مقدمة قال الله تعالى { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون } الزمان ثالث أيام عيد الفطر المبارك من العام 1433 ه ، المكان قصر المناسبات الكبرى بحي المنصورة ( خنشليلة ) بعاصمة المملكة العربية السعودية الرياض ، المناسبة عواد أبناء حضرموت .. عواد أبناء حضرموت .. حضرموت تجمعنا كنت قد ذكرت في مقال أخير أني قد وجدت الضوء الذي في آخر النفق ، وأجزم هذا الصباح أني وفي معيتي عشرات الملايين من أبناء حضرموت نسير معاً تجاه الضوء الذي يزداد نوراً كلما خطونا خطوة إلى الأمام ، هذا الشعور لم يأتي من فراغ بل من حقيقة ملموسة نعيش معها تفاصيل التفاصيل ، فبعد أن غربت شمس اليوم الثالث من أيام عيد الفطر المبارك تقاطر أبناء حضرموت في عوادهم على غير عادتهم هذا العام دون أعوام مضت ، فهذا العام كانوا أكثر ، وكانوا أبهى وأجمل ، الواحد مع الواحد يكونان اثنان ثم ثلاثة فمائة فألف وألفين ، فأنعم بهم من قوم كرام اجتمعوا في حب الله وحضرموت … ولاشك أن في اجتماعهم معشر الحضارمة حالة من حالات تستحق القراءة بل وحتى الاستقراء ، فما شدني أكثر من كل شيء أننا نحضر طوعاً ، وهناك من يعمل طواعية بكل فرح وسعادة ونشوة ، كل الحشد الغفير من الناس كانوا يتلمسون عملاً تطوعياً غير مألوف في جانبنا الحضرمي ، هذا العمل لطالما كنا نمارسه أفراداً وهذه المرة جماعة من أبناء حضرموت تراهم يجتمعون ويعملون ويكدون طواعية ليرسموا في وجوه الناس مجرد ابتسامة تنهي مشواراً من جهد وعمل … ( مجموعة البلاد للتواصل الاجتماعي التطوعي من أجل أبناء حضرموت ) ، هذا هو مسماها وتحت رعاية ابن حضرموت الفذ المهندس عبدالله أحمد بقشان وتشريف من رجل تفتخر حضرموت أرضاً به هو الشيخ أحمد محمد باجنيد ، هنا الفكرة والبذرة والرعاية ، وهنا نشوتي الحضرمية تأخذني وتأخذ كثيرين جداً معي فنحن حقاً أمام حضارمة يتخلصون من جلبابهم القديم ويلبسون جلباباً آخر يليق بهم وبوطنهم الحضرمي … البلاد للبلاد .. خير قبل سنوات وعندما وقعت كارثة السيول في حضرموت ، أتذكر أن جهوداً ضاعت وأموال للأسف بددت لأننا ببساطة لم نكن نعمل سوى في إطار فردي ذاتي ، وبعد تلكم المرحلة العصيبة كان ولابد ان تظهر تشكيلات تؤسس لأعمال التطوع لما يخدم أبناء حضرموت سواء في المهاجر أو الوطن ، فنحن بحاجة إلى تلمس قدراتنا في ذواتنا ، بحاجة إلى تحريك المارد الحضرمي ليخرج من بيننا ، ولن يكون فينا خير أن لم نجتمع على هدف واحد ألا وهو حضرموت … الهدف ليس فقط أن نجتمع لنعاود بعضنا بعضاً ، فهذه ليلة في ليالي السنة الواحدة يعقبها ثلاثمائة وأربعة وستين ليلة تحتاج فيها البذرة لكثير من الرعاية والاهتمام البالغ ، فتحويل هذه المجموعة المباركة فكرةً وبذرةً وثمرة إلى عمل مؤسسي سيعني الكثير ليتم ويكون لصالح المجتمع الحضرمي في الداخل والمهجر معاً ، نحن نحتاج إلى أن نؤصل في أبنائنا هذا المفهوم التطوعي ، وعلينا أن نطور من قيمته المضافة فيشتمل على أعمال أوسع وأنفع لعموم أبناء حضرموت ، فليس من الصعوبة بمكان جمع عشرة ريالات سعودية من كل حضرمي في المهجر السعودي مثلاً ويتم تحويل هذا المال الذي سيكون وفيراً ولاشك لإنشاء عقارات وقفية منها تتم تمويل المشاريع الصغيرة للخريجين والمهنيين في حضرموت ، ومنها تتم مساعدة الفقراء والضعفاء في الداخل الحضرمي … في الولاياتالأمريكية تقوم المؤسسات الخيرية التطوعية بأعمال ميدانية تفوق في اسهاماتها أعمال الحكومة الفيدرالية ، وكذلك ما نراه في عديد من المؤسسات القائمة في البلاد السعودية ، أذن لابد من أن نطالب من تقدم بالخطوة الأولى بأن يخطو الخطوة الثانية ، وهم أهل لهكذا عشم وتطلع وإلا لما تعشمنا وتطلعنا ، وأن جاءت الخطوة بعد الأخرى فنحن سنصل إلى نهاية النفق المظلم إلى معالم تحظى بكثير من إيجابيات الحياة … العواد .. ليس هو الغاية ما قدمته ( مجموعة البلاد ) يجب أن يستثمر من نواحي أخرى تصب في صالح أبناء حضرموت ، فكما احتفينا بالعيد كم اتمنى أن نحتفي بمئات الخريجين من الجامعات في حفل سنوي ، وكم اتمنى أن نكرم في جمعتنا القادمة رموزنا وأعلامنا ورجالاتنا الكرام ، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان ، قاعدة ربانية تؤتي أوكُلها خيراً على خير ، يجب أن نتعلم كيف ننمي الحالة المعنوية في الذوات الحضرمية ، هنا مفصل حضرمي يستحق التفكير والبذل فيه ، تنمية في هذه المساحة تعني إردافاً لمعانٍ أخرى يعرفها المعنيين بهذا الحديث وأنهم سيعملون فنحن على ثقة في جدارتهم فليسوا حضارمة أهل جدارة … وسيبدو أن تحذو كل المجتمعات الحضرمية في مهاجرها هكذا أعمال ، فأين هي مدينة جدة والحضارمة فيها الملح كما يصفهم أهل الحجاز ، وأين الدمام ..؟؟ وأبو ظبي والدوحة والكويت والقاهرة وغيرها ..؟؟ ، ستتكامل الوضعية الصحيحة عندما نخرج من الضيق إلى الوسع ، عندما نشعل الشمع بدلاً من لعن أيامنا الطويلة في الظلام ، سيتلقف الكثيرين هذا الحديث ، وسيردف بأعمال وأعمال آخاذة تأسرنا ، ونحن على ثقة في جدارة كل حضرمي فليسوا حضارمة أهل جدارة … أن طي الماضي العقيم هو مسألة وقت نستطيع أن نطويه جميعاً كل بمقدار ما يملك ، هذا أحد التحديات التي نحن بصددها اليوم ، وغداً سيكون شيء آخر ، فقط لنطوي ذلك الماضي الذي لا يحمل سوى النكد على النكد ، فالأمة الحضرمية تتجاوز بأبنائها العظماء مرحلة تعثرنا فيها طويلاً ولا يليق بهذه الأمة بتاريخها أن تبقى هنا طويلاً ، فلنتجاوز الخطوة التالية وسنصافح بعضنا البعض في تهنئة بعيد فطر سعيد في البلاد .. وهي حرة … فاصلة .. حقيقة لا أعرف من المنظمين غير الأخوة علي المحمدي ومحمد بن ماضي وعبدالله الكثيري أما بقية الأخوة فلم اتشرف بالتعرف عليهم ، غير أن الشكر موصول لك من كان هناك ، فهم كلهم نجوم في السماء نطالعها بفخر واعتزاز ، ومنّ لا يشكر الناس لا يشكر الله ، فاللهم ربنا احفظهم وخذ بأيديهم لما فيه خير العباد .. والبلاد … موقع مجموعة البلاد للتواصل الاجتماعي من أجل أبناء حضرموت على الانترنت http://www.albiladgroup.org/