تمنيت أن يسطر قلمي كلمات تفي ولو بجزء يسير بما في قلبي عن أعمال عظيمة لاناس عظماء تجلت أفعالهم واقعا معاشا ليس مدحا ولا يرغبون في المدح والتبجيل حتما سيكتب أعمالهم الانسانية التاريخ باحرف من نور، عظمة امراة غيرت في حياة اناس كثيرة وأرست لنا رسالة سامية كافحت من اجلها حتى اصبحت واقع فكم جميل ان يضع كلا منا رسالة في حياته يسطر لتحقيقها لتنير الطريق للاخرين. اقف اليوم امام احد الهامات الشامخة فعلت مالم يفعلة كبار رجالات اليمن في الدولة والمجتمع امراة اعادة للتاريخ العربي الاصيل مجده الزاهر من النخوة والاصالة والتراحم الانساني، وضعت رسالة لتصنع لبنة الرحمة ومفتاح الجنة. انها احدى عظيمات القرن الواحد والعشرين من ارض سبأ كما اسميتها ( ام الايتام ) الاستاذة العزيزة الفاضلة / رقية الحجري- رئيسة ومؤسسة دار الرحمة للتنمية الانسانية والتي أسست هذا الدار لايواء اليتيمات والمشردات من ابناء مجتمعها في الوقت الذي تبدلت القيم الانسانية في المجتمع ويكاد ان يكون اقرب الى الوحشية. نعم انها ذات القلب الرحيم الرؤف تجلت الانسانية بقلبها وفكرها ايمانا بما لهذا العمل من الفضل العظيم دنيا واخرة، وكيف لا واصبح كافل اليتيم اجره الجنة ومن منا لايريد الجنة. ففي دار الرحمة توجد الجنة وما اعظمها كالقلوب تتهافت اليها، الكل يعلم بالاهداف السامية والعظيمة لكفالة اليتيم، فاليتيمات والمتشردات ايوائهن ما اعظمه من عمل فقد وجدنا الام الحنون وكذلك الايتام. زرت الدار برفقة صديقي الاخ الخلوق جمال الزنداني- مدير المنظمة فرع امانة العاصمة، وكذلك الصيق الوفي منصور زهير- مدير المنظمة فرع المحويت واخرين لوضع اللمسات الاخيرة لانهاء المشكلة الذي بذل فيها الاستاذ جمال جل اهتمامه وهي اعادة الطفل فراس ذات الثلاثة اشهر الذي اخذ من الدار خفية. وتم اعادة الطفل الذي بذلت الام الحنون ( ام الايتام ) جهدها ولهفتها على ابنها لتستعيده لاحضانها وكان لها ذلك وما كان من صديقي جمال الا ان يفرض غرامة مالية بعد مفاوضات شاقة استعاد الطفل من خارج صنعاء واعاد فراس لاحضان امه وبين اخوته وتبسم الجميع بجو فرح ومرح. واثناء حديث ام الايتام لنا وسردها لقصص اليتميمات واليتامى لا اخفيكم تاثرت كثيرا فوقفت العبرة في حنجرتي وانهالت دموعي على ما تلاقي فلذات اكبادنا من ماسي يزدري لها البدن ويقشعر من اناس تجردوا من ابسط معايير الانسانية، اين نحن من حديث النبي "ارق افئدة والين قلوبا" الا ام الايتام ذات القلب اللين والفؤاد الرقيق وما تبقى من اصابع اليد. نعم طفنا في الدار ما اجملها من دار تجد السكينة والرحمة انها دار الجنة تطوف فيها ملائكة الرحمة على الملائكة الصغار رسالتي الى ام الايتام "لك الجنة لك الجنة يا ام الايتام". * رئيس منظمة نسكو لمناهضة الفساد