نشبت خلافات حادة بين ناصر النوبة رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين وبين أعضاء المجلس على إثر إنفراد النوبة بقرار تعليق اعتصام السبت الماضي في عدن. وتفيد المعلومات أن النوبة اتخذ قرار التعليق بعد فض لقاء قيادة المجلس بعدن دون العودة لأعضاء المجلس الذين كانوا قد وفدوا إلى عدن من كل المحافظات الجنوبية مع أنصارهم وممثليهم وتكبدوا خسائر مادية وعلقوا أعمالهم للمساهمة بفعالية في المهرجان الذي كان مقرراً السبت 1/9 الذي يصادف ذكرى إنشاء بما كان يسمى "جيش اليمن الديمقراطي" قبل الوحدة. ورغم قرار التعليق إلا أن أعضاء قيادة المجلس لم يلتزموا به وخرجوا لإقامة الفعالية التي تعرضت لحملة اعتقالات واسعة اندلعت على إثرها تظاهرات غاضبة في عددٍ من المحافظات الجنوبية والشرقية. وهو ما يكشف بوضوح تفاقم الخلاف بين رئيس مجلس التنسيق وبين أعضاء المجلس، خصوصاً بعد مقاطعة متقاعدي حضرموت معظم فعالياته والاكتفاء باعتصام خاص بهم في المكلا ، حيث انه لا يوجد مبرر لانفصال متقاعدي حضرموت عن المشاركة في مهرجان عدن سوى خلافاتهم مع رئيس المجلس التي بدأت بينه وبين أعضاء المجلس بسبب إنفراده بقيادة المجلس لسنة كاملة .. ورغم أن المجلس أنشئ على تناوب القيادة كل ثلاثة أشهر إلا أن إنفراد النوبة بقرارات شخصية مخالفة لزملائه الذين يتفاجئون بها إما في المهرجانات أو عبر الصحف، أدى إلى تأزم الخلاف وخاصة ٍعقب إعلان النوبة للبيان السياسي الهام في مهرجان متقاعدي الضالع الذي رفض فيه اتفاقية الوحدة 22/ مايو/ 1990 ليفاجئ بذلك كل زملائه في قيادة المجلس غير انه عاد لينقضه بعد ضغط زملائه في تصريح صحافي تضمن أنه وحدوي ومع الوحدة . وكان المختلفون معه أكدوا أن ذلك البيان يعد (كارثة) على المتقاعدين الذين يطالبون بحقوقهم في إطار وحدة 22 مايو وهو ما أكده بيان د/ عبده المعطري الناطق الرسمي للمجلس في مهرجان جمعية شباب بلا عمل في الضالع الأسبوع الماضي. ويبدو أن النوبة لم يعد يبالي بزملائه وبالفئة التي يمثلها حيث ذهب قبل أيام إلى الإعلان عن تشكيل هيئة سياسية للدفاع عن الجنوب، وهو ما ينحو بالمجلس إلى طريق متناقضة مع أهدافه الذي شكل من أجل الحقوق المسلوبة للمتقاعدين، وتمادى النوبة في شخصنة المجلس وتوظيف قضية المتقاعدين سياسياً والانحدار بمساره في اتجاه (كارثي) على المتقاعدين أصحاب الحقوق. وفي هذا السياق قال المعطري الناطق الإعلامي لمجلس التنسيق للمتقاعدين إن مطالب المتقاعدين بنضال سلمي ستستمر في إطار وحدة 22/مايو التي قامت على الحرية والمساواة والعدالة، حتى استرداد كافة حقوقنا المنهوبة من نظام وحدة 7/7/ 94 القائم على الظلم والإقصاء لشركائه الجنوبيين، حد قوله، مؤكداً في تصريح ل "الغد" حتمية فشل كل من يسعى للمزايدة على وحدوية الجنوبيين الذين سلموا دولة من أجل الوحدة.. واستغرب تمادي السلطة باتهام المطالبين بالحقوق بالانفصالية فيما الانفصالي هو من ينهب الحقوق، حسب قوله، ودعا المعطري السلطة للتعامل مع الجنوبيين كشركاء لا أجراء. وأكد أن اللجان الوزارية أدت مهمتها دون إشراك قيادة المتقاعدين مما جعل حلولها مجتزأة وناقصة، معتبراً بروز أصوات ضد وحدة 22/مايو أصواتاً نشاز تتناقض والتضحيات الجسام لأبناء الجنوب من أجل الوحدة القائمة على العدالة والحرية والمساواة