"تمخض الجبل فولد فأراً"، هذا هو حال ذلك التجمع الجديد الذي أنشيء مؤخراً بتمويل ليبي ليكون بديلاً لما يسمى ب"اللجان الشعبية"التي أرادت ليبيا إنشاؤها ففشلت.. ذلك التجمع – أياً كان مسماه الذي تسمى به- ولد ميتاً، لأنه أريد به أن يكون واجهة لانقلاب ليبي جديد في اليمن، بعد أن فشل ذلك الانقلاب الذي دبرته طرابلس عام 1978م.. ولأنه لم يكن ابنا شرعياً للوطن، وأبنائه فكان استحقاقه التجاهل خشية العار، ويا لعار من يتباهى بإبن غير شرعي!! الغريب أن من أرادوا إنجاب هذا المولود– الميت والمشوه- لم يكن في رؤوسهم شيئاً غير الحصول على فضلات الموائد الليبية، لذلك كان حرصهم أن يضم في صفوفه بعض الذين ما زالت تحوم حولهم الشبهات، وعلامات الاستفهام – سواء من نهاب الأراضي، أو الذين طالتهم أيدي التصحيح لتورطهم في قضايا فساد مالي وإداري.. والى جانب هؤلاء كان هناك أيضاً الحاقدين من مخلفات النظام الإمامي الكهنوتي، أو النفعيين من المدسوسين في صفوف حزب "الإصلاح" أو حزب "المؤتمر الشعبي العام"، وغيرهما من الأحزاب ممن تهافتوا إلى فتات فضلات الموائد الليبية في هذا التجمع بحثاً عن وسيلة للاسترزاق وكسب المال- أياً كان مصدره، أو الأهداف التي تقف وراءه.. ويبدو أن البعض دخل في "الزفة" وهو لا يعلم زفة من تكون هذه!؟ ولما حضر، أو شارك في مثل هذه "الزفة" التي لا هدف من ورائها سوى كسب المال أو البحث عن الشهرة!؟ ويبقى السؤال: ماذا يريد هؤلاء من "تجمعات" الشتات في عصر التكتلات!؟ وهل ضاقت بهم الأرض ذرعاً وهم بين أبناء اليمن الواحد حتى يؤطروا أنفسهم بمسميات قبلية، وفئوية، ومناطقية – كما لو أنهم يبحثون عن "صوملة" يمنية!؟ وهل يعلمون أن من سبقوهم إلى فتات الموائد قضوا حياتهم تحت الموائد أذلة يستجدون الكرامة دون أن يطولوها، فالتاريخ لا يرحم ذليلاً، ولا يمنح شرفاً لمن أتى أهله بمولود "غير شرعي"، كان خطيئة البحث عن الفلوس.. ليس إلاّ!!