من بوابة الملف الأمني.. إخوان اليمن يحاولون إعادة الصراع إلى شبوة    النعي المهيب..    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    متهم بجريمة قتل يسلم نفسه للأجهزة الأمنية جنوبي اليمن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    رسالة تهديد حوثية صريحة للسعودية .. وتلويح بفشل المفاوضات    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    توحيد إدارة البنك المركزي في صنعاء وعدن.. خبير مصرفي يكشف عن حل مناسب لإنهاء الأزمة النقدية في اليمن    الذكرى 51 لجريمة قتل الدبلوماسيين الجنوبيين بتفجير طائرتهم في حضرموت    زيود الهضبة يعملون على التوطين في مأرب وسط ويحابون كوادرها المحلية    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    وزير الدفاع يؤكد رفع مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الوحدات والتشكيلات العسكرية لهزيمة الحوثيين    جماعة الحوثي تفاجأ سكان صنعاء بهذا القرار الغير مسبوق والصادم !    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    حزامٌ ذهبيٌّ يُثيرُ جنونَ لصٍّ: شرطةُ سيئون تُلقي القبضَ عليهِ بتهمةِ السرقةِ!    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    روما يسعى لتمديد إعارة لوكاكو    الحوثيون يتلقون ضربة موجعة بعد رسالة قوية من الحكومة اليمنية والقضاء    السفير السعودي يبحث مع بعثة الاتحاد الأوروبي "خارطة الطريق" ومستجدات الأزمة اليمنية    "لا تلبي تطلعات الشعب الجنوبي"...قيادي بالانتقالي يعلق على رفض مخرجات لقاء الأحزاب    شاهد...عمار العزكي يُبهر جمهوره بأغنية "العدني المليح"    انقلاب مفاجئ.. الانتقالي يوجه ضربة قوية للشرعية ويهدد بالحرب بعد يوم تاريخي في عدن.. ماذا يحدث؟    أول تحرك يقوم به أبو زرعة في عدن بعد وصول العليمي مأرب    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    دوري ابطال اوروبا: الريال يتجاوز جحيم الاليانز ارينا ويفرض التعادل امام البايرن    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    بيان الرياض يدعو الى اتخاذ خطوات ملموسة لحل الدولتين وإيقاف فوري لإطلاق النار في غزة    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أين الجامعات الحكومية والأهلية من التقييم العالمي ؟(دراسة مفصلة)
نشر في نبأ نيوز يوم 08 - 08 - 2008

أين الجامعات الحكومية والأهلية من التقييم العالمي ؟
جامعة العلوم والتكنولوجيا ضمن التقييم ...
في أثناء تصفحي للمواقع الإخبارية على الشبكة العنكبوتية وخلال تصفحي لموقع صحيفة الشرق القطرية لفت انتباهي خبر نشرته صحيفة الشرق القطرية حول التقييم العالمي للجامعات العالمية ومنها الجامعات العربية فقرات الفقرة الإخبارية ثم شدني فضول الاطلاع أكثر فذهبت إلي الموقع الالكتروني الخاص بالمركز صاحب الدراسة، وكم تأسفت أن بلادنا لم يكن لها نصيب من التصنيف العالمي سواء تصيف واحد لجامعة أهلية هي جامعة العلوم والتكنولوجيا.
فأخذت اعدد حسرات نفسي وغيري على ما وصلت إلية جامعاتنا وتحولها إلي أشبة ما يكون بهناجر ودكاكينية فيما العالم من حولنا يتنافس على بناء الجامعات ذو المستوى العالمي والتخصصي والتي تخرج العلماء والباحثين والقادة، ونحن نخرج الكتبة وأشباه المتعلمين فيما دولة مثل الصومال تعيش حالة فلاتان امني وانهيار حكومي حصلت على تصنيفين لجامعاتها من ضمن العشرة الألف جامعة على مستوى العالم.
