قرأت على صفحة (الفيس بوك) طلباً لشخص يُكني نفسه:(بالأربش الخابط) يبحث عن إجابة على سؤال: هل السلاح ضرورة ملحة وحتمية تاريخية؟ فارتبط ذهني مباشره بالقضية الجنوبية، فاندفعت باحثناً عن وإجابة، ولكي تكون الإجابة دقيقة، كان لابد علينا العودة إلى التاريخ القديم والحديث وبما يفي بالموضوع، فقديما كان السلاح دفاعاًً عن النفس وصيد الطرائد، وإن كان حينها بدائيا ولكنها وسيلة لدرء الأخطار من الوحوش الضارية وصد المعتدين، حتي صار رمزاًُ للقوة والشجاعة، جاءت الرسالة النوبية والدعوة للإسلام سرا وجهرا للمصطفي محمد بن عبد الله خاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم داعيا وناشرا للإسلام بالسلم، تعرض لأذى المشركين وأمعنوا في قتل الصحابة وشردوا من شردوا فصبر وصابر سنينا طوالا حتي أذن الله له بقتال المشركين الطغاة وحمل السيف والرمح والخنجر الذي كان حينها السلاح الاقوى لرفع الأذى عنه وعن المسلمين ونشر الدعوة الاسلامية وتركيع اباطرة القوه والاستعلاء والاستكبار في ذلك الزمان. ومما قرأت أن هناك قوة في الارض من تبعة عقيدة الشيطان الذي يعطيها الحق في حكم كل المخلوقات وبلوغ هدف تقسيم الشعوب الى معسكرات متنابذة تتصارع الى الابد اقتصاديا وسياسيا وعنصريا واجتماعيا ثم تسليحها للاقتتال في ما بينها لإضعافها وإحكام السيطرة عليها فتوالت الحروب لاحتلال واستعمار الشعوب على امتداد المعمورة فهبت الثورات بدءاً بالثورة الانجليزية ودول اوربية عدة وحتي اخر الثورات العربية الطاردة للاستعمار. لعل الكثير قد قرأ وسمع عن احتلال الزيدية لا جزاء من يافع ولحج وعدن وأبين وارض العوالق وحضرموت حينما كنت سلطنات ومشيخات وكيف كان الحرب سجال بين منتصر ومهزوم، ولأني لا اريد ادخال القارئ في تفاصيل احداث تاريخية بل الاخذ بالمفيد منها اقول كانت روح ونزعة الاستقلال من الاحتلال الزيدي لم يغب عن السلاطين والقبائل حتى في فترة السكون والاسترخاء والمعاهدات والاستمالة، فكانت الهبة التحررية الاستقلالية في 1117هجرية بعد ان استبد الحال بالبلاد والعباد وتحالف سلاطين الجنوب تحت راية سلاطين يافع وأبنائها الاماجد فطردوا المحتلين الزيديين ولم يكتفوا ابناء يافع بذلك بل ذهبوا ابعد لانقاد من بحضرموت من أهل السنه من المذهب الزيدي وشعائره. اراد البرتغاليون في منتصف القرن السادس عشر الميلادي احتلال حضرموت لأهميتها الاستراتيجية وإطلالها على البحر العربي فشنوا هجومنا بربريا على مدينة الشحر بوابة الاسفار والتجارة الى العالم فواجهت مقاومة شعبية اسطورية هزم فيها البرتغاليون شر هزيمة ليعودوا من حيث أتوا. وقعت عدن تحت الاحتلال البريطاني في القرن التاسع عشر الميلادي لأهميتها التاريخية والإستراتيجية وموقعها الجغرافي الذي يربط بين قارات العالم القديم فتحولت مناطق الجنوب الى محميات بريطانية، لم يقبل ابناؤها وجود محتل فهبت الانتفاضات الشعبية السلمية فلم يستجيب البريطانيون لإرادة الشعب ويغادرها سلماً، فحمل احرارها السلاح واجبروا بريطانيا العظمي على الرحيل في ال 30نوفمبر 1967م دون رجعة. تابع الجميع ثورات الربيع العربي وثورة التغير للجمهورية العربية اليمنية وكيف هو حجم الدمار الذي لحق ببلدانها والقتل والتشريد وكيف هي مالت الامور والذي البعض قائم حتى الان ولا يعلم احد لمن سيكون الحسم . اما نحن ابناء الجنوب السباقون في اندلاع الثورات العربية في ارقي أشكالها حل بنا الذمار والقتل والتنكيل وأصناف العذاب من محتل يمني متخلف ونحن نرتقي بنضالنا السلمي يوما بعد يوم ونقدم الشهيد تلو الشهيد حتي وصلنا بمسيراتنا السلمية الى المليونية في احتفالاتنا بأعياد14 اكتوبر2012م المجيد و30 نوفمبر 2012م، وتجاوزنا المليونية في الذكري السابعة ليوم التصالح والتسامح 13يناير2013م في مشهد لم يعهده العالم اجمع، ظنا منا بان العالم سينصفنا ويمكنّا من نيل حريتنا واستقلالنا دون ان يدفع العدو ثمن احتلاله وغاب عن ذهننا اننا دفعنا ضريبة التحرير والاستقلال ثمنا باهظا دون استكمال مهام الثورة الشعبية. اخي القارئ الكريم – ابناء الجنوب – لقد اثقلت عليكم بسرد احداث وإن كانت بأقل من حدها الادنى لأصل وإياكم الى ان السلاح ضرورة ملحة وحتمية تاريخية لتحرير واستقلال الشعوب او احتلال واستعباد الشعوب او لمناصرة الشعوب ودرء الاخطار عن نفسها وبلدانها وتامين جوها وبرها وبحرها واستقرار امنها الداخلي وتامين حياة سكانها، ولنا في ما يحدث اليوم من سباق التسليح عبرة وآية، واعلموا ان من يعول عليهم إنصافنا ومساعدتنا لنيل حريتنا واستقلالنا هم أنفسهم من اتباع عقيدة الشيطان مند غابر الأزمان وأضيف اليهم اليوم عقيدة شياطين العرب.