دوي انفجار.. رصاص.. رعب.. خوف بعد منتصف الليل يوقظك من منامك مفزوعاً، ترتعش ويدق قلبك بقوة حتى تكاد تسمع دقاته، وتفكر بأولادك وتسأل نفسك: هل كتبت وصيتي؟ وتقرأ الشهادتين وتسأل الله المغفرة. أنا هنا لا أتكلم عن حادثة تفجير السفارة الأميركية أو المدمرة (كوول) أو حتى عن حرب صعدة, بل أصف لكم عرس أحد الجيران (المبهج) بالنسبة له!، والمرعب بالنسبة لي ولغيري من ضعاف القلوب. قدري أن يأنس الناس ويمرحوا فترتعد فرائصي!! كما حدث أيضاً قبل سنوات... حوالي الساعة الثالثة والنصف (صباحاً) واقسم إن الوقت كان بعد الثالثة (صباحاً)، وإذا بصوت رصاص كثيف افزع جميع من كان نائماً في البيت، وأكيد في الحارة، وبعد النظر من النوافذ والاتصال بالجيران نكتشف أن احد الحجاج قد عاد لتوه، وكان هذا ترحيباً من أسرته، وتحيه وفرحاً بذنوبه التي غفرها له الله ََََََََ!! لا أخفي عليكم، فقد دعوت عليهم من كل قلبي بأن يصيبهم من الخوف ما أصابوني وأفراد أسرتي به كما رجوت الله أن يعوضنا بأجر هذا الحاج عما فعله أهله بنا.. لا ادري لماذا نستنكر العنف في أوقات الغضب إذا كان العنف أصلاً هو وسيلتنا للتعبير عن الفرح؟! إن من لا يسعده إلا أن يزعج جيرانه بصوت (الميكرفونات) العالية والعالية جداً التي ترفع صوت المغني في (السمرة) حتى يتأكد له إن النوم في تلك المنطقة سوف يتعذر على الجميع: اطفالاً وشباباً وشيوخاً، ومن يعيق حركة شارع بأكمله حتى يسرح ويمرح ضيوفه، لا يستغرب منه أن يطعن أحداً ما (بجنبيته) أو يطلق الرصاص على احدهم لأنه اختلف معه لأي سبب كان: في الشارع، في سوق القات، في العمل.. لا فرق. إن فرض القوانين بحاجة إلى متابعة، وثقافة العنف بحاجة إلى مراجعة، والإنسان منا لأنه يعاني ما يعانيه من المنغصات طوال يومه بحاجة إلى ساعات من الهدوء والراحة. نسأل الله أن يسمح لنا بها الإخوة (المحتفلون)...!!