فللتعليم الجامعي دور متميز في أي مجتمع فهو مخزونه من الكوادر البشرية والعلمية والبحثية وهو مرجع الدول، وعلى ذلك تعتبر الجامعات وأدائها احد أهم المقاييس الهامة لمدى تطور الشعوب ومدى طموح طلاب جامعاتها في المستقبل هو احد أهم المؤشرات الهامة على أن المجتمع العلمي يسعى نحو التقدم والتغيير نحو الأفضل وعلى مدى حيوية هذا المجتمع من ذاك، ولذلك تخضع الجامعات للتقييم السنوي أو الدوري وفق معايير وأسس محددة ومعروفة أكاديميا، كما يخضع الدكتور والمدرس والفني و الإداري للتقييم السنوي والدكتور يخضع للتقييم من قبل طلابه وكليته وكذلك البحوث العلمية وحتى الكتاب الجامعي وطرق التدريس بل حتى الناحية النفسية للمدرسين والطلاب تخضع للتقييم والمعالجة ليتسنى للجامعة القيام يدورها الريادي في التنمية البشرية والمعرفية والعلمية على حدا سواء.
أما في بلادنا لا الدكتور يخضع للتقييم ولا المخرجات تخضع للتقييم وكلها على بركة الله. وبالطبع إن من فوائد التقييم الجامعي معرفة الانحراف السلبي ومعالجته فإذا كانت الدول المتقدمة ومراكز الأبحاث العالمية تخضع كل الجامعات العالمية للتقييم السنوي أو الدوري، فما بالنا لا نخضع جامعاتنا ومدرسيها وأبحاثها ومخرجاتها للتقييم..!
وهاهو مركز CSIC للأبحاث- وهو هيئة عالمية في أوروبا يتخذ من دولة أسبانيا مقرا له، وهو متخصص بتقويم الجامعات العالمية لتحديد المائة الأولى من الجامعات العالمية في كل قارة، ومنطقة وتحديد أكثر من 10000جامعة عالمية ذو أهمية على مستوى العالم- وقد قام بنشر تقييمه للجامعات العالمية للعام الجامعي 2008م لأفضل عشر الألف جامعة معتمدا على عدة معايير علمية ودولية منها:
1. إنتاج البحث العلمي في مختلف المجالات العلمية.
2. نوعية خريجي الجامعات ومستوياتهم العلمية.
3. التسهيلات التي تقدمها الجامعات في مجالات عملها.
4. المساهمات التي تقدمها الجامعات للمعارف الحديثة .
5. مدى استخدامها العلوم والتكنولوجيا.
6. حضور الجامعات على شبكة المعلومات الدولية وقدرتها على استخدام المعلومات والتكنولوجيا.
7. تعطي هذه الدراسة اعتبارا قويا للمعلومات المنشورة عن الجامعة على الإنترنت أيا كانت الجهة الناشرة كما تشتمل الدراسة عدد زوار الموقع.
8. أداء الجامعات، ووضوح رسالتها كمؤسسة على صفحتها الخاصة في الإنترنت.
وقد احتل معهد تكنولوجيا ماساتشوستش بأمريكا المركز الأول والثانية جامعة ستا فورد والثالثة جامعة هارفرد ثم كاليفورنيا ثم ميتشجان وجامعة ويستكونسن ماديسون ثم جامعة ميناسوتا وجامعة ايلينوي وفي المركز العاشر جامعة كور نيل أما على مستوى الشرق الأوسط فقد جات جامعة الملك فهد لدراسة البترول الأولي على مستوى الشرق الأوسط وحصلت على المرتبة 637 على المستوى العالمي ثم الجامعة الأمريكية ببيروت المركز الثاني على مستوى الشرق الأوسط والمرتبة 1382 على المستوى العالمي والجامعة الأمريكية بالقاهرة حصلت على المركز الثالث على مستوى الدول العربية والمركز التاسع على المستوى الإفريقي والمرتبة 1691على المستوى العالمي أما بلادنا اليمن فقد حققت جامعة العلوم والتكنولوجيا المركز ال42 على مستوى الشرق الأوسط والمركز 26 على المستوى العربي والمرتبة 4313 على المستوى العالمي.
