نشر اخي وزميلي الناشط الحراكي محمد اليزيدي على صفحته في الفيسبوك صورة له في خيمة اللجنة الإعلامية بساحة الاعتصام بالمكلا وهو منهمكا في اداء واجبه نحو قضيته ، اخذتني تلك الهنيهة المقتطفة بدمعة شوق إلى 2011 حيث كان يعكف اخي محمد صلاح باجابر في خيمة ساحة كورنيش المكلا على تصميم لافتة لأمسية ثورية وحيث خطى اقدام الزميل صبري بن حدجه ورفيقه امجد يسلم صبيح في شوارع تريم توثق جموع الثوار ليربطان الشمس بالشمس سهرا مُصرين على رفع صور فعالياتهم للعالم وحيث يعكف اخي شمسان عطيه Shamsan Attia وزملاؤه على اتمام خطة المركز الإعلامي لل المنسقية العليا للثورة اليمنية إلى خيام ورش العمل وندوات بناء الدول وتجارب النهضة وصلت ولمحت ايضا مشاركاتي في المسيرات المختلفة مع الجموع بين زخات المطر وبردها وهبات الرمل وحرها هاتفين للدولة المدنية والحياة الكريمة لا يحدونا شيء غير ارواحنا الواثقة بحتمية قهر المستحيل واستجابة القدر .. يالله كيف كنا نعود من تلك المسيرات ..! اوداجنا منتخفة فاقدين اصواتنا المخلصة التي وزعناها – مغلفة بالشعارات الوطنية السامية – على جنبات الازقة والشوارع العامة التي مررنا بها ،كبرنا على خلافتنا الجزئية – الايدلوجية والمناطقية والمذهبية – ليجمعنا الهدف الاكبر (تأسيس دولة المواطنة والعدالة والحرية والكرامة ) كنا ندعوا ونلح في دعائنا بأن تنتصر ثورتنا واهدافنا النبيلة . يالسخافتنا ..!! كيف نطلب من الرب بأن ينصر ثورتنا في اللحظة التي تعرض فيه ثورتنا في مزاد انصاف الحلول بين الغرف المغلقة ..؟ ندعوا الرب بأن يحقق اهدافنا كاملة غير منقوصة ومن اوكلناهم قدر ثورتنا جعلوا سقفهم نصف اهدافها ..!! اصطدم المرجو بالواقع وتقزمت ارادتنا الى حيث أرادت الإرادات المهتزة ، بكل اسف استمرينا في هذياننا المادح لخطط الأيادي المرتعشة ودهاءها واستمرت معه انتكاسة ما تحقق من احلامنا بمسكنات (متطلبات المرحلة وتنازلاتها ) لتستقر احلامنا تحت جنازر الأوهام المضادة . افقت من غفوتي واعدت النظر مجدداً إلى الصورة .. إنها تحمل ملامح روح من بني جيلي في خيمة وجو اشبه بخيمة وجو ثورتي تماما محمد اليزيدي ورفاقه شباب الثورة الجنوبية الذين اتفقت معهم في غايات وجوب تحقيق العدالة وارساء الكرامة واطلاق الحريات وتعزيز المواطنة تباينت وافترقت معهم في الطرق و الوسائل لكن تجمعني بهم اشياء كثيرة كالأعمال المجتمعية واللقاءات الودية – التي تنسينا التباين – وللأسف اجتمعنا ايضا على انهاء احلامنا بحادث مروري واحد رغم اختلاف طرق سيرنا اذا ما استمر تحكم الأجساد المرتعشة – الراحلة عنا جسدا الخالدة فينا تخاذلا – بآمالنا واحلامنا وحاضر اجيالنا ، نحن من سنسأل عن هفواتهم وشطحاتهم وزلاتهم سنُعرض جميعا – نحن بنوا الجيل الحاضر- بتبايناتنا واختلافنا على محكمة المستقبل وستنصب لنا مشانق التأريخ وستُعلق رقابنا على احرفه اذا تخاذلنا عن المسئولية الملقاة على عاتقنا . سيسأل ابناؤنا عن دورنا في حاضرنا ولما اذا اوكلناهم مهامنا ..؟ فعلا .. لماذا اوكلناهم التحكم بمصيرنا ومصير من بعدنا ونحن ابناء المستقبل وهم اعباءه نحن مفاتيحه وهم اعداءه يختلفون عنا تماما فلم نفتتح مشاريعنا الخاصة على جنبات الطريق المؤدي لغايتنا امثالهم ولم نتعنت لرأينا طمعا في خلود مناصبنا ، تذكروا كيف حاولوا تلويث حاضرنا باستحضار حاضرهم السحيق حين ارادونا ان نتصارع ونتقاتل فيما بيننا لنخفف عنهم اعباء خزي الماضي ولينشغلوا بالمتاجرة بشهداء ثوراتنا شهدائنا وجرحانا الذين لايشبهونهم عمراً ولا مقصداً ولو كانوا فعلا يشبهوننا لرأينا أشباههم بين شهدائنا الأبرار . لاسبيل امامنا للخروج من هذه المحنة سوى عقد العزم بالحزم لتحمل المسئولية الملقاه على عاتقنا وانتزاع دورنا في الحاضر من مرجعيات الماضي لتبقى سردا تأريخيا يستفاد من تجاربة من اخطاءه المتراكمة وانجازاته النادرة فنحن الأبقى وإن تباينت رؤانا