عبر مراحل وتصفيات مسابقة قصيدة التحدي أبدع الشاعر (الجنتل) الشاب معاذ الجنيد رافعاً رأس اليمن عالياً، باعثاً الفخر في أنفس قاحلة لا ينبت فيها الفخر إلا كما ينبت الزرع في الصحراء، نجح في (توحيد) مشاعرنا كيمنيين من المهرة إلى الحديدة بأكثر مما استطاعته الوحدة التي تشهد حالة من (التململ) إلا أنها ثابتة بإذن الله تعالى. استطاع المبدع الجنيد أن يعيد كلاً منا إلى سنوات المراهقة الجميلة، وذكريات الحب الأول.. تمكن من أن يزرع فينا زهرة الرومانسية التي كادت أن تذبلها المعاناة اليومية، ومصاعب العيش. تفرد هذا العبقري بين زملائه فكان، وردة في صحراء، وشمساً بين النجوم، وانطبق عليه قول النابغة: كأنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب كان هذا المعاذ طيراً علا في سماء الشعر، وقامة علت بين قامات الشعراء فأجبرتها على الإنحناء تبجيلاً وتقديراً لقداسة حروفه وكلماته ومعانيه. إلا أنني لم أكتب مقالي هذا لأبدي رأيي بمن قال الجمهور رأيه فيه بحرارة التصفيق، وأنات الشوق، وآهات الحب، وابتسامات الإعجاب، وإن خانته النتيجة، لقد كتبت مقالي هذا مستغرباً من سؤالين لا أجد لهما جواباً: السؤال الأول: لماذا لم يحضر السفير اليمني في الإمارات السيد عبدالله حسين الدفعي الحلقة الأخيرة من مسابقة قصيدة التحدي بل حضر نيابة عنه نائب القنصل، وليس القائم بالأعمال أو حتى القنصل؟!! أنا أعرف تماماً أن الدفعي لا يفقه لغة الشعر ولو كان عنوان المسابقة: (كيف تعيّن سفيراً بعد أن تغرق في الفساد) لكان ضيف الشرف، فهو لا يفهم إلا لغة الدولارات والريالات ومؤخراً الدراهم! إن مستوى الحضور يعكس اهتمام القيادة بما يهم الناس، فمن الواضح أن هناك فاصلاً كبيراً بين اهتمامات القيادة واهتمامات الشعب، ومما يثير الاستغراب أكثر هو أن التوجيه المعنوي ممثلاً بخدمة سبتمبر موبايل قد أرسلت رسالتين قصيرتين الأولى البارحة تنبه بموعد الحلقة النهائية، والثانية لحظة بدء الحلقة النهائية وكان لها الفضل الأول في متابعتي للحلقة. فما دامت القيادة –والتوجيه ليس إلا جزءاً منها- مهتمة ومدركة لمدى اهتمام الناس بمتابعة بطلنا الشاعر، فلماذا لم تهتم أن ترفع من معنوياته بحضور مشرف. وهنا يجب أن أشيد بالسفير الدكتور صلاح العنسي سفيرنا لدى الشقيقة سوريا لحرصه على حضور الحلقات التي مثل فيها الشعراء اليمنيون في مسابقة (شاعر الشعراء)! السؤال الثاني: هل كانت نتيجة المسابقة عادلة؟! قد أكون منحازاً إلى شاعرنا الخلوق، لكنني رأيته كما سبق وأشرت شمساً بين الكواكب، ولا أرى أن النتيجة منطقية، لكنني أدعو من كل قلبي أن لا تكون صحة فخامة الرئيس –إن صحت الإشاعات- تمنعه من أن يتابع هذا الشاب ليرعاه بعطفه فهو أكثر نفعاً لليمن من كثير ممن هم حوله، وأكاد أن أجزم أن قيمة الجائزة لو حصل عليها معاذنا لقلبت حياته رأساً على عقب، وأظن أن من حقه علينا أن نقلب حياته رأساً على عقب –بالمعنى الإيجابي- كما قلب بعذوبة كلماته حالنا من حالٍ إلى حال. فخامة الرئيس، نحن لا نطلب منك المستحيل، بل نطلب منك بكل بساطة أن تتقدم خطوة إلى الشعب فتقلل المسافة التي أصبحت تبعدك عنه، عبر رعاية هذه الوردة المتفتحة، فلم أسمع من قبل عن وردة تكافح ليلاً نهاراً لتستطيع أن تؤمن لقمة عيشها، وبعد كل هذا تريد منها أن تفوح عبيراً. إن معاذ الجنيد قد رفع رأس اليمن عالياً، وأظنه كان أكثر نفعاً وجدوى لليمن من سفيرنا الدفعي، وأنه قد مثل اليمن خيراً منه، فتحية له من أعماق قلوبنا، والسلام. وأخيراً لا بد من الذكر أن جزءاً من هذا المقال كنت قد أعددته لهجوم لاذع على الدكتور مصطفى بهران لأنني كنت قد قرأت أن معالي الوزير وجه بالتحقيق مع معاذ الجنيد في قضية خاصة بوزارة الكهرباء، وعلى الرغم من إيماني أن (شاعريته) لا تعفيه من أي مسئولية إلا أنني كنت معترضاً على التوقيت، إلا أنني وأنا أكتب المقال حاولت الرجوع إلى نص الخبر الذي قرأته، واتضح لي أن هناك تكذيب أو تصحيح للخبر ف(معاذ الجنيد) المذكور في الخبر ليس شاعرنا المبدع وهنا وجب علي الاعتذار للبروفيسور بهران عن سوء ظني به فالهجوم الذي كنت قد أعددته كان لاذعاً بحق!! [email protected]