شدني الحوار الذي أجراه الأخ عارف الصر مي المذيع المتألق في قناة السعيدة مع الدكتور صالح باصره وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الذي احتوى العديد من الأسئلة المنطقية والإجابات الصادقة المغلفة بحب الوطن والصراحة المتناهية لرجل جعلنا نحترمه أكثر. إذ أردت أن أقول نعم نؤيد كلما جاء على لسان الدكتور صالح حيث طرح الحقائق دون خوف أو وجل.. باصره- كما عرفناه دوما رجل الكلمة الصادقة والموقف النزيه الذي يضع الوطن والمصلحة العامة فوق كل اعتبارات شخصية.. نعم لبا صره حين قال يجب معالجة الإحداث بالحوار لا بالسلاح خاصة والسلطة هي من جعلت أكثر الأحداث تتفاقم بتجاهلها الهمهمات الصغيرة حتى كبرت وغدت صراخا وبتهميشها الحركات الصغيرة واستهزائها بها حتى غدت حراكا له أصدائه العالمية وتأثيراته الخطيرة على الوطن أولا وأخيرا.. نعم نحن مع با صره حين قال أن القائد كرب البيت الذي هو مسئول مسئولية كاملة عن جميع أبنائه الصالحين والطالحين، وعليه أن يفهم ويحاور ويناقش كل واحد منهم ويعدل بينهم، لذا عليه أن يتفهم المطالب الشرعية لجميع أبناء الوطن وأن يلمس المواطن حلولا لقضاياه لا خطبا رنانة فقط هي ما يناله.. مع باصره في أن المواطن (ذاتي) لا يقدر أي جهود إلا التي تدخل منزله، حيث لا يعنيه الطرقات والمباني الحكومية الضخمة، فالمواطن يريد منزلا وسيارة ووظيفة وعلاج وخدمات متوفرة ومتيسرة لا تثقل كاهله كأبسط حقوقه كانسان.. نعم مع باصره أن الحلول لما يعانيه الوطن ممكنه إذا أرادت السلطة ذلك، وهو بعملية الاحتواء وتقديم التنازلات من أجل الوطن.. بالحوار الذي يجب أن يشمل الجميع.. مع باصره في أن أصحاب الأهداف الكبيرة استغلوا مطالب المواطن الشرعية والبسيطة التي طالما طالب بها، لكن لم يجبه أحد.. فاستقطاب أصحاب الأهداف الكبيرة لهؤلاء البسطاء أصبحت سهلة في ظل تجاهل الدولة لهم، فاتجاه المواطن لهولاء ليس كرهاً في الوطن، بل رغبة في إيجاد حلول قد تأتي من هؤلاء الذين لا ينوون أن يعطوهم شيء سوى الوهم. لذا على الدولة قبل أن تعمل على الحوار أن توجد الحلول السريعة والملموسة لكل قضيه يعاني منها المواطن مثل قضية الأراضي ومشكلة الوظائف التي يجب أن تحل، حيث على الدولة إعطاء الأولوية لأبناء كل محافظة في المناصب الإدارية لها.. ومعه أيضا حين قال لا يمكن للحراك أن يغير شيء ولا أن يعيد اليمن حتى الى ما قبل 22 مايو، بل الأسوأ هو مصيرهم ومصير الوطن في ظل وجودهم،لأنه- كما قال المذيع عارف الصر مي- أنه عندما سأل أحد المؤيدين للحراك عن رؤيته لما بعد الانفصال إن تحقق فأجابه قائلا (سوف نقاتل الشماليين ثم نتقاتل نحن بعد ذلك)! حيث تؤكد هذه العبارة أن الداعون إلى الانفصال لا يملكون رؤية واضحة عن مصيرهم ومصير البلاد بعد ذلك لأنهم وضعوا أيديهم في أكثر من يد وسخه وملوثة.. نعم