نقولها بملء الأفواه : أليس هذا تحطيم للمواهب والقدرات ؟؟ طالبة حضرمية متفوقة تناشد الجميع من أجل مستقبلها الضائع نجم المكلا / أحمد عمر باحمادي الطالبة الحضرمية الذكية والمجتهدة ( م . ع . ب ) حصدت المراتب الأولى بجدارة منقطعة النظير ونالت المركز الأول على مستوى الجمهورية بمعدل كامل ( 100 % ) في الشهادة التكميلية بمدارس القرآن الكريم، وهي إدارة حكومية معتمدة ومعترَف بها ضمن إدارات وزارة التربية والتعليم بالجمهورية اليمنية، ولمن لا يعلم ما هي الشهادة التكميلية نقول له باختصار إنها فرصة طيبة تُعطى لكل شاب وشابة ممن لم يستطع إكمال دراسته في المرحلة الثانوية، بحيث من المتوجب عليه أن يكون حاصلاً على شهادة إكمال المرحلة الأساسية ( تاسعة ) وكذلك أن يحفظ القرآن الكريم كاملاً ثم يُمتحن في بعض المواد الدراسية ذات المجال الأدبي، والمواد الدراسية المعطاة هي ( القرآن الكريم، التجويد ، التفسير، النحو والإملاء ) ليحصل على الشهادة التكميلية. تم تكريم الطالبة المذكورة في شهر أكتوبر أواخر العام المنصرم في العاصمة صنعاء من قبل وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الرزاق الأشول ضمن تكريمه للطلاب الأوائل في الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي وفي هذه اللفتة اعتراف ضمني بالشهادة المتحصّل عليها ، وكان منهم مجموعة من أبناء محافظتنا المعطاءة الذين تم تكريمهم قبل ذلك في المحافظة من قبل بعض أبناءها المحسنين والمحبين للعلم ودفع أبنائنا إليه، لكن هذه الطالبة تم استثناءها نظراً لأن نتيجة امتحاناتهم تأخرت بعض الوقت، ومن يسمع هذه المعلومات لا ريب يدرك أن محافظتنا لم تزل حُبلى بالمواهب والقدرات ولله الحمد، وقد صدق فيهم قول الأديب الحضرمي علي أحمد باكثير رحمه الله : ولو ثقّفت يوماً حضرمياً ** لجاءك آية في النابغينا بطبيعة الحال وكون الشهادة التكميلية ذات توجه أدبي بَحت فقد رغبت الطالبة المتفوقة خلال المرحلة الجامعية بدراسة تخصص ( الدراسات الإسلامية ) وبالمناسبة فالتخصص يتوافق بشدة مع ما تحمله من شهادة تكميلية تُعنى بالقرآن الكريم، لكن ما إن رأى المختصون في إدارة القبول والتسجيل بالجامعة ( جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا ) شهادتها حتى أنكروا أنها شهادة تعادل شهادة المرحلة الثانوية رغم تأكيدات إدارة القرآن الكريم بالوزارة للأمر وتصريحهم للطلاب أنها كذلك أي تعادل شهادة المرحلة الثانوية ولا يوجد بينهما فرق عنهم، كما وتكريم الطالبة من قبل الوزارة وطالبوا الطالبة بمعادلة الشهادة من قبل الوزارة في العاصمة صنعاء . الطالبة المسكينة صُدمت في بداية طريقها وأول دروب مستقبلها الدراسي ذي الطموحات الكبيرة، ولم تكن تتوقع رغم حصولها على مرتبة متفوقة أن تجابه عائقاً صعباً كهذا، فأنى لهم وظروف الناس المعيشية في غاية الصعوبة أن يرحلوا لدهاليز التربية والتعليم في العاصمة صنعاء، وإذا كان الأمر كذلك ما مصير العشرات من الطلاب والطالبات الحاملين لمثل الشهادة نفسها والحاصلين على معدلات تؤهلهم للدراسة الجامعية في التخصصات الأدبية أو الإنسانية، هل سُيطلب منهم الأمر نفسه، وعليهم أن يتابعوا عملية المعادلة في العاصمة صنعاء ؟!! ، ما نسمعه في الغالب أن المعادلة تكون لشهادتي الماجستير والدكتوراه، فهل وصلت لشهادات الثانوية في وطني .. إن هذا لشيء عجاب !! فإلى متى نظل تحت رحمة المركزية المقيتة، هذا إن كان الأمر قد صدق فعلاً، أم أنها لا تعدو أعذاراً وعراقيل نختلقها لنعرقل الموهوبين والمتفوقين عن مواصلة مشوارهم لحاجة في نفس يعقوب !! الطالبة المتفوقة التي استنكرت معاملة الجهات المختصة للمتفوقين، رأت البون الشاسع والانفصام العجيب بين الأقوال وما يقابلها من الأفعال، بل ومقدار الهوة العميقة التي تسمعها ويتشدق بها مسئولينا الأكارم عن تعليم المرأة وتحفيزها لإكمال تعليمها الجامعي، فأين تشجيع الفتاة على التعلّم مما حصل لها ؟! وهي بعد ذلك تناشد اللجنة ذات العلاقة في المجلس المحلي بالمحافظة، ورئيس جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا الدكتور محمد سعيد خنبش، وإدارة القرآن الكريم بمكتب وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، وكل ذوي الصلة والمهتمين بمستقبل أبنائنا الطلاب والمتفوقين منهم خاصة الالتفات للقضية المطروحة للطالبة المتفوقة ( م.ع.ب ) والعمل على وضع حدٍّ لهذه المهزلة الحاصلة من قبل إدارة القبول والتسجيل بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا، وانعدام التنسيق والتكامل بين الوزارات المختلفة في الدولة الذي جعل طلابنا الأعزاء ضحية للفوضوية المتفشية .. فإلى متى ونحن ننتظر دولة النظام والقانون، ونحن في الوقت ذاته نرى مستقبل فلذات أكبادنا يتم التلاعب به ويذهب أمام ناظرينا في المشمش كما يقولون !!. تم نشر هذه المناشدة بصحيفة 30 نوفمبر العدد ( 27 )