شهد الشارع اليمني احتقاناً كبيرا هذه الايام جراء ما يعاني ويتعرض له المغتربين اليمنيين داخل اراضي المملكة العربية السعودية من انتهاكات واعمال قتل تتعارض مع القيم الانسانية. وتزايد خلال الاونة الاخيرة دعوة اليمنيين الى الحكومة والرئيس هادي الى اتخاذ موقف عاجل ورسمي بشأن المغتربين اليمنيين الذين يتعرضون للقتل والتنكيل في المملكة العربية السعودية ويتم معاملتهم كالعبيد كما وصف الكثير من اليمنيين في اليمن. يأتي هذا مع قانون العمل السعودي الذي صدر مؤخراً طال بشكل كبير العمالة الخارجية خاصة القادمة من الاراضي اليمنية التي تجتاح السعودية للعمل خاصة الايدي العاطلة والتي تصل الى اراضيها للبحث عن عمل واعالة الكثير من الاسر. وحد قانون العمل الجديد الذي صدر بمرسوم مكلي من تحرك العاملين اليمنيين في الاراضي السعودية وجعلهم عرضة للمضايقات من قبل الكفيل الذي يمارس أساليب عدة ضد العامل اليمني ويعرضه ايضا للمعاملة القاسية التي تتنافى مع حقوق الانسان. كما يتعرض الكثير من اليمنيين المجهولين الذين تسللوا الى الاراضي السعودية بحثاً عن لقمة العيش للقتل المباشر والعمد من قبل قوات حرس السعودية دون مراعاة لحقوق الانسان والجوار وحرصاً على العلاقة القائمة بين اليمن والمملكة العربية السعودية. فيما علل الكثير من الناشطين والمحللين السياسيين ان تلك الممارسات والتضييق على اليمنيين في السعودية يعود الى اختطاف الدبلوماسي السعودي عبدالخالدي المختطف لدى القاعدة جنوب اليمن. ويقود ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك حملات شعواء ضد السعودية على خلفية ما يتعرض له كل اليمنيين على اراضيها خاصة خلال الاونة الاخيرة ومع انشغال اليمن بمؤتمر الحوار الوطني تزايدت تلك الممارسات بشكل كبير. ورفع مئات الالاف من اليمنين المقيمين في السعودية الدعوات الى الحكومة اليمنية لانقاذهم من الممارسات التي تطالهم خلال اقامتهم والعمل في اماكن مختلفة في السعودية وصلت الى حد الاعتقال التعسفي والضرب والقتل دون اي مسوغ قانوني يذكر. وتقوم قوات الامن السعودية بحملة مداهمات واسعة لالاف المنازل والمحلات التجارية في محافظات سعودية عدة لاعتقال يمنيين يعملون هناك وايداعهم السجن بشكل جماعي دون مراعاة للانسانية وحقوق الانسان. وفي تطور جديد واستمراراً لاعمال العنف التي يتعرض لها اليمنيين المغتربين في السعودية فقد ذكر ناشطون ان شاب يمني تعرض للضرب على يد قوات الامن السعودية حتى فارق الحياة خلال مداهمات محال تجارية وتمزيق جوازات العسرات من اليمنيين . ووجهت المملكة العربية السعودية ببناء جدار على طول الحدود اليمنية السعودية لمنع المتسللين اليمنيين الدخول الى اراضيها، حيث توغلت القوات السعودية داخل الاراضي اليمنية خلال الاسابيع القليلة الماضية، الامر الذي ادى الى اشتباكات بينها وبين رجال القبائل اليمنية على الشريط الحدودي لمنع توغل القوات السعودية داخل الاراضي اليمنية. وتضع الحكومة والرئيس هادي في الواجهة لانتقادات المواطنين في ظل ما تمارسه السلطات السعودية بحق اليمنيين على اراضيها، ويطالب الكثير الرئيس هادي باتخاذ موقف جاد ورسمي للنظام السعودي لوقف تلك الممارسات،الا ان الموقف الرسمي لم يتخذ بعد. وفي اول رد رسمي للحكومة اليمنية قال وزير شؤون المغتربين مجاهد مجاهد القهالي أن قيادة الوزارة تتابع أوضاع المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية عقب صدور التعديل في المادة ( 39 ) من نظام العمل الصادر بالمرسوم الملكي (م/51) وتاريخ 23/8/1426ه . واكد الوزير القهالي خلال تصريحات صحفية لوكالة الانباء الرسمية "سبأ" ان قرار تعديل الخاص بقانون العمل الذي اصدره الديوان الملكي السعودي يعد قراراً سيادياً يخص المملكة العربية السعودية ومن القرارات والمراسيم التي تنظم العمالة الأجنبية العاملة داخل حدودها من سائر الجنسيات بما فيها العمالة اليمنية. واوضح القهالي ان وزارته رفعت العديد من المذكرات إلى رئيس الحكومة عن المغتربين اليمنيين وتضمنت التنبيه من العواقب قبل صدور القرار السعودي،اعقبه تشكل غرفة خاصة لمتابعة الاثار التي ترتبت على قرار العمل السعودي. *وكالة"خبر"للانباء-