جدول رقم (1) تقييم الجامعات العربية على المستوى العالمي
أما جامعاتنا الحكومية فلم تذكر ترى أين الخلل وما هو السبب ؟
فإذا كان تقرير عام 2007م خلق جو من الاستياء العام لدى المواطن العربي ولدى المعنيين بالتعليم الجامعي والعالي في الوطن العربي ، وإحباط شديد لدى خريجي الجامعات العربية وللطلبة الذين لازالوا على مقاعد الدراسة بشكل خاص، بل اتسع مداه ليشمل كل من اطلع على التقرير من أبناء المجتمع العربي، وتساءل المواطن العربي لماذا لم تحقق أي من مؤسساتنا التعليمية التي تعتمد على كفاءة مخرجاتها لتحقيق التنمية الشاملة لم تحقق أي منها، على كثرة عددها، ما يؤهلها لأن تدخل سباق المنافسة للوصول إلى القمة, ونحن نتساءل: ما مدى جدية إصلاح التعليم الجامعي في بلادنا ومحاولة أخراجه مما أصابه من علات ومحاولة علاجه!؟
فلو نظرنا الي الجدول رقم (2) نلاحظ أن دول عربية تعاني من الحروب، ولكن جامعاتها حققت مراكز متقدمة ومنها الصومال حيث حققت اثنتين من جامعاتها مراكز متقدمة وإذا كان المال هو ما ينقصنا فها هي فلسطين المحتلة وتحت الحصار تحقق 8 جامعات منها مراكز عالمية متجاوزة أصحاب الثروات والاستقلال والإمكانيات وإذا نظرنا إلي الموارد البشرية لوجدنا دولة مثل الأردن اهتمت بالإنسان واستطاعت أن تحقق لنفسها رقم كبير من خلال سبع جامعات أذن أين الخلل في اليمن ليست الإمكانيات ولا الموارد البشرية وإنما تنقصنا الإرادة وحب العمل والتفاني فيه فإذا كنت احد خريجي جامعاتنا الحكومية والأهلية على حد سواء حيث كنا نعاني الأمرين من المدرسين الغير أكفاء وأصحاب الديكتاتوريات منهم في التعامل مع الطلاب وأصحاب الحشو والحفظ للمقررات مع احترامنا الشديد لبعض الدكاترة الذين في الحقيقة يستحقون كل حبنا وتقديرنا على ما يبذلونه في ضوء ما يواجهونه من روتين وإهمال داخل أروقة الجامعات ففي أثناء دراستنا في كلية التجارة جامعة صنعاء كنا نقعد لأحد الدكاترة فوق البلاط فأي تعليم نرجو ونحن كذلك بالإضافة إلي المكتبات التي مضى على محتوياتها عقود عديدة دون تجديد وإهمال التشجير داخل الجامعات وضعف عملية التواصل مع المدرسين وإهمال للمعامل ومستلزماتها أما المواقع الالكترونية فحدث ولا حرج كلمة الافتتاح وصورة رئيس الجامعة وأسماء الكليات وكفا ويمر علية سنيين دون تجديد في حين أن موقع الجامعة المفترض أن يكون خلية نحل فما يبحث عنه الطالب يجده مبتغاة في الموقع الالكتروني وما يحتاج له من استفسار بالمنهج أو تواصل مع الدكتورة يجده في المواقع الالكترونية أذن ماذا ننتظر أن تنافس جامعة هارفارد أم كولومبيا إن مأساة التعليم الجامعي بكل مكوناته في بلادنا يحتاج إلي صحوة ضمير من الجميع فالجامعات روح المجتمع ونبضة الحي فالي متى الإهمال والتردي في كلياتنا ومرافقها.
