عاشت ألمانيا البطلة.. عاش الألمان الطيبون.. عاشت الإنسانية.. بهذه الهتافات التي تخللتها موجة عاصفة من التصفيقات الحارة حبا بألمانيا التي نجحت عبر جمعية هامر فارم الطبية الخيرية في إعادة الأمل لنحو 875 طفل وطفلة من اليمن جرى علاجهم في مستشفيات ألمانيا خلال ثلاث سنوات مضت شهد نادي تعز السياحي مهرجانا احتفائيا تم فيه تكريم نحو 500 أسرة ألمانية كانت قد احتضنت أطفال اليمن المرضى خلال مراحل العلاج الطويلة. وعلي هامش مهرجان التكريم الذي حضره كوكبة من الأطباء الألمان واليمنيين العاملين في جمعية هامر فورم الطبية الألمانية الخيرية، قال محمد احمد الحاج الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة أن هذا الصنيع الرائع من الأصدقاء الألمان لا يمكن للشعب اليمني أن ينساه أبدا، منوها إلى أن اللمسة الإنسانية الحانية من البعثة الطبية الألمانية التي تزور المحافظة منذ سنوات ممثلة بجمعية هامر فورم جسد مدى التلاحم والمحبة الصادقة بين البلدين سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي. واستشهد بلوحة الحب الرائعة التي نشاهدها اليوم في القاعة من خلال احتضان الأسر الألمانية لأطفال اليمن الذين تم علاجهم في ألمانيا وعادوا مكللين بالصحة والعافية، شاكرا الجمعية والقائمين عليها على المجهود الإنساني الكبير الذي يستحق من الجميع كل الحب والثناء. من جانبه أوضح الدكتور عبد الملك السياني- مدير عام مستشفى الثورة بتعز أن هذا الملتقي يجسد صداقة الشعبين اليمني والألماني وهي صداقة لا تعرف الفرق بين الدين أو اللغة أو الحدود بل أن الجامع فيها هو المشترك الإنساني. وأكد السياني على نبذ العنف والإرهاب الذي هو مصدر وباء لكافة الشعوب في العالم، مستعرضا الدور الذي يقوم به الجانب الألماني في دعم المستشفي والمتمثل بتجهيز قسم الحروق وتزويده بالكوادر والخبرات الألمانية وكذا تدريب الكوادر اليمنية داخليا وخارجيا وإجراء العمليات الجراحية للأطفال اليمنيين في ألمانيا مجانا الذين بلغ عددهم حتى الآن نحو 875 طفلا وطفلة. فيما القي ايما نيوليدز- رئيس الجمعية الطبية الألمانية كلمة أكد فيها استمرار دعم الجمعية للأطفال اليمنيين، منوها إلى العلاقات القوية التي تجمع بين الشعبين اليمني والألماني التي تتجسد في دعم الجمعية للعديد من المشاريع في مستشفي الثورة العام بتعز. وألقت الطفلة عبلة عبد الله كلمة الأطفال الذين تم علاجهم في ألمانيا،شاكرة فيها كل من ساهم في زرع الابتسامة من جديد لأطفال اليمن المرضى من الأصدقاء الألمان ممثلين بجمعية هامر فارم الطبية والقائمين عليها. فيما ألقى على صالح عقلان كلمة الجهة الداعمة– وهي مجموعة شركات هائل سعيد انعم وشركاؤه أشار فيها إلى أن أطفال اليمن كغيرهم من أطفال العالم يستحقون من الجميع لفته إنسانية ترسم في وجوههم الأمل بغد مشرق ولذك جاء إسهام المجموعة في هذا العمل الإنساني دعما للجمعية وتفعيلا لأنشطتها منطلقا من الرسالة الإنسانية والاجتماعية للمجموعة. كما ألقيت في الحفل كلمات من قبل اسر الأطفال وممثل جمعية هامر فارم باليمن الدكتور على عبد الله الزخمي عبرت جميعها عن عميق الشكر للأصدقاء الألمان وللعلاقات القوية التي تربط بين الشعبين الصديقين. وعلى هامش المهرجان عبر عدد من الأطفال العائدين من تجربة علاجية ناجحة في ألمانيا عن شعورهم العميق بالحب تجاه ألمانيا حكومة وشعبا، فيما دعا أولياء أمورهم بالمغفرة والرحمة ودخول الجنة للفريق الطبي الألماني الذي أعاد لهم ولأبنائهم البسمة والأمل في الحياة بعد مشوار طويل من المعاناة والصبر استغرق سنون طويلة في مستشفيات اليمن الحكومية والخاصة على حد تعبيرهم. يقول الطفل محمود خالد محمود – 13 عاما من صنعاء انه سافر إلى دولة ألمانيا قبل سنة حيث أجريت له عملية جراحية مجانية في ركبته التي كان أطباء اليمن قد قرروا أن الحل يكمن في بترها من المفصل، محمود الذي عبر عن شكره لجمعية هامر فارم التي استضافته في رعاية حانية في مدينة هانوفر قال: كنت قد يئست من الشفاء ولكن الحمد لله الألمان أعادوا لي البسمة وعدت اليمن ونفسي أعود إلى ألمانيا لا عيش هناك، والده أكد أن تكلفة العملية التي أجريت لابنه بلغت حوالي اثنين مليون ريال يمني. أما عواطف محمد سالم من محافظة الحديدة عبرت عن عميق امتنانها للجمعية الطبية الألمانية التي سافرت بها لألمانيا لإجراء عملية جراحية مجانية في ركبتها بسبب تسوس في العظام، يقول والد عواطف التي تبلع من العمر 6 سنوات أن الأطباء في اليمن كانوا قبل مجيء الفريق الطبي الألماني قد قرروا بتر ساقها ولكن سفرها إلى ألمانيا حال دون ذلك فقد تماثلت للشفاء والحمد لله، وأضاف أن أطفال آخرين في قريته أما ماتوا أو بترت ساقهم وان حالتهم الصحية كانت تشبه حالة ابنته، معاتبا الحكومة اليمنية على تقصيرها في المجال الصحي ومعبرا عن شكره للجمعية الألمانية بقوله: هؤلاء ناس مسلمين أحسن منا لا يريدون منا جزاء ولا شكورا، نحن نعجز عن شكرهم لا نعرف ماذا نقدم لهم، ناس يأتوا من آخر الدنيا ليعالجوا أبنائنا مجانا بما يساوي 2 مليون ريال، كيف نجازيهم؟ أنا استنكر أن يقوم ناس من أبناء اليمن بخطف الأجانب وهم ضيوف عليهم بينما هم يقومون بهذا العمل الإنساني العظيم. معاذ سيف – 10 سنوات – الراهدة محافظة تعز قال انه أصيب وهو في الأشهر الأولي من عمره بعاهة في مقدمة رأسه سببت له انتفاخا عجز عن تشخيصه الأطباء في اليمن، مضيفا أن البعثة الطبية الألمانية سافرت به إلى ألمانيا ومكث هناك شهرين والحمد لله تماثل للشفاء الآن، مقدما شكره للأطباء الألمان الذين قدموا له مساعدة علاجية مجانية وملابس والعاب وهدايا. فيما خالد صالح– سافر إلى ألمانيا وعمره 17 عاما بعد إصابته بتسوس في رجله اليمنى وتكللت العملية الجراحية بالنجاح بعد أن كانت المستشفيات في اليمن قد قررت أن الحل في بتر ساقه، مقدما شكره للفريق الطبي الألماني على هذا العمل الإنساني العظيم.