[email protected] ربما يقول قائل : ما الذي دهى هذا ( الأحمق ) ليطرق على الملأ مثل هكذا مواضيع ؛ أقولها وبكل صدق: إذا أردنا للشيء أن لا يستمر فلا بدّ أن يتوقف، فإلى متى ونحن نرى؛ أو على أقل تقدير ينتابنا الإحساس أن ثمة أشياء خاطئة من حولنا تحدث ولا نحرك ساكناً، والغريب أن الجميع إلا من رحم الله قد جعل من السكوت له مهرباً، تماماً كالذين أعجبوا بشخصية هتلر، إذ يقول المحلل النفسي إريك فروم Erich Fromm : " أُعجِبَ بعض الناس بهتلر لأن ذلك أقل إذلالاً من أن يعترفوا بأنه يرعبهم " ، ومجتمعنا جعل من السكوت حيلة له لكي لا يواجه مثل هذه الحقائق. أكاد أجزم أن معظم الآباء وأيضاً الأمهات يشعرون بأبنائهم إن كانوا يمارسون أو يتعرضون لأشياء خاطئة ومقيتة، ولعل الأمر ربما يحس به كل أب يقرأ هذه الأسطر خلال هذه اللحظات، ولكن ما أحب أن يعرفه الجميع أنني لست مفتخراً بالكشف عن مشاعرهم بقدر ما أتمنى أن يحدث شيء يعمل على الإقلال من هذه المصائب من قبيل أن ينتبه كل عائل لأبنائه وكيف هي تصرفاتهم، وفي تقديري الشخصي أن الأسرة هي المعنية في المقام الأول بتربية أبنائها ومراقبتهم ومتابعتهم ، قبل أن نتوجه باللوم لأية مؤسسة تربوية أو تعليمية . لقد أمضيت في الأسطر أعلاه جهداً لا بأس به، فهل وصلت رسالتي ؟ أظن أنها وصلت واتضحت الرؤية ولا داعي لأبدي مزيداً من التبريرات لطرقي لهذه القضية الشائكة . كم كرهتُ من أعماق قلبي وكم هو أمر بغيض إلى نفسي أن أكون ذلك الإعلامي المتقوقع المنعزل عن هموم ناسه وأهله الذي يأبى أو يخاف أن يرفع عقيرته كلما رأى أخطاء عظيمة تحصل في مجتمعه، ربما يذهب صدى صوته هباءً منثوراً كما تلاشت الكثير والكثير من الأصوات المستنكرة ولكنها في النهاية أمانة قد أُديَت، ودعوة قد أُبلغت والمثوبة من الله . لا ندّعي أننا نسكن أبراجاً عاجية لنلقي بالتهم جزافاً هنا وهنالك من دون أدنى دراية بالواقع ، ومن حق أيٍّ كان أن يبدي رأيه ويثبت عكس ما نقول بشرط أن يبعث في نفوسنا الراحة والطمأنينة ويفهمنا أن كل ما يحدث في هذا العالم حسناً، وإذا فعل ذلك فليخبرنا؛ ما مصير عدد من القضايا المرفوعة والمنظورة في المحاكم عن التحرشات والاعتداءات الجنسية التي طالت بعض أطفالنا؟، فيما مضى كان وجود أمثال هذه القضايا من قبيل المستحيلات، أما اليوم فهناك الكثير منها قد عرف طريقه إلى ردهات المحاكم . كم قرأت وسمعت عن قصص مهولة عن أطفال برآء تعرضوا لتحرشات جنسية، بعضهم استمر بعدها في التهاوي إلى قعر الرذيلة، والبعض الآخر انزوى على نفسه شارد الذهن لم يتوقع أن يكون العالم بهذه القسوة والرعونة . مسألة التحفظ والكتمان لا يجب أن تكون هي القشة التي قصمت ظهر البعير، والأدهى والأمر أن تكون القشة قد كنست كل شيء، فأين الباحثون الاجتماعيون والنفسانيون ورجالات الفكر والدعوة ليطرقوا أو ليدقوا ناقوس خطر هذا الجُرم ؟ لم أرَ ولو بحثاً اجتماعياً واحداً حاول أن يطرق القضية الحساسة حتى بخجل ، ولو على المستوى المحلي .. لماذا ؟؟ وبهذا التساؤل المشروع أُنهي كلامي القليل لتبدأ تعليقاتكم وآرائكم، ويا حبذا لو تترادف الأفعال مع التعليقات. ** طالب بقسم الصحافة والإعلام – مستوى ثاني – كلية الآداب جامعة حضرموت