أما إذا نظرنا إلي تبريرات اتحاد الجامعات العربية عن المستوى المتردي لمعظم الجامعات العربية فلا ابلغ من رد الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية لصحيفة الرياض الدكتور صالح هاشم حيث بين بأن التصنيف المتضمن ترتيباً لأفضل (500) جامعة في العالم اشتمل على مغالطات وجهل بواقع وظروف التعليم الجامعي العربي حيث أن مهمتها الرئيسية تأهيل الكوادر البشرية وهي جامعات تعليمية في المقام الأول يشكل طلبة مرحلة البكالوريوس 90% من طلبتها و10%هم من طلبة الدراسات العليا بينما توصف جامعات العالم المتقدم بأنها جامعات بحثية يشكل طلبة الدراسات العليا نسبة 50% من مجموع طلبتها كما أن التعليم الجامعي والعالي في الوطن العربي يعتبر حديث العهد قياسا على ما تحقق في البلدان المتقدمة، إذ يعود بدء تأسيس الجامعات في الوطن العربي، باستثناء جامعات القاهرة والخرطوم والقرويين إلى مطلع الستينات من القرن الماضي ب(23) جامعة وإن عددها حاليا يبلغ حوالي (240) جامعة تقريبا، منها (173) أعضاء في الاتحاد تمثل جامعات القطاع الخاص 35% منها، وإن هذه الجامعات تضم ما ينوف على أربعة ملايين طالب يدرسهم قرابة (140) ألف عضو هيئة تدريس.
وإن نسبة 57% من مجموع الطلبة العرب موجودون في ثماني دول عربية هي اليمن، الصومال، السودان، موريتانيا، جيبوتي، مصر، المغرب، ويتراوح معدل الإنفاق السنوي على الطالب فيها بين ( 550- 1500) دولار، ويتواجد 32.5% من الطلبة العرب في سبع دول عربية وهي الأردن، العراق، فلسطين، الجزائر، ليبيا، تونس، لبنان، ويتراوح معدل الإنفاق السنوي على الطلاب فيها بين (1750-3000) دولار تقريبا، بينما يتواجد الباقي في دول الخليج العربي ويتراوح حجم الإنفاق السنوي على الطالب بين (7-15) ألف دولار تقريبا.
و تبلغ نسبة الطلبة العرب الملتحقين بالدراسات الإنسانية والاجتماعية والقانونية والإدارية حوالي 78% من مجمل عدد الطلبة الملتحقين بالجامعات العربية، بينما تتراوح نسبة الطلبة الملتحقين بالدراسات العلمية والتكنولوجية بين (25-30%)، وهذا ينعكس سلبا على التطور التكنولوجي والعلمي، ويشير إلى أننا مستهلكون للتكنولوجيا لا منتجين لها.
و تتراوح معدلات النمو السكاني في البلدان العربية من نسبة منخفضة تبلغ 1.1% في تونس إلى مرتفعة تصل إلى 4.1% في اليمن، ومتوسط يساوي 3.5% حسب تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2002.يبلغ عدد سكان الوطن العربي حسب إحصاءات عام 2000حوالي 280مليون نسمة.
ونظراً للتزايد السكاني المرتفع في العالم العربي، وما يصاحبه من إقبال متزايد أيضا من خريجي الدراسة الثانوية للالتحاق بالتعليم الجامعي فإن الدول العربية تشهد توسعا كبيرا في إنشاء المؤسسات التعليمية بمستوياتها المختلفة لاستيعاب خريجي المرحلة الثانوية.
