- حضرموت/ تريم: عبد الله سالم باخريصة - الأرض بدأت تجف، والأنفس تهدأ وتلملم جراحها تحت صمت القهر، لكن ناقوس الذكريات الأليم مازال في ذاكرة المنكوبين، لتدمع العين عندما يدق الناقوس بإبراز صورة من صور الدمار والهلاك. مشهد لم يتوقعه أهل وادي حضرموت، ثلاث ليالٍ من الأمطار الهادئة التي فرح بها أبناء الوادي في بداية أمرهم حولت فيما بعد مدينة تريم وما يحيط بها من المناطق المجاورة إلى أطلال وركام وساحات شاسعة من المياه، لتصبح في زمن الماضي، وتجمع الأهالي المنكوبين في أطراف الجبال دون زاد ولا مأوى يكتوون بنار الجوع والعطش ويتقاسمون أنفاس الهمّ والضنك فيما بينهم. وعلى إثر ذلك أعلنت الحكومة اليمنية بأن المنطقة منطقة منكوبة بل ومنطقة كوارث، وعلى وجه السرعة وجهت القيادة السياسية متمثلة بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح باصدار أمر يقضي بتكوين لجنة لمتابعة قضايا المنكوبين برئاسة رئيس الوزراء. ومن ساعتها باشرت الجمعيات الخيرية بالقيام بدورها في توفير المساعدات العينية للمنكوبين، اشتملت على التغذية وتوفير الملابس لجميع الفئات الرجالية والنسائية والأطفال، بالإضافة إلى المواد الاستهلاكية، كما ساعدت الجمعيات وعلى رأسها جمعية الرأفة الخيرية في انقاذ الأشخاص المنقطعين والمشردين في أنحاء متفرقة من الجبال بواسطة طائرة (هليكوبتر) ومساعدتهم إما عن طريق مدهم بالغذاء والكسوة أو نقلهم إلى وسط المدينة لتكون المدارس خير مأوى للكثير منهم. وقد دأبت جمعية الرأفة إلى جانب عدد من الجمعيات على توفير المساعدات منذ اليوم الأول لحدوث النكبة من تقديم الاحتياجات من الأهم إلى المهم ، وحتى صغائر الأمور لم تتوانى في توفيرها كأمشاط الشعر ومعجون الأسنان بل وحتى مناديل الفاين. هذا المد الطوفاني الهائل هو الأول من نوعه على الوادي، حيث سبق وأن شهد الوادي فيضانات سيلية عارمة سابقة التهمت عدد من المساكن والبيوت القريبة جدا من مجرى السيل غير أن ما شهده الوادي هذه المرة وهو الأعنف في تاريخه لم يلتهم بيتا أو بيتين وإنما قرى ومدن كاملة كانت حاضرة على أرض المنطقة فلم تعد سوى أرض (لا ترى فيها عوجا ولا أمتى). أنظر على نبأ نيوز حصرياً: ملف مصور من الجو لكارثة السيول بحضرموت الوادي