نظمت جماعات انفصالية بمدينة لودر من محافظة أبين صباح اليوم الأحد تظاهرة تضامنية مع الجماعات "الجهادية" المتطرفة، دعوا خلالها السلطات إلى فك الحصار الذي تضربه قواتها على العناصر المتشددة. وأفادت مصادر "نبأ نيوز" في أبين: أن التظاهرة التضامنية تم تنظيمها من قبل ما يسمى ب"هيئة حركة النضال السلمي- أبين"، في أعقاب توارد معلومات تفيد بأن بين الذين تم اعتقالهم أمس السبت عنصرين ناشطين في الحراك الانفصالي، كانا يقاتلان في صفوف "الجهاديين"، ويعتقد تورطهما بحادث قتل الجنود الأربعة، وكذلك بحادث السطو على مرتبات الموظفين بالمديرية الأسبوع الماضي. وتؤكد المصادر: أن التظاهرة التضامنية مع الجماعات الجهادية المتطرفة قادها العميد عيدروس حقيس، وشوهد في صدارة صفوفها محمد المارمي وصالح ملقاط وعباس العسل وعبد النبي احمد سلطان، وعبد الله القفعي، وجميعهم من قيادات الحراك الانفصالي، الأمر الذي أثار استغراباً واسعاً أن يتحالف الانفصاليون مع تنظيمات إرهابية وتكفيرية. حيث دافعت تلك القيادات، في عدد من الخطابات التي ألقتها، عن "الجماعات الجهادية"، معتبرة ما تقوم به من أعمال هي بمثابة حق مشروع ويدخل في إطار العمل النضالي. وفيما دعا الانفصاليون السلطات إلى رفع الحصار عن العناصر "الجهادية" المتطرفة، والإفراج عمن اعتقلتهم، فإن السلطات ردت على ذلك بإمطار أوكار المتطرفين بحمم نيرانها، وتكثيف أعمال الدهم، واعتقال عدد ممن تشتبه بتورطهم بجرائم قتل وسطو مسلح. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن أبناء مدينة جعار أبدوا تعاوناً كبيراً مع القوات الأمنية والعسكرية، وشوهد أفراد منهم يرافقون وحدات أمنية لإرشادهم على معاقل المتطرفين، الأمر الذي يرجح انتهاء العمليات العسكرية في جعار خلال فترة قصيرة. هذا وكانت "نبأ نيوز" كشفت- لأول مرة- يوم 22 ديسمبر 2008م عن لقاءات عقدت في محافظة أبين بين عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة، وجماعات تنضوي تحت مظلة الحراك الانفصالي، وأشارت إلى أن عدداً من عناصر الحراك الانفصالي-عقدت يوم 14/12/2008م في مدينة "زنجبار" بمديرية "خنفر" إجتماعاً في منزل سالم بالليل الرضوي- أحد العناصر الإرهابية في تنظيم القاعدة، والمعروف بأنه أحد العائدين من أفغانستان- وحضرته بعض العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم "قاعدة اليمن"، والتي تتهمها السلطات بارتكاب عدد من الأعمال الإرهابية، بينها اعتداءات على عدد من أفراد الأمن، وضد منشآت حكومية وخاصة. وأكدت أيضاً : أن من بين تلك العناصر الإرهابية التي حضرت الاجتماع كلاً من: سامي ديان، ناصر الشدادي، رائد القرشي- وجميعهم مطلوبون للأجهزة الأمنية اليمنية، وسبق تعميم صورهم وبياناتهم على الدوريات ونقاط التفتيش. وتفيد المصادر: أن الاجتماع بين عناصر القاعدة وبعض العناصر الانفصالية خلص إلى الاتفاق على القيام بتنفيذ عمليات تستهدف رجال الأمن والمنشآت الحكومية، من خلال "القيام بإطلاق النار على أفراد الأمن أثناء تواجدهم في الأسواق، وخاصة أسواق القات"، وذلك من أجل الظهور بأنهم متابعين لتحركات أجهزة الأمن؛ "واستفزازهم ليقوموا بالرد عليهم والتسبب بإصابة بعض المواطنين، بقصد تأجيج المشاكل بينهم وبين الدولة". وكذلك ب"استخدام أسلوب المباغتة وعنصر المفاجأة بتفجير العبوات الناسفة، ورمي القنابل، بالإضافة إلى إطلاق النار على أفراد الأمن قبيل انتهاء خدمة الأفراد". إضافة إلى "التحريض على القيام بأعمال تخريب، وفوضى، ونهب بعض المؤسسات، ومقرات المؤتمر الشعبي العام، والاعتداء على النقاط العسكرية"، وبما يعطي- بحسب رأي المصادر ذاتها- انطباعاً بان الأوضاع الأمنية في محافظة أبين غير مستقرة، وباتت تحت سيطرة العناصر الانفصالية والإرهابية. وتأتي هذه التطورات مؤكدة لما سبق أن تكهنت به دراسة بعنوان (الجذور السوفيتية للجهاد الإسلامي في اليمن)، أعدها معهد (جيمس تاون) الأمريكي لدراسات الإرهاب- وترجمتها وأعادت نشرتها "نبأ نيوز"- إذ توقعت أن تسعى القاعدة إلى التحالف مع عناصر في جنوباليمن، ممن تدربوا على أيدي خبراء سوفيت وألمان شرقيين، على مختلف فنون حروب العصابات والاغتيالات والتفجيرات وزراعة الألغام.. وتساءلت الدراسة عن مصيرهم بعد الوحدة اليمنية، منوهة إلى إمكانية احتفاظهم بعدد من المعسكرات التدريبية... وأوردت الكثير من التفاصيل المثيرة التي يمكن الاطلاع عليها بقراءة التقرير المنشور في "نبأ نيوز" باللغتين العربية والانجليزية... انقر هنا ....