اما من ناحية المعايير فكان ردة
1- طبق معاييره على جميع الجامعات بغض النظر عن الاختصاص، سواء كانت جامعات علوم طبيعية (علمية وتكنولوجية) أو علوم إنسانية أو جامعات خدمات طبية أو بدونها وبغض النظر عن حجمها سواء أكانت جامعات كبيرة أم صغيرة وجامعات بحث علمي أو تعليم أكاديمي. وهذا ما يجعل تطبيق هذه المعايير غير ملائم بهذا القدر أو ذاك.
2- إن التغيير السريع في ترتيب بعض الجامعات من سنة لأخرى كما هي الحال في جامعة (DUKE) البريطانية التي قفزت 11مرتبة في سنة واحدة، يثير تساؤلات حول درجة التعديل على المعايير المستخدمة في هذا الترتيب.
3- لقد أهمل القائمون على إجراء الترتيب المدخلات المالية والبشرية التي اعتمدت كعنصر رئيس في تقييم الجامعات وترتيبها، إذ لا يمكن موازنتها السنوية 2.8مليار دولار مع جامعة أخرى كجامعة واترلو في كندا التي تبلغ ميزانيتها 119مليون دولار، علماً بأن كلفة التعليم العالي في امريكا تقدر سنوياً بحوالي (173) مليار دولار بينما لا تتجاوز (5) مليارات دولار في العالم العربي، مع تقارب نسبة عدد سكان أمريكا والعالم العربي التي تقدر بحوالي 280مليون نسمة.
4- لقد أعطى التقرير أهمية للبحث العلمي في اعتباره أحد أهم العناصر التي اعتمدها القائمون على إجراء الترتيب.
وهنا لابد من التأكيد على ما يلي:
أ - إن الجامعات العربية - كما أسلفنا - هي حديثة العهد، مهمتها الرئيسية عند بدايات عملها تأهيل الكوادر البشرية لغايات بناء أو تأسيس الدول العربية وتوفير الكفاءات الكفيلة بتأدية مهامها، وهي جامعات تعليمية في المقام الأول يشكل طلبة مرحلة البكالوريوس 90% من طلبتها و10% من هم طلبة الدراسات العليا، بينما توصف جامعات العالم المتقدم بأنها جامعات بحثية يشكل طلبة الدراسات العليا نسبة 50% من مجموع طلبتها.
ب - إن ما تنفقه الدول المتقدمة على البحث العلمي يعادل ( 15- 25) ضعفاً مما تنفقه الدول العربية مجتمعة، إذ لا تزيد نسبة ما تخصصه الدول العربية لهذا الغرض عن 0.15% من الناتج المحلي الإجمالي، ولا تزيد حصة الجامعات منه عن نسبة 30%، بينما تنفق اليابان وحدها حوالي (150) ضعف ما ينفقه العالم العربي، بل إن جامعة بيركلي الأمريكية بفروعها التسعة تحصل مقابل خدماتها البحثية على ستة أضعاف ما ينفق على التعليم العالي في الوطن العربي، وذلك نظراً لأن الجامعات في العالم المتقدم - كما بينا - هي جامعات بحثية بالمقام الأول تخصص لها المؤسسات الصناعية والإنتاجية موازنات كبيرة لغايات البحث والتطوير، بينما تنتشر في الوطن العربي ظاهرة إنشاء المراكز البحثية التي يتجاوز عددها خمسمائة مركز بحثي.
ج - لقد خصص التقرير (20) نقطة للباحثين الحاصلين على جائزة نوبل في الجامعات في حين لم يتمكن أي باحث في أي من الجامعات العربية الحصول على مثل هذه الجائزة، وهنا، لابد من الإشارة إلى ما يلي:
د- إن معظم أبحاث علمائنا في جامعاتنا العربية - على قلتها - تنشر باللغة العربية في دورياتنا العلمية المحكمة التي يصل عددها إلى حوالي (450) دورية علمية، وهذا ما يشكل عائقاً أمام انتشارها في المحافل العلمية، وذلك بسبب ضعف الإمكانات المتاحة أمام هؤلاء العلماء ونشر أنتاجهم وحصوله على فرص المنافسة مع غيره من نتاج العلماء الآخرين.
