وصف الدكتور عمر بامحسون العلاقات اليمنية- السعودية أنها علاقة قديمة الجذور، تتضمن صلات نسب وتاريخا وتأثرا ثقافيا متبادلا، مشيرا إلى دور القيادة السعودية في دعم استقرار وتماسك المجتمع اليمني ودور اليمن في إغناء الثقافة العربية السعودية. وبين الدكتور با محسون- في محاضرة له ألقاها في منتدى الشيخ حمد الجاسر الثقافي- سعة التبادل والتأثير الثقافي من اليمنيين والحضارم والمعلمين والأدباء والشعراء سواء من الزائرين أو المقيمين في المملكة، ورجال الفكر والصحافة والإعلام ومنهم حسن عبد الله باسلامة الذي عينه الملك عبد العزيز عام 1344ه عضواً في المجلس التأسيسي الذي شكل لوضع النظام الأساسي للحكم، وقد انتخب عضواً في كثير من اللجان، وفي مجلس الشورى عام 1345 ه وعبد الله بلخير ومحمد باشميل وعبد الله الجابري والسيد محسن الباروم وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم. كما أشار إلى التأثر الفكري الديني حين تأثرت القبائل الحضرمية المجاورة للحدود السعودية وكثير من المقيمين في المملكة بحركات الدعوة والحركة السلفية التي بدأها الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وذكر با محسون أن التاريخ يحكي قصص عائلات عدة استقرت في حضرموت وعدن (من آل شيبة الذين تزاوجوا في حضرموت وآل الجداوي وآل الألفي وآل الشعيبي) وقد عاد أحفادهم واستعادوا جنسيتهم السعودية. وعلق بامحسون على التأثر الاجتماعي والثقافي من ناحية الاهتمام باللباس في الحجاز (الصديرية) و(الشال) و (العمة) خاصة من يطلق عليهم (الشيوخ) أو (العقال) أو كبار الحي مثل شيخ الحارة أوالعمدة، وكذلك التأثر بالرقص والغناء والموسيقى والفنون الشعبية وتشابهها بين أهل الحجاز والحضارم ولا شك أن تأثر أهل الحجاز بالموسيقى والأصوات الحضرمية واضح كالدان الحضرمي من البار وبلفقيه والزبيدي وغيرهم. وألمح إلى التشابه بين الأكلات الشعبية "الهريسة" و"العصيدة" المنتشرة في المملكة مع أكلات مشابهة في اليمن، كما يشترك أهل ساحل البحر الأحمر مع الحضارم في الصيادية، مشيرا إلى اللحم بنكهته الحضرمية وانتشار المظبي الحضرمي الذي أصبح أكلة مشهورة في المملكة. كما تحدث عن إسهام البنَائين الحضارم في الحجاز في بناء كثير من الدور والبيوت الكبيرة في الحجاز ما قبل الطراز الحديث من المباني التي يصممها مهندسون معماريون متخصصون، ويعتبرإسهام الشيخ محمد بن لادن خير دليل على دور المعلم الحضرمي في البناء. وأشاد الدكتور با محسون بما تقدمه المملكة لأشقائها في اليمن وفي إقليم حضرموت على وجه الخصوص منذ أن تفضل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود إبان المجاعة التي اجتاحت حضرموت بتقديم العون لهم وبالسماح لهم بدخول المملكة بدون رسم ولا إذن وإعطائهم حق العمل. وعندما قامت الفتنة في إندونيسيا بين العلويين والإرشاديين التي كادت تفرق العرب في جنوب شرق آسيا لولا تدخل الملك عبد العزيز – بعد الله - حين أرسل وفدا للتقريب بين الفريقين وإخماد نار الفتنة بحكمة. وكذلك عندما حدث الشقاق والاقتتال بين الملكيين والجمهوريين في اليمن أدت حكمة الملك فيصل دورها في إيقاف نزيف الحرب بينهما وإرساء السلام والأمان في اليمن. الاقتصادية