو الهاوية ولعل التحذير الذي وجهته دولة الامارات العربية المتحدة من خلال افتتاحية صحيفة "الخليج" في عددها الصادر السبت والذي حمل عنوان "انقاذ اليمن" لم يكن الأول والأخير الذي تعبر فيه دول الخليج عن مخاوفها من انهيار الأوضاع في اليمن فقد سبقت ذلك المملكة العربية السعودية بل ان مدير قناة "العربية" عبدالرحمن الراشد كان قد أطلق أكثر من مرة تحذيرات من انهيار الأوضاع في هذا البلد وقال "الراشد" في مقالة أخيرة له في جريدة "الشرق الأوسط" ان الرئيس "هادي" وفريقه السياسي قد فشلوا في الخروج بالبلاد من مأزقها مطالبا بتنحي الرئيس وافساح المجال لمن هو أقدر منه مشيرا الى ان الرئيس اليمني ظل يحمل فشله لغيره ودول وأطراف خارجية في مقدمتها ايران متهما اياها بالتدخل في شئون بلاده وعرقلة العملية السياسية حيث اعتبر "الراشد" ذلك عذر أقبح من ذنب. أمام كل هذه المعطيات والشواهد اليومية التي تؤكد ان الوضع اليمني وصل الى حالة ماقبل الانفجار الكبير الذي سيبدد معه كل الامال بالخروج باليمن من أزمته وستتأثر بذلك سلبا المنطقة العربية برمتها بل والعالم أيضا وهو مايجعل أكثر من جهة عربية ودولية توجه تحذيراتها من الانهيار الكامل للاوضاع في هذا البلد الذي يقع في منطقة استراتيجية من العالم , ويبرز السؤال الأهم مالذي ينتظره الرئيس اليمني من أجل تنفيذ وتطبيق خارطة الطريق المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الذي مرت أكثر من ستة أشهر على اختتامه ؟ فعلى الرغم من الدعم الدولي والاقليمي اللامحدود المقدم للرئيس "هادي" الا انه لايزال يتلكأ في تنفيذ القرارات والتوصيات التي تم التوافق عليها في مؤتمر الحوار وكأنه غير مبال بالخطورة التي وصلت اليها الأوضاع. ان الوقت لم يعد في صالح من يريدون انقاذ اليمن والمنطقة من انفجار كارثي يوشك على الوقوع , وان التلكؤ وعدم المبادرة في اتخاذ القرارات المناسبة والعاجلة من قبل الرئيس اليمني من أجل انفاذ مقررات مؤتمر الحوار سيمثل عمل أخرق ستنعكس ويلاته على الجميع دون استثناء , وعلى الجهات الاقليمية والدولية وخاصة دول الخليج العربي التي ستكون في مقدمة الدول التي ستتأثر من وراء انهيار الأوضاع في اليمن بحكم الواقع الجغرافي أن تدفع بالرئيس عبدربه منصور هادي بل وتلزمه وفريقه السياسي بسرعة تنفيذ مخرجات الحوار واستكمال ماتبقى في المبادرة هذا ان كانو جادين في تجنب كارثة توشك أن تقع في أي لحظة. [email protected]