ه- إن معظم ما يجريه الباحثون في جامعاتنا العربية تعكس الاهتمامات الشخصية والفردية لأعضاء هيئة التدريس كالبحث عن الترقيات، وعدم وجود سياسة واضحة تربط بين البحوث العلمية واحتياجات مؤسساتنا العربية الإنتاجية واعتمادها على الباحثين وأعضاء هيئات التدريس لتزويدهم بدراسات لتطوير منتجاتهم، وتوفير الدعم المالي اللازم لهم.
من هنا، تلحظون اهتمام القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الخرطوم من حيث إيلائها موضوع البحث العلمي الأهمية التي تستحق ضمن قراراتها والذي نرجو أن يتجلى ذلك بسياسة بحثية عربية تعطي هذا الموضوع الاهتمام اللازم.
ج - إن العديد من الباحثين في جامعات الدول المتقدمة هم من الدول النامية بشكل عام والدول العربية بشكل خاص ويقدر عدد المهاجرين العرب بحوالي مليون فرد يشكلون رافداً علمياً، وبحثياً للدراسات التي بها يعملون، وبالتالي فإن حصول عالم مثل أحمد زويل وغيره كثيرون على جائزة نوبل إنما يحسب للجامعة التي يعمل فيها، لا للبلد ومؤسساته التي رعته وهيأته للوصول إلى هذه الدرجة من الكفاءة والنجاح.
ولعله ليس بالجديد، إذا عرفنا أن حوالي 15% من علماء وكالة ناسا وهي أعظم وكالة فضاء أمريكية هم من العرب، وأن حوالي 34% من مجموع الأطباء العاملين في بريطانيا هم من الدول النامية.
د - إن ترتيب الجامعات العالمي بسبب معاييره الموحدة يهمل الثقافات والبيئات التعليمية والاجتماعية في الأنظمة المختلفة، وإذا كان إعطاء الأهمية بالنسبة للبحث العلمي في تقييم وترتيب الجامعات يحمل مبرراته الجدية من حيث أن الجامعات هي من ناحية أخرى مؤسسات شاملة ذات أغراض متعددة بشكل البحث العلمي مكوناً واحداً من مطالب أصحاب المصلحة، وبشكل إنتاج الخريجين المهنيين المتدربين لغرض خدمة الاقتصاد المتقدم كما في الجامعات الألمانية
مثلاً - مطلباً رئيساً للمجتمع ولعل التركة الثقيلة التي تعاني منها اقتصاديات ومجتمعات الدول النامية، وما يرتبط بها من نقص الموارد المالية وغير المالية، يجعل مقارنة جامعاتها بجامعات العالم المتقدم ضرباً من التضليل الإحصائي.
ه- اعتمد التقرير نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلبة مؤشر رئيس في عملية ترتيب الجامعات.
وإذا كان المعدل المثالي والنسبي بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة هو (1:15) ففي واقعنا العربي هو أعلى بكثير إذ يصل إلى (1:90) بل وقد يصل في الكابلات الإنسانية (1:320) وفي أدناه بين (1:25).
و- لقد أعطى التقرير أهمية لمعايير الاعتماد وضبط الجودة في الجامعات موضوع الترتيب وخصص لها (20) نقطة من مجموع النقاط المحسوبة لغايات ترتيب الجامعات.
ز-وحيث إن الجامعات العربية حديثة العهد في الاهتمام بهذا الموضوع، ومع قناعاتنا بأنها تحظى حالياً بالأهمية التي تستحق، وتعتبر في طليعة أهداف إستراتيجية مؤسسات التعليم العالي العربية بشكل عام، وفي مقدمة اهتمامات اتحاد الجامعات العربية بشكل خاص، فإن تقييم جامعاتنا وفق هذا المعيار مع جامعات الدول المتقدمة فيه ظلم لها.
