من حين لآخر يطرق البعض مشاكل الإعلام الرياضي و لاسيما ما يسمى بالأقلام الدخيلة أو المتطفلة على اعتبار أنها من تسيء للإعلام الرياضي بما تتناوله أو لأشياء أخرى , و هؤلاء من وجهة نظر الأساتذة إياهم هم فئة دخيلة نزلت على الصحافة الرياضية بالبراشوت , هكذا يبررون سقطات الإعلام الرياضي و هكذا ينحون باللائمة إذا ما اعترى الإعلام الخلل . . لا ادري من الذي من شأنه توزيع شهادات الكفاءة و الامتياز و المفاضلة في بلاط الصحافة الرياضية , و من أعطى لهؤلاء المتقولين صفة الأستاذية لينصبوا أنفسهم في المكانة المرموقة و غيرهم متطفلين و تسطر أقلامهم الهجوم العنيف بين الفينة و الأخرى على ما يصطلحونه بالأقلام الدخيلة هذا اللفظ مطاطا يصيب يمينا و شمالا و يحمل دلالات بدون حدود , إذ في غالبيته يشير إلى الأقلام الشابة و الجديدة التي تشق طريقها كغيرها في بدايتهم , فكان الأحرى بأولئك المنتقدين و من ضاق بهم وضع الإعلام مواجهة الخطأ و تصويب السهام حيثما ينبغي بكل شفافية و وضوح هكذا الإعلامي يقول للمخطئ مخطئا في وجهه , و لا داعي للمداهنة و الالتواء .. * من المستحيل أن يبقى الإعلام الرياضي حكرا على أشخاص بعينهم و من بديهيات الحياة التجدد و التنوع و الصالح و الطالح , و الحسن و القبيح .. و من وجهة نظري أنه ليس هناك إعلامي دخيل و لا كاتب متطفل , هناك إعلامي جاد و مقتدر و مجتهد و مهني و آخر مجامل كاذب غير مقتدر , أو هناك مقال جيد و مقال سيء , و يمكن للصحفي أن يبدع أحيانا و يخفق في أحايين كثيرة و العكس صحيح , فهناك من وصل إلى قمة التميز و الإبداع و بلغ في الإعلام عتيا , و منهم من ظل يراوح مكانه سنوات طويلة و آخرون سقطوا و لم يحققوا ما يأملونه.. * الصحافة الرياضية ساحة مفتوحة للمنافسة و لا ينبغي أن تضيق الصدور بالكم الكبير الذي يقتحم غمارها , و ليكن الفيصل في هذا الأمر للمتلقي و القارئ هو وحده من له الحق في التصنيف و التوصيف و هو الذي بمقدوره أن يرفع و يضع من يشاء كونه المستهدف من الصحافة , إذ يستطيع التفريق بين الكاتب الحصيف و المتملق و بين من يخدم الوطن و يطبل للأشخاص , أقلام شاخت و هرمت و ظلت مساحتها محدودة و أخرى شابة تلقفتها القلوب و العقول و حجزت لنفسها مكانا , تجاوزت شهرتها حدود الوطن , بل هناك أقلام لها باع في الصحافة لا قيمة لما يكتبون و يعملون على خدمة جيوبهم أكثر من مهنتهم و بلدهم .. * خلاصة الكلام لا يمكن القول بأن هذا إعلامي دخيل و متطفل ,لأنه لا يمكن تحديد الجهة التي يأتي منها الإعلامي الرياضي كأن يكون لاعب أو مدرب أو حكم ………. الخ لاحظوا أن لدينا أقلاما حنانة رنانة لا علاقة لها بالرياضة إطلاقا إلا من خلال ما تكتب و بالمقابل لدينا رياضيين لاعبين و غيرهم أصبحوا كتابا و لم يبلغوا ما بلغه غيرهم من خارج الميادين .. رجائي لمن يتعبون أنفسهم بالطرح في هذا الاتجاه يغيروا وجهتهم , و ليمتلكوا الشجاعة في مواجهة المحلل و المحرر و الكاتب الذي يرونه شذ عن الطريق , أما الإعلامي غير المقتدر لن يستطيع فرض قلمه على الذوق العام و إن فرضه على أوراق الصحف .. و لا خوف على الإعلام ما دام الشارع و الجمهور هو الحكم و دمتم ..