مع باصره حين حذر وكرر أنه يجب أن ننأى بالبلاد من أي تفاقمات قد تدخلها في حرب أهليه، وقد تجعلنا نسخة مكررة للوضع في الصومال الشقيق.. لذا أرجو أيها القارئ أن تسمح لي أن أقول للسلطة: عليكم بالتفكير في الوطن قبل كل شيء، لا في مناصبكم ووجاهتكم لأن حب الوطن سيهديكم إلى وضع الحلول التي تعيد الأمن للبلاد، لأنه حاليا بدا الأمن يتفكك، وهو ماكنا نفاخر به عاليا، حيث لم يعد هناك أمنا،ونحن إلى الآن نجهل مكان وجود أطباء أجانب مختطفون.. لا يوجد أمن وقد قتل بائع حلوى لا حول له ولا قوه لا لشيء ولكن لأنه بائع حلوى لا يتبع للحراك..!! أعود للدكتور با صره لأقول قد لمسنا الحزن الذي يحتل قلب هذا الرجل وهو حزن لا ينجم إلا عن شخص صادق ومخلص، لذا من منطلق الصدق والإخلاص نطالب السلطة بسرعة تطبيق وتنفيذ نتائج مؤتمرات السلطة المحلية. ونطالب الدولة التي تحتفل كل يوم بتخرج دفعات من القوات المسلحة بأن ترينا الدور الحقيقي لهذه القوات على الأقل في حماية شواطئنا، فالصياد اليمني البسيط أصبح يخشى الصيد خوفا من القراصنة، لأن لا شرطة تحميه.. نطالب السلطة أن تدعو أصحاب الحراك في داخل الوطن للحوار وتضع الحلول تحت مظلة الوحدة- كما قال الدكتور با صره. نطالب السلطة أيضا أن تكف عن الوعود الكاذبة شأن الكهرباء ومحطة الغاز، وتبدأ بمحاسبة المسؤل عن هذه الإختلالات الواضحة والمخزية.. نطالب الدولة أن تلغي هيئة مكافحة الفساد لأنها أضافت عبء في الموازنة ولم تضف جديد على ساحة مكافحة الفساد، فلم نسمع عن محاسبة مسؤول أو محاكمة مختلس رغم ظهورهم للعيان، ورغم كثرة الدعاية الصحفية لهذه الهيئة.. نطالب السلطة أن ترفع الجور والغبن عن المواطن ،أن كثرة الضغط يولد الانفجار.. نطالب السلطة ايضا أن تخلع النظارة السوداء والاعتراف بوجود ما يسمى بالحراك لأنهم أصبحوا موجودون وعدم الاعتراف بهم سيزيدهم وجودا أو تضخما، أما بأسلوب القمع الذي تظهرونه لن تجدوا إلا وقد حولتم هذا الحراك إلى مقاومة، وفي هذه الحالة فأن المشكلة لن تحل أبدا.. نطالب السلطة أن تحذر الأيادي الناعمة المبسوطة لها والابتسامة الجميلة لأن هناك أيادي لا تقل دناءة عن حية رقطاء جميلة الملمس، وهناك وجوه مبتسمة لا تحمل خلف ابتسامتها سوى الحقد والرغبة الدفينة في إغراق هذا البلد في الفتن والمصائب لكي لا يعلو شأنها.. وما زالت لنا مطالب لن تتحول إلى حراك أبدا، كل ما سيحدث أنها ستستمر إن وجدت لها آذان متفهمة، أما إن لم تجد فإنها ستستمر أيضا حتى ما لا نهاية، لان أقلامنا هي ألسنتنا التي تحدث عن صدق ما تعتمر به قلوبنا، والقلوب قد ضاقت بما تحتويه ولا سبيل لها إلا هذه الوريقات وهذه القطرات التي لا نرجو منها إلا أن تجد لها صدى طيباً، وأثرا جميلاً، يقودنا إلى مواصلة مسيرة البناء لهذا الوطن الذي يستحق كل جميل ... والله من وراء القصد.