في أول حادث من نوعه، نفذ عشرات العناصر الإجرامية التابعة للحراك الانفصالي مساء اليوم الخميس هجوماً غادراً على لاعبي فريق أهلي الحديدة، واعتدت عليهم بالضرب المبرح، وتم على أثره إسعاف ثمانية من اللاعبين إلى المستشفى، ثلاثة منهم بحالة خطيرة، فيما استنفرت الأجهزة الأمنية بالضالع قواتها بحثاً عن المعتدين، في نفس الوقت الذي يتجمهر المئات من أبناء الضالع مطالبين السلطات بضبط الجناة، وقطع دابر سابقة في الغدر بالضيوف لم تعرفها الضالع إلا في زمن الحراك. وتأتي هذه الأحداث في أعقاب وصول لاعبي نادي أهلي الحديدة إلى مدينة الضالع اليوم، استعداداً لخوض مباريات دوري الدرجة الثانية مع فريق نادي النصر على ملعب نادي الصمود. وروت مصادر "نبأ نيوز" أنه وبعد خروج اثنان من لاعبي أهلي الحديدة مع سائق الحافلة من مطعم "الوسيم" الذي تناولوا فيه العشاء، فوجئوا بسبعة أشخاص يهاجمونهم بألفاظ بذيئة، ثم يباشرون الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، ويقولون لهم "ليش جيتو بلادنا يا دحابشة.. براع براع من الضالع"! وما أن عرف اللاعبون والإداريون من أهلي الحديدة ومرافقيهم من نادي نصر الضالع- الذين كانوا داخل المطعم- بالعراك حتى خرجوا مسرعين، غير أنهم فوجئوا بما يزيد عن (50) شخصاً من العناصر الإجرامية التابعة للحراك الانفصالي يهاجمونهم وينهالون عليهم ضرباً بالهراوات والمطاوي، الأمر الذي أدى إلى إسعاف ثمانية من اللاعبين إلى مستشفى التضامن ومستشفى النصر، ثلاثة منهم إصابتهم خطيرة. وعلى إثر الحادث استنفرت محافظة الضالع أجهزتها الأمنية، وشوهدت الأطقم العسكرية تجوب الطرقات والأزقة في مطاردة الجناة، خاصة وأن عدداً من المواطنين الحاضرين كانوا قد صوروا الأحداث بأجهزة الموبايل، وبادروا إلى تسليمها للأجهزة الأمنية لتستدل من خلالها على العناصر الإجرامية، في إطار أجواء من السخط الشعبي تسود جميع أنحاء الضالع. كما توجه محافظ الضالع العميد علي قاسم طالب والوكلاء وعدد من أعضاء السلطة المحلية لزيارة اللاعبين في المستشفى والفندق، والاعتذار عما حدث، والتأكيد بأن هذا العمل يسيء للجميع ولا يمثل الضالع ولا أبنائها، وأنه لن يمر دون عقاب وإجراءات رادعة. من جهته حشد نادي نصر الضالع جماهيره معلناً حالة الطوارئ، والاعتصام أمام مبنى الأمن حتى يتم إيصال الجناة، في نفس الوقت الذي تحركت مجاميع من نادي النصر إلى القرى لإبلاغهم بحادث غدر العصابات الانفصالية بالضيوف، والاستعداد لمسيرة جماهيرية كبيرة غداً إن لم تفلح الأجهزة الأمنية بضبط من وصفوهم ب"السفهاء وأمراض النفوس" هذا اليوم. كما أصدر نادي النصر بياناً أكد فيه أن أبناء الضالع الشرفاء لا يمثلهم مثل هذا الفعل القبيح الذي أساء للرياضة وللضالع وأبنائها، مطالبين السلطات بسرعة اتخاذ الإجراءات وتقديم الجناة لينالوا جزاءهم العادل لقاء ما ارتكبوه بحق محافظة بكاملها. وأكد شهود عيان ل"نبأ نيوز" أن أغلب العناصر المتورطة بالاعتداء على أهلي الحديدة هم من العناصر المألوفة في مهرجانات "الحراك"، وأشاروا إلى أن أبناء الضالع الذين كانوا متواجدين بالقرب من مسرح الأحداث دافعوا عن الفريق الضيق، غير أن الأعداد الكبيرة للمهاجمين يؤكد أن العمل كان مبيتاً، وتم الإعداد له من قبل. إدارة نادي النصر وإدارة اتحاد الكرة بالضالع واللاعبين وجمهور غفير من الشباب، وعدد كبير من الوجهاء يعتصمون في هذه اللحظات أمام أمن الضالع مطالبين باستنفار كل القوة الأمنية للمحافظة لضبط الجناة فوراً. هذا وقد فتح المسئولون الحكوميون خطاً ساخناً للتواصل من أجل احتواء الموقف في ظل القلق الذي اثاره الحادث لدى أبناء الحديدة والضالع معاً، فيما أعربت مصادر أمنية ل"نبأ نيوز" عن تخوفها من أي ردود أفعال خلال الساعات القادمة خاصة في ظل الاستياء المتصاعد والاستنكار الواسع لهذا العمل الغادر.