أعلن الطلاب اليمنيين بالجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا استئناف اعتصاماً مفتوحاً بمبنى الملحقية الثقافية في كوالالمبور، بعد استخفاف وتلاعب الملحقية بهم، ومساومتهم على مستحقاتهم المالية، ونكثها الوعود التي قطعتها للطلاب بموجب وساطة رفعوا على أساسها اعتصامهم يوم 2/ يوليو، وعلى نحو لم يسبق لجهة رسمية أن تعاملت بمثلها مع مواطنيها. في الوقت نفسه اتهمت مصادر سياسية في الخارج عدداً من الملحقيات الثقافية بتنفيذ ما وصفته ب"أجندات سياسية معارضة" ترمي من خلالها تصعيد الاحتجاجات الطلابية في الخارج بانتهاكات سافرة لحقوقهم، بقصد التسبب باحراجات للدولة اليمنية، ودعم أصوات معارضة الخارج. الطلاب اليمنيين بجامعة IIUM بماليزيا،كانوا قد بدءوا يوم 2/7/2009م اعتصاماً بمقر الملحقية، قابله الملحق الثقافي والمسؤول المالي بالغياب عن الدوام الرسمي، غير أن اصرار الطلاب على مواصلة اعتصامهم لساعة متأخرة من الليل اضطر الملحق الثقافي للحضور ولكن ليس لحل المشكلة وإنما لتوعد الطلاب وتهديدهم، ولما تبين أن الطلاب لم يستفزوا، تواصل مع شخصيات تحضى باحترام الطلاب للتوسط لفض الاعتصام. وقد أفضت الوساطة إلى تعهد الملحق الثقافي بدفع المبالغ المستحقة يوم الاثنين 6/7/2009م، وتم رفع الاعتصام على أساس ذلك، غير أن الوسطاء حضروا في الموعد لاستلام الشيكففوجئوا بمماطلة الملحق الثقافي، وانقلابه على الاتفاق، متذرعاً بعدم وضوح توجيه معالي وزير التعليم العالي على الرسالة التي بعثها إليه. وعلى إثرها قام د. عدنان الصنوي- الملحق الثقافي المساعد للشئون الاكاديمية- برفقة الوسطاء بالتوجه إلى نائب الوزير- المتواجد حاليا في ماليزيا- والذي قام بتوضيح توجيه الوزير، ووجه بصرف مبالغ التكريم كونها حالة استثنائية، على أن يتم وضع لائحة لمثل هذا الحالات في العام القادم- (كما هو مبين في صورة الرسالة المنشورة). الملحق الثقافي تعذر مجدداً بانتهاء الدوام، وطلب من الوسطاء الحضور اليوم التالي (الثلاثاء) لاستلام الشيك، إلا أنه وعند حضور الوسطاء في اليوم التالي لاستلام الشيك انقلب الملحق الثقافي على وعوده، رافضا تحويل الرسوم الدراسية للجامعة ومن ثم تسليمها للطلاب. وفي ظل ضرب الملحق الثقافي لتوجيهات الوزير ونائبة عرض الحائط، لم يجد الطلاب غير اللجوء الى "نبأ نيوز" لرفع دهشتهم لصناع القرار، وفي مقدمتهم الأخ رئيس الجمهورية، متسائلين: "يا فخامة الرئيس، كيف أصبحت سلطة ملحق ثقافي أعلى من سلطة وزير التعليم العالي ونائبة؟ وما جدوى تعيين الوزراء إن كان الأدنى منهم لا يحترمون توجيهاتهم، ويضربونها عبر الحائط؟ مسؤول في وزارة التعليم العالي، كشف ل"نبأ نيوز"، إن عدداً من الملحقين الثقافيين ممن تم نشر شكاوى طلابية حول فسادهم، وجدوا في الظروف السياسية للبلد مخرجاً لفسادهم بالتذرع بأن هذه المجموعة من الطلاب أو تلك "مدفوعة من الحزب الفلاني في المعارضة"، وتسريب ذلك لوسائل اعلام الحزب الحاكم التي اصبحت درعاً لحماية الفاسدين. ويؤكد المسؤول- الذي طلب عدم كشف اسمه- أن هناك أجندات سياسية تنفذها عدد من الملحقيات، وتتعمد فيها الانتهاكات بغية تصعيد الاحتجاجات الطلابية في الخارج في أكثر من مكان، والتسبب باحراجات للدولة اليمنية، ودعم أصوات معارضة الخارج، أو ابتزاز الدولة تحت ذريعة "كتم الأصوات المعارضة". وأكد أن المخرج الوحيد من هذه المشاكل هو أن يتولى معالي وزير التعليم العالي الدكتور باصرة بنفسه ملف الملحقيات الثقافية، ويحقق في كل الاشكاليات القائمة، ويطهرها من الفاسدين، محذراً من أن تفاقم هذه المشاكل قد تسبب أزمات كبيرة للدولة بشكل عام، إذا ما قامت بعض القوى السياسية استغلال انفعالات الطلاب وتجنيدهم لمظاهراتها، وأعمالها المعادية للوطن ووحدته.
