قديما قيل " من ينكر أصله قليل الأصل " يصرخ البعض بأن الحوار لايعنينا وأن الحوار خاص باليمنيين – صحيح جداً أن الحوار خاص باليمنيين ومن غير المعقول أن يتحاور اليمنيون مع الصوماليين أو مع الاثيوبيين في حوار وطني خصص بينهم الإ إذا كنت قليل أصل فهذا شأنك وتنكر حقيقي لذاتك . وهذا لايعني أننا لسنا أصحاب قضية أو أننا لانحب مناطقنا في جنوب اليمن أو حضرموت لا بالعكس بل دافع الحب والخير لها هو الذي يدفعنا للحوار ، وحسب تصوري أن بالحوار ستتفكك المتناقضات وتوضح الخلافات وتؤسس لمرحلة جديدة ، وبالحد الأدنى سيتولد من قلب الحوار تحالفات قوية مراهنة على بناء الدولة وتوظيف قوتها في البناء ومواجهة التحديات وسيوقف أي تمرد مناهض للتغيير النافع لمستقبل اليمن والحامي لأمنه واستقراره . نعرف كلنا أن الحوار ظاهرة إنسانية طبيعية منذ بدء الخليقة فالإنسان السوي يتحاور مع نفسه ومجتمعه وخصمه المختلف معه للوصول إلى حل أو قاسم مشترك بينهما وقد يتمنى المحاور إظهار الحق وإن كان مخالفاً له يقول الشافعي رحمه الله عليه ,في احد مقولاته المشهورة ( ما ناظرت أحداً إلا لم أبال بيَّن الله الحق على لساني, أو لسانه ) . بهذه المبادئ السامية والمعاني الجليلة للحوار وسمو غايته , ورفع راية المصلحة الوطنية لليمن ولشعبه فوق كُل المصالح. سيسير الحوار في الاتجاه الصحيح . ونحقق مانهدف اليه لما فيه مصلحتنا جميعاً . حقيقة أن رقي المواطن ورفُعته ورخائه هي غاية غاياتنا وأمل المنال لدينا جميعاً , وهذا ما يجب ان نعمل لأجله في الحوار لا أن نلهث وراء أصنام زائلة عفى عليها الزمن – نصرخ بما يصرخون وننعق بما ينعقون – تسعى جاهدة لمصالحها الخاصة وبجهالة وربما غباوة نهتف لها بالروح والدم ونموت جوعاً وتعاسة . وفي الختام أخواني جميعاً – يجب علينا أن نصدق النوايا وأن يسود روح الحلم و الصبر والحٌب رغم الصعاب.. ونبتعد عن التشكيك والتخوين رغم الخلاف ، وأن نخلص أفكارنا من التبعية لإيجاد حلولاً لمشاكلنا الوطنية الشائكة وهذه الغايةُ والأصل من الحوار, الوصولُ إلى الحق, لا الانتصار للرأي.