أكدت مصادر قيادية في أمانة الحزب الاشتراكي اليمني ل"نبأ نيوز" أن الدكتور ياسين سعيد نعمان – أمين عام الحزب- وصل اليوم الأربعاء إلى صنعاء التي غادرها عشية يوم 22 أغسطس الماضي. وأفادت المصادر أن من المتوقع أن يشارك الدكتور نعمان صباح يوم غد الخميس في فعاليات الذكرى الخامسة لرحيل الشهيد جار الله عمر – الأمين العام المساعد للحزب- والتي من المقرر أن تحتضنها مدينة دمت من محافظة الضالع. ورفضت المصادر الكشف عن طبيعة التسويات التي جرت لإقناع الدكتور ياسين سعيد نعمان بالعودة إلى الوطن، الذي غادره إلى دبي ثم إلى لندن إثر اشتعال خلافات حادة مساء يوم الأربعاء 22/ أغسطس الماضي بين أعضاء وأجنحة الحزب الاشتراكي اليمني خلال الجلسة المسائية لدورة اللجنة المركزية للحزب، تبادل خلالها أطراف الخلاف الاتهامات، وتراشق الألفاظ الخشنة، التي تطورت – أحياناً- إلى ألفاظ نابية. وكانت مصادر اشتراكية كشفت ل"نبأ نيوز" في حينها: أن الخلافات تأججت خلال جلسة مناقشة التقرير السياسي للجنة المركزية للحزب الذي تضمن جملة من المواقف، والرؤى للعمل السياسي، التي كانت موضع استياء جناح "تيار إصلاح مسار الوحدة"، والذي فجر ثورة غضب ضجت بها قاعة الاجتماع، بعد أن انهال على قيادة الحزب بوابل من الاتهامات ب"التآمر" على الحزب، و"بيع القضية الجنوبية"، و"تمييع الحقوق"، و"المصادرة"، وغير ذلك من العبارات التي قوبلت بانفعال وتوتر، والرد باتهامات مماثلة تدين تيار إصلاح مسار الوحدة وأجنحة أخرى ب"شق وحدة الحزب وإضعاف حراكه السياسي". وكان محمد مسدوس – عضو المكتب السياسي للحزب- أعلن رفضه التقرير السياسي "جملة وتفصيلا"، وطالب بإعادة رسم الرؤى الفكرية التي تضمنها، وبلورة توجه حقيقي "يعيد للحزب كرامته" من خلال إعادة النظر بقضية الوحدة. وقد جرت عدة محاولات- اشتركت في بعضها أطراف في أحزاب اللقاء المشترك- لإعادة أمين عام الاشتراكي إلى الوطن، إلاّ أنه باءت بالفشل إثر اشتداد حدة التوجه "المناطقي" لدى عدد من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، والتي ترى في الدكتور نعمان شخصية "شمالية" وليست "جنوبية"، وهو الأمر الذي طفا إلى ساحة الأنشطة الجماهيرية للحزب مؤخراً، والتي لوحظ خلالها حجب صور مؤسس الحزب عبد الفتاح إسماعيل عن المسيرات والتظاهرات باعتباره شخصية "شمالية" لا تمت إلى القضية الجنوبية.. فيما تحاول قيادات اشتراكية بارزة ومؤثرة تذويب مثل هذه النظرة التي غرسها تيار صغير في الحزب الاشتراكي.