مساء الحب.. للقراء الأعزاء.. تحية وسلام، وحب وغرام، وشوق وهيام، وضحكة وابتسام، وفرحة ووئام، تحملها الأنسام، لقرائي الكرام. كلا.. لم أصب بلوثة عقلية بعد– وإن لم أكن أستبعد ذلك- إلا أنني تركت النافذة مفتوحة ليلة الأمس فأصابتني ريح (الفالنتاين) وأصابتني بنزلة حب، انعكست على قلمي فأصابه زكام أو رشح فقررت الكتابة!! صدقوني أنني كنت أنوي قبل يوم عيد الحب الذي يصادف الرابع عشر من شهر فبراير، إلا أنني تراجعت عن ذلك، وما دفعني اليوم إلى الكتابة إلا تراشق الاتهامات والبيانات وحملات التضامن بين معسكري ال(مع) وال(ضد). وحتى أضع القراء في جو الموضوع سأورد لكم خبرين كل منهما ينتمي لأحد المعسكرين المذكورين ال(مع) وال(ضد)، والخبر الأول يقول: الانطلاق تنظم صباحية شعرية احتفالاً بعيد الحب اليوم تحت سماء ساحة كلية إعلام جامعة صنعاء؛ احتفلت صحيفة الانطلاق الطلابية الشبابية بعيد الحب؛ وذلك بإقامة صباحية شعرية أحياها عدد من الشعراء الشباب الذين عبروا عن احتفالهم بعيد الحب بقصائدهم الشعرية؛ كمحاولة منهم لتعريف المجتمع أن الاحتفال بعيد الحب لا يعد تشبهاً بالنصارى؛ بل مناسبة لتعزيز وتأكيد القواسم المشتركة للإنسان، ومناسبة لرفض كل من يحاول قتل الحب في الحياة الإنسانية، لاسيما في المجتمع اليمني الذي يجعل المرأة أداة تخدمه فقط. الصباحية الشعرية التي نظمت تأتي امتداداً للبرنامج الثقافي الذي تنفذه الصحيفة من العام الماضي ويهدف لتنظيم رحلات داخلية لمناطق مختلفة، وعمل حفلات غنائية وفنية لجميع المناسبات العالمية إلى جانب تنظيم عمل مؤتمرات صحافية وتلفزيونية لعدد من الشباب الأجنبي للتحدث عن تجاربهم مع الشباب اليمني، وكانت الصحيفة قد نفذت مطلع العام الجاري حفلة غنائية احتفالاً بالعام الميلادي 2009م. وتم خلال الصباحية إلقاء القصائد التي تعبر عن الحب بكافة أنواعه، سواء حب الوطن أو الطبيعة أو الأهل والأصدقاء ولم تكن محصورة بقصائد الحب التي تتغزل بأجساد النساء كقطع تشبع فقط الغرائز الجنسية لدى الرجل. الجدير بالذكر أن الانطلاق هي صحيفة شبابية طلابية تهدف للنهوض بالواقع الإعلامي الشبابي وإفراد المساحة الكافية لتغطية مجمل أخبار وفعاليات الشباب وقضاياهم المجتمعية، وتعمل على إيجاد رؤى وأساليب وأفكار إعلامية ابتكارية ومتطورة؛ لطرح قضايا الشباب بشكل إيجابي والخروج عن التقليدية. أما الخبر الثاني فمصدره "نيوزيمن" تحت عنوان: (جامعات اليمن منعت طلابها من الدخول باللون الأحمر والانطلاق تحتفل بجامعة صنعاء، وخطباء دعوا المدارس للتفتيش على ألوان ملابس الشباب.. عيد الحب ينعش سوق التجارة ويثير الجدل مع المساجد) ولأن الموضوع طويل أقتبس منه هنا جزءاً وأترك الباقي للقارئ كي يطلع عليه من المصدر، والجزء المقتبس يقول: (فيما حذر خطباء المساجد أمس الجمعة بأمانة العاصمة وعدن أولياء الأمور والشباب ومديريات المدارس من الاحتفال بما سمى عيد الحب ، معتبرين أن مثل هذا لا يصح ولا يجوز في دين الإسلام ويعتبر فجورا واضحا وصريحا باعتباره جرما وفاحشة كبيرة ويجب محاربته ورفض إقامته . ظهرت طقوس الاحتفال بأمانة العاصمة و المحافظات لدى المكتبات و محلات بيع الهدايا والإكسسوارات والملابس منذ الثلاثاء الماضي بعرض المنتجات الزاهية باللون الأحمر والوردي على واجهات المعارض . خطباء المساجد دعوا مديريات المدارس للتفتيش صباح اليوم عن اللون الأحمر مع الفتيات وحثهم على عدم الاحتفال به). بعد تبيان الرأي والرأي الآخر يبقى لي أن أقول رأيي (ألست أنا كاتب المقال؟!) ويتلخص رأيي في أن الطرفين على خطأ، وسأوضح ذلك بالتفصيل. خطأ الطرف الأول: أن الموضوع ليس موضوع (عناد) فلا يمكن لنا على الإطلاق فصل موضوع الاحتفال بعيد الحب عن الدين فاسم هذا العيد المتعارف عليه في العالم هو (عيد القديس فالنتاين) الذي تحكي قصته أن الإمبراطور (كلوديوس) أمر بمنع الزواج حتى يستطيع أخذ شباب روما إلى الحرب، فكان (القديس فالنتاين) يزوج العشاق سراً مخالفاً بذلك أوامر الإمبراطور فما كان منه إلا أن قتله فاعتبر هذا القديس رمزاً للحب واعتبر اليوم الذي قتل فيه (14 فبراير) عيداً للحب. أما خطأ الطرف الثاني: فيكمن في التحريم الكامل دون بديل، فعلى الرغم من أني لست من المحتفلين بعيد الحب أو من المؤيدين له إلا أنني أشعر بشعور الشباب الممتلئ بالعاطفة والمحاصر من ذوي اللحى الطويلة والعقول المظلمة الذين يشعرون الشباب أن الدين هو كره للحب والعاطفة والحياة البهيجة. إن (خير الأمور الوسط) كما قال رسولنا الكريم، لذلك يجب علينا عدم تقليد الغرب في أعيادهم ولكن علينا في نفس الوقت إيجاد البديل. وأنا أدعو علماء المسلمين وأخص منهم من دعا إلى تحريم الاحتفال بالفالنتاين إلى تحديد يوم يكون عيداً للحب لدى المسلمين وعندها لن يلجأ شبابنا إلى (التشبه) بالغرب كما تقولون وإلا فلا تلوموهم. كلمة أخيرة أو اقتراح أخير لمن يريد الاحتفال بهذا اليوم، أن يشتري وردة بيضاء بدلاً عن الوردة الحمراء، فقد نزف وطننا العربي في فلسطين والعراق ولبنان من الدماء ما يكفي لتلوين كل الورد الأبيض الموجود في العالم. [email protected]