من جهته، عبد الله شداد- رئيس اتحاد الطلبة اليمنيين بماليزيا- أكد رفض ما تقوم به الملحقية من تصرفات عشوائية ضد الطلاب، وطالب بدوره الأخ وزير التعليم العالي كونه المسئول الاول بوضع حد لتلك التصرفات التي لا تعبر الا عن العقلية الشمولية التي لا يزال يتعامل بها طاقم الملحقية. وقال شداد: كنا نأمل منهم احترام الشهادات العلمية التي يحملونها، والمناصب الادارية التي يتولونها، مؤكدا أن الطالب لا يمكنه أن يتراجع عن حقوقه مهما كلفه الامر من ثمن، واصفاً تصرفات الملحقية بالمسيئة لسمعة الوطن الحبيب الذي يكن له أبناء ماليزيا كل الحب والاحترام نظرا لمتانة العلاقات التاريخية.
كما حمل شداد الاخ الوزير المسئولية الكاملة عما يجري من اختلالات واضحة في الملحقية، وطالبه بالمسارعة باتخاذ قرارات رادعة بكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن وأبنائه.. . أما فائز باتيس- رئيس فرع الاتحاد بالجامعة الاسلامية- فقد عبر عن استنكاره الشديد للتناقضات الواضحة في قرارات الملحقية، مذكرا بأن الملحقية قد حررت مذكرة لمخاطبة الاخ الوزير بأن هؤلاء الطلاب مكرمون من قبل الجامعة بسبب تفوقهم الدراسي، الا أننا نجدها اليوم حسب ما ورد في موقع صحيفة الثورة على الانترنت أن الطلاب ليسوا مكرمين، مؤكدا على أنه إذا كانت الملحقية تدعي وجود اتفاقية مع الجامعة عبارة عن منح مجانية فلتظهر هذه الاتفاقيات علنا، مذكرا بانتهاء العام الدراسي 2008/2009، وأذا ما كانت هناك أي اتفاقية فأن صلاحيتها تبدأ من العام القادم 2009/2010. هذا وقد أكد الطلاب على مواصلة الاعتصام حتى ينالوا حقوقهم مؤكدين أنهم لن يقبلوا أي كلام معسول، أو وعود كاذبة تعودت الملحقية استخدامها لمماطلة الطلاب، مذكرين بذلك الملحق الثقافي بوعده الاخير الذي قال فيه أنه سيصرف الرسوم يوم الاثنين السابق 6/7/2009م كنتيجة للإعتصام السابق. جدير بالذكر، أن مشكلة الطلاب اليمنيين في ماليزيا ليست هي الوحيدة، فالمشاكل تنهال من ملحقيات: الهند، المغرب، القاهرة، روسيا، ألمانيا، وغيرها.. والكل يشكو ويتذمر من الفساد المستشري في الملحقيات، فيما لا تجد الملحقيات ما ترد به غير اتهام الطلاب أما "معارضة" أو "انفصاليين"، في الوقت الذي تقف وزارة التعليم العالي كمن لا دخل له بالأمر، ولا شيء يعنيها، رغم أم موقع "نبأ نيوز" ينقل للوزارة هذه الشكاوى بصورة متى ما تلقاها..