وفي ضوء ما سبق وفي سياق الحاجة إلى تطوير أنظمة تقييم وترتيب الجامعات، فإنني أرى ضرورة مراعاة أنظمة التعليم المختلفة والاختلافات في البيئات والإمكانات والأغراض والمهام المختلفة للجامعات في دول الشمال والجنوب وفي أقاليم العالم المختلفة، أن يتم تقسيم ترتيب الجامعات العالمي الموحد الحالي إلى ترتيبات متعددة ومقسمة على أساس إقليمي يراعي الخصوصيات ويتيح الفرصة الملائمة والمتكافئة للجامعات المتميزة لتأخذ المكانة الملائمة في الترتيب الإقليمي للجامعات (Regional University Ranking) وهذا المقترح يمكن أن يحقق ما يأتي:
أ - استيعاب الخصوصيات والتنوع في البيئات المختلفة التي تعمل فيها جامعات الأقاليم المختلفة.
ب - إعطاء جامعات أقاليم الجنوب (كما هو الحال في الإقليم العربي الذي يضم الدول العربية). فرصة أفضل للظهور والمشاركة المتكافئة بعيداً عن الصيغة الغربية المتحيزة لترتيب الجامعات العالمي، وبما يجعلها بمثابة معيار إقليمي (Regional Benchmark) لكل جامعات الإقليم بنفس الطريقة التي تكون فيها جامعة هارفرد معياراً أمريكياً أو حتى دولياً.
ج - تحقيق الانفتاح على معايير تقييم الجامعات في الأقاليم المختلفة والأدلة والفهارس المستخدمة في هذا التقييم.
د - تحقيق الموازنة بين متطلبات البحث العلمي ومتطلبات التعليم الأكاديمي لإعداد الخريجين المهنيين المدربين لأغراض التنمية في أقاليم الجنوب.
آملاً أن نتواصل مع المعنيين عن اعتماد هذا الترتيب العالمي للجامعات وأن نتحاور معهم لأخذ ما أسلفنا بعين الاعتبار عند أي ترتيب جديد للجامعات.
استراتيجيات وسياسيات
أما عن دور اتحاد الجامعات العربية لتحسين أداء جامعاتنا من ناحية الاستفادة من ثورة الاتصالات والتكنولوجيا المتطورة، ويأخذ بما أفرزه عصرها من أنماط جديدة كالتعليم المفتوح والتعليم الافتراضي والإلكتروني والتعليم عن بعد.
فقد أوضح أن هناك العديد من الاستراتيجيات والسياسات التي يعمل على انجازها منها:-
1- العمل على إقرار نظام مجلس ضمان الجودة وذلك لاعتماد معايير علمية لتقويم مؤسساتنا التعليمية وبرامجها وفقاً للمعايير العالمية وبما يتناسب وظروفنا وبيئتنا الثقافية والاجتماعية، والتي نأمل إقرار نظامه الأساس في اجتماع المؤتمر العام للاتحاد القادم.
2- العمل على تطوير برامج الدراسات العليا والاهتمام بالبحث العلمي وربطه باحتياجات المجتمع وتفعيل دوره في تحقيق التنمية الشاملة. وتوفير الدعم المالي للباحثين وربط إنتاجهم باحتياجات مجتمعاتهم، وتوفير الدعم المالي اللازم للأبحاث العلمية محلياً وخارجياً وتعزيز العلاقات مع المؤسسات والشركات الصناعية، مع التأكيد على التنسيق بين جامعاتنا في مجال البحث العلمي والمؤسسات البحثية العربية.
