دشن مجموعة من الأدباء والمثقفين اليمنيين يوم أمس الأربعاء (حملة ال5.000 توقيع) التي يعتزمون رفعها إلى وزارة الخارجية المصرية، لمطالبتها بتغيير الملحق الثقافي المصري بصنعاء، على خلفية اتهامهم له بتكريس ثقافة "التمييز العنصري" ضد الأدباء والمثقفين اليمنيين، و"الإساءة والافتراء" على أحد الرموز القيادية للحركة الأدبية اليمنية. وفي تصريح خاص ل"نبأ نيوز"، أوضح الناقد والشاعر سلطان العزعزي- الذي يرأس فريق جمع التوقيعات: إن ممارسات إدارة المركز الثقافي المصري بصنعاء مثلت بادرة غير طيبة في مسيرة الثقافة المصرية، وولدت استياءً شديداً لدى الوسط الأدبي والثقافي اليمني، الأمر الذي تبلور عنه اتفاقاً بتنظيم حملة توقيعات باسم الأدباء والمثقفين اليمنيين لمطالبة الجهات الرسمية المصرية بتغيير الملحق الثقافي، حرصاً على ديمومة عطاء المنهل الثقافي المصري الذي لطالما مثل خلال فترات سابقة رافداً لإثراء الحركة الثقافية والأدبية اليمنية. وقال: أن الأدباء والمثقفين اليمنيين يسعون إلى رد الاعتبار للثقافة ذاتها، التي لا يمكن أن تكون رهينة الأطر السياسية، والبيروقراطية الحكومية، بقدر تمثيلها لفضاء الحرية الإبداعية التي تسمو فيها المواهب فوق كل المسميات الوظيفية، مؤكداً أن الإبداع الأدبي والثقافي هما وحدهما القادران على تذويب المسافات بين من هو في أعلى منصب للدولة وبين من هو في أدنى السلم الوظيفي، مستغرباً أن يجعل المركز الثقافي المصري القضية الإبداعية موضوعاً لتقسيمات فئوية قائمة على أساس مناصب سياسية، ومراكز حكومية، ومفاضلات حتى بنوع مقاعد الجلوس، وأماكنها في القاعة. وأضاف العزعزي: إننا نتحدث اليوم عن عالم يجري حوار حضارات مع بعضه البعض رغم كل تناقضاته، في الوقت الذي نجد أنفسنا عاجزون عن بلورة حوار ثقافي مع بعضنا البعض داخل قاعة صغيرة في كنف المركز الثقافي المصري، لأن هناك من يكرس الفواصل بيننا ويقسمنا بمزاجية، وبنظرة عنصرية ودونية، ويحظر الاختلاط بيننا، وهو الأمر الذي نرفضه بشدة، ونرفض أن نكون بعض أدوات تكريس ممارساته. وأشار إلى أن: أن هناك تفاعل كبير مع حملة التوقيعات، خاصة في ظل ما تعرض له الأستاذ الأديب محمد الغربي عمران من إساءة، ثم افتراء من قبل الملحق الثقافي الذي ادعى- في بيان وزعه على وسائل الإعلام- انه طلب الجلوس بمكان السفراء، في الوقت الذي هو اكتفى بتنبيه الملحق الثقافي لظاهرة الفصل العنصري المعمول بها والتي يتم خلالها عزل الأدباء والمثقفين اليمنيين في نهاية قاعة المركز، وقوبل برد غير لائق من قبل الملحق، غادر على إثره المركز مع آخرين. ونوه سلطان العزعزي إلى أن حملة التوقيعات لا تشمل أمانة العاصمة صنعاء وحسب وإنما أيضاً بقية محافظات الجمهورية، متوقعاً أن تتصدرها هامات ثقافية وأدبية معروفة على نطاق واسع خارج اليمن.