حب الوطن من الإيمان هذا ما تحمله القلوب الساكنة حضرموت المعجون حبها في تنهيدة التطلع إلى حياة أفضل امن وآمان ، يعيشون على قلبها الثابت ونبضاته المنضبطة لقرون طويلة والمرتبك مذ بدايات القرن الواحد والعشرين نبضات يحسبها عشاقها ضريبة تدفعها المدن الهادئة قُربانا لطباع أهلها ولهدوئها واستقرارها وحسدا من لدُن لا يحسنون التعامل مع الطُهر والنقاء والمدن من ذوات الحركة الهامسة . أكثرُ من مئة وخمسين يوما مرت على ما يسميه البعض حادثة بنوك سيؤن ( 2014/5/24 ) ليلتها لم تنم بعد مدينتنا ولم يُكمل السُمّار أسمارهم ، ولم تشف السواقي ومراتع الجلوس أسماعها من أحاديث هموم البلد ومن أسبابها الإفك السياسي الذي أقتحم حياتهم فجأة ولا زال وفقا ومزاج الغلبة . ليلتها كان الدرس صعبا وقاسيا وظالما ، في حق مدينة احتضنت الجميع لا فرق عندها بين إخوة يوسف إن دخلوها من باب ٍ واحد أو من أبواب ٍ متفرقة ، أو ممن هربوا من خوف ثأر أو كارثة أمطار ونزوح حرب فكلهم بين أحضانها أبناء ، غير أن ردت فعل بعض أولئك ليلتها ومن بينهم مسئولين وقياديين قد فتح لنا ثغرة ً رأينا من خلالها كيف حملوا مؤنهم وغادروها وبعضهم أغلق الباب على نفسه ولسان حاله : ( سيؤن ليست بلدي وأهلها ليسوا أهلي ) ولأكثر من 170 ساعة لم ترى في شوارعها وأسواقها إلا أهلها ، حتى حراميها لم يكن حاميها ، أليس هذا بكاف ٍ لمراجعة كل مواقفنا في حق مدينتنا خاصة وحضرموت عامة . من ليلتها يجب على أهالي المدينة ممن توارثوا سُكناها مذ تلك القرون ، وتناسلوا البقاء فيها ، أن يشعروا بان الأوان قد آن ليستوعبوا الدرس ، ويتخلى بعضهم من الثقة في الغير وعن الإفراط في الهمس من وراء جدُر وتقليل ( الستاهه ) وان يكونوا خير عون لخير قيادة لأنفسهم ومن أنفسهم ، ولا يخضعوا لأي تغيير ظالم لكوادرهم و إن الاتكاء الكامل على الآخرين في تنظيم شؤون حياتهم الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية دون مشاركتهم وبقوة يُعد في الظروف التي تديرها سياسة الغلبة غير مأمونة النتائج وأنهم الأحق بحماية أنفسهم وأرضهم وعرضهم ، والأحق ُ بالاصطفاف الوطني من غيرهم ويسري فعل ذلك على كل حضرموت …. ألحقوها وأنقذوها قبل شعار ( الموت لحضرموت )