قامت إدارة مرور أمانة العاصمة صنعاء صباح اليوم الأربعاء بتدمير حوالي (750) دراجة نارية في مقلب مشروع النظافة بمنطقة "الأزرقين"، بطريقة السحق بمعدات ثقيلة، ووسط حشد شعبي كبير لم يكتم صرخات الاستياء والامتعاض، والشتم أحياناً لاستهداف وسائل رزق طبقة مسحوقة. مصادر مرورية حضرت عملية الإتلاف الكامل التي أشرف عليها العقيد جبران، من الشئون القانونية بإدارة المرور، أخبرت "نبأ نيوز" بأن "هذه الإجراءات تتم بحسب توجيهات عليا من ديوان أمانة العاصمة ووزارة الداخلية".. وأشارت المصادر إلى أنها المرة الثانية التي تنفذ مثل هذه الإجراءات، حيث قامت إدارة المرور خلال الفترة الماضية من العام 2007م بإتلاف أكثر من (300) دراجة نارية تقدر قيمتها الإجمالية أكثر من (57) مليون ريال، مؤكدة أن هناك ما يقارب (16) ألف دراجة نارية تكتض بها ساحة إدارة مرور أمانة العاصمة ومصلحة الجمارك وهي أما مما تم ضبطها في الشوارع أو من منافذ البيع والتهريب. وفيما أصيب خلال عملية الإتلاف أحد سائقي الدراجات بحالة إغماء وهو يشاهد دراجته التي يعيل منها أسرته يتم سحقها تحت معدات الطرق الثقيلة، فإن الكثير من المواطنين المحتشدين بمن فيها رجال مرور وشرطة نجدة وعمال نظافة أعربوا عن استيائهم البالغ من هذه "الإجراءات التعسفية"ن مؤكدين أنها لم تكن حلاً مثالياً خاصة وأن ضحيتها هم من أبناء الطبقة المسحوقة الفقيرة وغير المتعلمة والتي تعتمد على هذه الحرف البسيطة لكسب الرزق. وعلق بعض الحاضرين على ما حدث بالقول بأن "الدولة تصنع لصوص ومتسولين من أناس كانوا يكسبون لقمتهم من كدهم وشقاهم"، فيما لوحظت أعين بعض أصحاب الدراجات النارية وقد صبت دموعاً تكشف مدى إحساسها بالقهر واليأس والظلم. وهكذا تطوي العاصمة صنعاء ملف سائقي الدراجات الذين لم يشفع لهم توجيه الرئيس، وخذلهم نواب البرلمان، وتبرأت منهم الأحزاب، وصمت المنظمات ووسائل الإعلام آذانها عن سماع اصواتهم الهادرة في شوارع العاصمة نهار كل يوم.. لأنهم لا يحملون بطاقات حزبية، ولا يفقهون في السياسة لكن قدرهم أنهم في دولة تتعلم الديمقراطية بعصبيتها القبلية..