حيرني بعض الاصحاب والكتاب من اهل البلاد موقفهم من الحراك الجنوبي بل ومن القضية الجنوبية بشكل عام, فتراهم كلما حدثت هفوة حراكية طبلوا وغنوا ورقصوا فرحا, وكلما مرت الثورة الجنوبية بغفوة نفخوا مزاميرهم وسمعونا نغمات الشماته والحقد والكراهية. لا اجد تفسيرا لذلك سوى انهم متمسكين بهذا النظام ومعجبين به والا لماذا كل ذلك الكره البغيض للحراك وقادته, ولكن نتفاجئ عندما نواجههم بذلك ينفون ذلك بشكل قاطع, البعض يقول انه مع الانفصال لكنه يكره الحراك لان قياداته اشتراكية قديمة, والبعض الاخر يعلل موقفه ذلك بانه مع استقلال حضرموت وليس مع الجنوب. فماذا نقول لهولاء القوم؟ فهل هذه المبررات كافية لاعطاهم الحق في مواقفهم الكارهة للحراك والثورة الجنوبية؟. لماذا من يطالبون بدولة حضرموت نراهم ونقراء لهم اصناف من الهجوم الشرس ضد الحراك الجنوبي وقياداته ويتجنبون مهاجمة من يحتل حضرموت فعلا, الا يدل هدا بأنهم ليسوا صافيئ النية لا لحضرموت ولا للجنوب. ======================== يعتقد البعض بل الكثير من الناس بان الحراك عجز عن اعلان الاستقلال يوم 30 نوفمبر الفائت بسبب عدم توحد قادته, قد يكونون محقين في جزئية منه او بالاصح قد يكون احد الاسباب ولكن ليس السبب الوحيد. اعتقد والله اعلم بأن عدم اعلان الاستقلال يعود الى ضروف اقليمية ودولية حالت دون تمكيننا من اعلان قيام دولتنا الجنوبية, دول الاقليم المجاورة لنا لم توضح موقفها السياسي من الجنوب وقضيته العادلة بشكل علني, نسمع يوميا تصريحات هنا وهناك من قادة خليجيين داعمة لقضيتنا ولكنها تصريحات خجولة لاترتقي الى تبني موقف سياسي واضح. اما دوليا فالمجتمع الدولي عين له ممثل دولي يزوده بالتقارير الشهرية عن سير العملية السياسية في اليمن وفق المبادرة الخليجية ولا يريدون سماع خلاف ذلك. فأعلان الاستقلال دون اعتراف اقليمي ودولي ستكون له انعكاسات سلبية على الجنوبين وايجابية للشماليين, لذلك تجنبت كل الفصائل والقيادات على تبني فكرة الاعلان في هذه الفترة. ولكن يبقى شئ مهم هو اصرار الجنوبيين على الاستمرار في تصعيدهم الثوري والمطالبة السلمية لاستقلالهم واذا لم نحصل عليه في هذا العام فالعام القادم سيكون له شأن ان شاء الله. ============================ هناك خياران لاستقلال الجنوب, الخيار العسكري والخيار السلمي. لكلا الخيارين ضريبة لابد من دفعها للوصول الى الاستقلال. الخيار الاول العسكري هو اسلاك طريق الكفاح المسلح وضريبة هذا الخيار باهضة جدا دم وقتل وتشريد وسجن وغيرها وهذه الفاتورة باهضة جدا لايريد شعب الجنوب اسلاكه في الوقت الحالي, لذلك هذا الخيار مرفوض تماما. الخيار الثاني وهو السلمي فضريبته هي الفترة الزمنية , يتطلب هذا الخيار نضالا مستمرا ودؤبا مع تصعيد سلمي مستمر وصبرا لايتوقف ووقتا غير محدد لان المطالبة السلمية ستطول فترتها حتى نجني ثمارها. ================ 4- اغتر البعض وتمادا في غروه بعد مهرجات حلف قبائل حضرموت واصبحوا يتباهون بهذا الجمع ضد الحراك مؤكدين بذلك ان عدوهم الاول هو الحراك الجنوبي وليس الجيش اليمني ولا حكومة صنعاء. وهذا طبعا ليس موقف الحلف ولكنه موقف تلك الحفنة الجاهلة التي تعتقد بان الحلف يقف ندا للحراك. الحراك سيظل الجبل الذي لا تهزه الريح صامدا رغم كل احقادكم ومؤامراتكم عليه ولولا الحراك لما ظهر شئ اسمه الحلف او العصبة او غيرهما. لقد حشد الحراك الملايين من الناس في الساحات ولم يكن يعاير به احد في الجنوب بل كانت رسائل حشوده موجه الى صنعاء. ========================== 5- لايفهم البعض معنى العصيان المدني وان فهمه يفهمه بمفهومه الضيق وهو تعطيل مصالح الناس ولا فائدة منه. لقد اخترنا النضال السلمي في حراكنا التحرري والعصيان المدني هو احد اوجه النضال السلمي. كيف نستطيع اقناع العالم بان الشعب الجنوبي ملتف حول قضيته الجنوبية, كيف نستطيع اثبات قوتنا في الساحة. فالمجتمع الدولي يقيس شعبية أي حزب او تيار او منظمة على مدى التفاف الشعب حولها وهذه يحدث في العادة في الدول المتقدمة والمستقرة عن طريق الفوز في الانتخابات وقد حدث ذلك في كندا واستراليا واسكتلندا عندما فازت الاحزاب المطالبة بانفصال اقاليمها ودولها عن الدول التابعة لها, فعمدت الى اجراء استفتاء للشعب وحصل ذلك. نحن لا نستطيع اجراء انتخابات نتيجة لوضعنا الخاص والكل يعرفه, لذلك السبيل الوحيد لاظهار قوتنا في الشعارع هي المسيرات والحشود في الساحات وكذلك العصيان المدني, لذلك من كان معنا في هدفنا عليه ان يصمد ويتحمل المشقة ومن كان ضدنا نقول له افهمنا اولا ثم اعترض.