3- إنشاء شبكة معلومات إلكترونية موحدة للجامعات العربية وصانعي القرار المعلومات والاحصاءات الضرورية للمخططين والدارسين وواضعي السياسات، وهو ما يقوم به اتحاد الجامعات العربية حالياً من خلال مركز المعلومات فيه، الذي يوفر على موقعه على شبكة الإنترنت معلومات جيدة عن الجامعات الأعضاء فيه، وأعضاء هيئة التدريس في هذه الجامعات سواء من حيث تخصصاتهم العلمية الدقيقة ورتبهم الأكاديمية، بالإضافة إلى معلومات عن الدوريات العلمية العربية المحكمة وغيرها مما يهم الدارسين والباحثين والطلبة.
هذا وتسعى الأمانة العامة حالياً لتنفيذ مشروع للربط الإلكتروني بين الجامعات الأعضاء تأمل أن تحصل على التمويل اللازم لتنفيذه. وختاماً فإنه مع كل ما بيناه آنفاً من عدم تطابق ما اعتمده واضعو هذا التقرير من معايير تتعارض وواقعنا التعليمي، فإننا سنسعى للتواصل معهم لوضعهم في صورة التعليم الجامعي والعالي في الوطن العربي، مع التأكيد بأن مثل هذه التقارير لن تفت في عضد القائمين على التعليم الجامعي والعالي في وطننا العربي... وسنواصل المسيرة وصولاً إلى تعليم متميز بإذن الله.
يهدف هذا التصنيف بالدرجة الأولى إلى حث الجهات الأكاديمية في العالم لتقديم ما لديها من أنشطة علمية تعكس مستواها العلمي المتميز على الانترنت. والتصنيف عبارة عن نسخة تجريبية أولية ليس الهدف منها تقييم الجامعات حسب الجودة أو المكانة العلمية لكل جامعة وإنما هو بمثابة المؤشر لالتزام الجامعات بالاستفادة من الانترنت لعرض ما لديها لكي تتم الاستفادة منه من قبل الآخرين.
وإذا ما أرادت أي جامعة إحراز تقدم في هذا الترتيب فإن عليها أن تعيد النظر في محتوياتها على الإنترنت لتتناسب مع مكانتها العلمية وستجد أن مركزها في التقييم قد تغير إلى الأفضل في التصنيفات التالية. ويتم عمل هذا التصنيف في الشهر الأول والسابع من كل سنة ميلادية.
الخلاصة :
من المعروف أن بلادنا لازلت بحاجة لأنشأ جامعات في كل محافظة لكنني أرى أن يتم أصلاح الموجود أولا وإكمال بنيته التحتية وتطويره ثم الانتقال إلي أكمال بقية الجامعات مع الاهتمام بأنشأ الجامعات المتخصصة والمعاهد العلمية النوعية والمعتمدة على المعايير الدولية في التعليم الجامعي والقادرة على خلق أجيال قادرة على البناء والعطاء في جميع المجالات وذو نوعية عالية ومتمكنة.
ومع أن المعايير العلمية المستخدمة قد انتقدت من البعض إلا أنها تعتبر ذات أهداف بحثية خاصة إلا أنه يجب على جامعاتنا الاستفادة من تلك المعايير وغيرها من المعايير المختلفة فلم يكن اهتمام الأكاديميين بموضوع تصنيف الجامعات العالمية بسبب مصداقية معايير المؤسسات العلمية والبحثية التي قامت بكتابة تلك التقارير بقدر ما هو محاولة منهم لإصلاح الوضع القائم لجامعاتنا والذي لا يختلف اثنان على أنها بحاجة إلى تطوير وإصلاح إذا ما أردنا أن نجد لنا مكانا بين تلك الجامعات وان لا نكتفي بتبادل التهم دون أن يكون هناك رغبة حقيقية في الإصلاح. ولا يمكننا أن نعزو تأخر جامعاتنا إلى جهة دون أخرى فالجميع يتحمل المسؤولية والجميع مطالب بالمشاركة في عملية الإصلاح والتطوير.
الهوامش :-
1- لمزيد من المعلومات راجع
http://www.webometrics.info
.........................................
* عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.