في معاقل الحراك القاعدي التخريبي، وفي نفس الشوارع التي تطوفها يومياً مليشيات الشنفرة وشلال علي شايع، والتي كان مقرراً خروجها فيها اليوم الأحد، ظهر الرئيس علي عبد الله صالح في ساعة مبكرة من صباح اليوم في مدينة الضالع، مفاجئاً الجميع بمغامرة غير مسبوقة في عقر دار الحراك. وأفاد مراسل "نبأ نيوز" في الضالع: أن الرئيس علي عبد الله صالح وصل مدينة الضالع صباح اليوم، وتجول في شوارعها، وأن حشوداً شعبية غفيرة اصطفت له على جانبي الطريق هاتفة باسم الوحدة. وأكد: أن الرئيس رفض تحذيراً أمنياً من اللواء علي قاسم طالب- محافظ المحافظة- من التجوال في الشوارع الداخلية للمدينة على خلفية وجود استعدادات منذ مساء اليوم السابق لعناصر الحراك القاعدي للخروج بمسيرة مسلحة، بل آثر الرئيس النزول في المدينة وتناول وجبة الافطار فيها، كما لو أن "الحراك" لم يخلقوا بعد. وأضاف المراسل أن الرئيس عقد في الساعة التاسعة والنصف صباحاً اجتماعاً ضم قيادات المكاتب التنفيذية والمجالس المحلية، تحدث خلاله عن العديد من القضايا التنموية، والأوضاع السياسية، وما شهدته المحافظة من أعمال شغب وتخريب، مؤكداً أن الوحدة خيار مصيري لا حياد عنه، وأن أي مطالب خارج إطار الوحدة مرفوضة، وشن هجوماً حاداً على عناصر الحراك القاعدي التخريبي، مستغرباً أن أمثال شلال علي شايع تطارد الجنود الأبرياء وكأنهم هم من قتلوا أبيه.. كما توجه الرئيس صالح في أعقاب جولته في الضالع إلى مدينة قعطبة التي كانت متهيأة لاستقباله بحشود شعبية لم تترك سبيلاً لسيارة الرئيس بالمرور من كثافتها، والتقى بالقيادات المحلية والتنفيذية، ثم توجه إلى مديرية دمت التي خرجت عن بكرة أبيها لاستقباله، وأقامت على شرف زيارته مأدبة غداء للرئيس ومرافقيه ومن وفدوا لاستقباله. زيارة الرئيس صالح الى الضالع مثلت في نظر المراقبين رسالة قوية لكل القوى الانفصالية بأن النظام لايأبه بهم، ولا يقيم لهم وزناً، وأن يده طولى وستمتد الى عقر ديارهم متى ما أراد ذلك.. ويؤكد مراسل "نبأ نيوز" أن الحراك القاعدي الذي كان قد دعا عناصره أمس للخروج بمسيرة في الضالع، ونصب لذلك أربع خيم إضافية بجانب خيمة عزاء توفيق الجعدي لاقامة مأدبة غداء فيها، لم يجرؤ على الخروج إلى الشوارع، وألغى مسيرته حال علمه بوجود الرئيس صالح في المحافظة، مشيراً إلى أن صلاح الشنفرة صاحب الدعوة للمسيرة دعا انصاره للاجتماع في الخيم وقت المقيل- بعد الظهر- عوضاً عن المسيرة. ومن جهة أخرى، فإن ما يقارب ال(150) شخصاً خرجوا قبيل ظهر اليوم بموكب تشييع للمواطن رضوان علي مهيوب الجعشني- 22 عاماً من أبناء منطقة الجعاشن بمحافظة إب- وهو سائق دراجة تم استدراجه أمس من قبل أحد عناصر الحراك إلى منطقة "ثلاعث" التابعة لمديرية جحاف بمحافظة الضالع، ثم قتله برصاصتين في الرأس والصدر، ثم الفرار على متن دراجة أخرى كانت بالانتظار في نفس الموقع.. والذي يأتي مقتله على خلفية الدعوات العنصرية التي يرفعها الحراك.. وقد جسد التشييع موقفاً تضامنياً وإنسانياً عظيماً لأبناء الضالع أكدوا فيه رفضهم لثقافة الكراهية ولمليشيات الذبح على البطاقة الشخصية.