في بادرة كانت الأشد إثارة لسخرية الشارع الجنوبي اليمني، كشفت مصادر "نبأ نيوز" بمديرية الشعيب من محافظة الضالع أن قيادة "الحراك الانفصالي" دشنت أمس الثلاثاء حملة شعبية لجمع "الصدقات" لرئيس "المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي" حسن باعوم. وأفادت المصادر: أن المحامي يحيى غالب الشعيبي- أحد قيادات "الحراك الانفصالي"، والذي يقود الحملة، دعا أمس الثلاثاء أبناء الشعيب إلى التبرع السخي بالمال "من أجل شراء سيارة للمناضل حسن باعوم"- على حد قوله- بدعوى تسهيل تنقلاته ولقاءاته! وفيما استقبل أبناء الجنوب خبر الحملة بكثير من السخرية، وتبادل بعضهم رسائلاً قصيرة عبر الموبايل تصفها ب"الحملة الوطنية للتسول"، وب"التسول السلمي"، فقد شوهد مساء أمس عدد من عناصر الحراك الانفصالي وهم يجوبون المحال التجارية، ويجمعون "الصدقات" لباعوم، لتمكينه من شراء سيارة مماثلة لسيارات "البرادو" التي يستقلها أبنائه (فادي، وفواز، وسالم)! سياسيون "جنوبيون" اعتبروا "حملة التسول" في الشعيب – التي انتقل إليها باعوم منذ يوم 11 يناير الماضي- بمثابة مؤشراً لتراجع نفوذه، و"محاولة للفت الأنظار مجدداً، واستجداء عطف الجنوبيين"، وقالوا ل"نبا نيوز": أن باعوم تعرض مؤخراً لموجة انتقادات واسعة بين أنصاره الذين استهجنوا فراره الى الجبال، واختبائه بين القبائل وسط تكتم شديد؛ وهو الأمر الذي يحاول باعوم تبريره بالإيحاء لهم بأن سبب غيابه كان لافتقاره سيارة يتنقل بها وليس خوفاً من السلطات. على صعيد متصل، أكدت مصادر "نبأ نيوز" أن قيادات الحراك الانفصالي فشلت هذا الأسبوع للمرة الرابعة على التوالي في حسم موضوع (المؤتمر الوطني لأبناء الجنوب)، الذي كانت قد أقرته منذ زمن طويل، كمحاولة لتوحيد صفوف القوى والتيارات السياسية الجنوبية. وتؤكد المصادر: أن تكرار الفشل في عقد المؤتمر يعود الى الخلافات حول الزعامة، وخوف بعض القوى من التهميش إذا ما قدمت أي تنازلات، علاوة على ما ظلت تتبادله من تشكيك وظنون بحق الآخرين بشأن الموارد المالية التي تصل "الجنوب" بين الحين والآخر، وتلتهمها عناصر قيادية باتت تفرض وصايتها على الجنوب.