شن المكتب الاعلامي لعبد الملك الحوثي هجوماً كاسحاً على قيادي حزب الاصلاح الشيخ حميد الأحمر، فاضحاً "نحيبه" عبر الفضائيات على صعدة، وكاشفاً النقاب- لأول مرة- أن قبائل "حميد" التي وصفها ب(بالبشمرقه) هم من يحاصرون صعدة، "وقتلوا ودمروا ونهبوا كل شي حتى "المبازق"، داعياً إياه لرفع الحصار، ونافياً نفياً مطلقاً إدعاء "حميد"- عبر قناة "الجزيرة"- أمس الأربعاء بأن صعدة "خارج سيطرة السلطة"، معتبراً ذلك "تحريضاً للحرب" عليهم، ومؤكداً: "أن السلطة موجودة في كل زاوية من محافظة صعدة". جاء ذلك في تصريح للمكتب الاعلامي للحوثي تلقته "نبأ نيوز"، ونورد فيما يلي نصه: بسم الله الرحمن الرحيم اليمن – صعدة 6/8/2009م تعقيبا على ما ورد من الأخ حميد الأحمر عضو مجلس النواب في برنامج بلا حدود عبر قناة الجزيرة مساء أمس، وقد تطرق إلى قضية صعدة بشكل ملفت وحاول أن يستغلها في خلافاته مع السلطة لا حرصاً منه عليها ولا على أبنائها وإنما استغلالاً وتحريضاً عليها في نفس الوقت. وكما أنه قال في البداية أن قضية صعدة غامضة إلا أننا وللأسف فوجئنا أنها لم تعد لديه كذلك فجعل لنفسه مكانة الحاكم ليقول في غموض وبغير علم ولا إنصاف. ومن أجل توضيح الصورة وأن لا تبقى قضية صعدة عتبة يرقى عليها الآخرون لزم التنويه إلى بعض النقاط ومنها: أولا: ظل الأخ/ حميد يقول أكثر من مرة أن صعدة خارج سيطرة السلطة وهذا كلام غير صحيح على الإطلاق وفيه رائحة التحريض للحرب علينا فالسلطة موجودة في كل زاوية من محافظة صعدة وتتواجد الدولة في صعدة أكثر من أي محافظة أخرى في الجمهورية وباعتراف رئيس الوزراء مجور عندما قال أن الدولة رمت بثقلها إلى محافظة صعدة، وفعلا قد تحولت صعدة إلى ثكنة عسكرية بالكامل وأثقل كاهل المواطنين ذلك الثقل الكبير، ولكنا كما قلنا سابقاً إن مهام الدولة هو تقديم الخدمات للناس ورعاية شئونهم لا سلطة تستعبد الناس وتحول مناطقهم إلى ثكنات عسكرية لتمارس الاعتداءات عليهم، كما أن مكان الجيش الطبيعي هو في المعسكرات وفي حدود البلد البرية والبحرية لحمايته من مخاطر تهدد البلد بأكمله ولا مكان له في القرى والبيوت والمدارس والمزارع كما هو الحال في صعدة. فالسلطة هي موجودة في كل مكان في محافظة صعدة ولا أحد يعترض عليها. ثانيا: نذكِّر حميد الأحمر إن قبائله هم أبرز المناصرين للسلطة في الحرب والظلم علينا بل من أشد المحرضين وقد أتوا إلى صعدة في كل حرب وهم من يسمون (بالبشمرقه) وقتلوا ودمروا ونهبوا كل شيء حتى المبازق وهذا شيء معلوم كالشمس وكافأتهم السلطة على ذلك وسلمتهم مديريات صعدة ومراكز القوة فيها، فهم ما بين مدير ناحية ومدير أمن وقائد عسكري. ثالثا: ندعوه وهو يقول انه ضد الظلم أن يرفع الحصار المفروض من قبائله على محافظة صعدة منذ إيقاف الحرب الخامسة التي اعتبرها شقيقه/ حسين خيانة وطنية وما زال الخط مغلقاً حتى الآن وتعيش محافظة صعدة وضع الحصار وأسعار المواد البترولية والغذائية بسعر مختلف عما عليه في بقية البلاد. كما لنا أن نسأله وهو عضو مجلس نواب وقائد في حزب الإصلاح وله عدة مناصب لماذا ترى لنفسك حق الحماية من قبيلتك خارج إطار الدستور والقانون والانتماء الحزبي الذي تنتمي إليه بينما تستنكر على أبناء صعدة عندما يدافعون عن أنفسهم في ظل غياب دولة أنت تشتكي منها وتقول أنها ظالمة فهل هي ظالمة إذا اعتدت على من تحبهم أنت وعادلة إذا أعتدت على من لا تحبهم!!. كان من الحري بك إن كنت منصفاً وعادلاً وترفض الظلم أن تنظر إلى حجم الظلم الكبير الذي قامت به السلطة وخلفته عبر الأجيال وأن تقدم لفته إنسانية إلى أكثر من 1000معتقل في سجون السلطة ولسنوات طويلة، ولماذا الدولة بدأت الحرب الأولى في صعدة ولماذا شاركتم معها في دماء المظلومين من أبناء الشعب، كما أنكم شريك أساسي في نهب ثروات العشب وشريك أساسي في السلطة الفاسدة التي أنتم أحد أركانها وتحصلون على نصيب الأسد من ثروات الشعب مهما تظاهرتم بخلاف ذلك. رابعا: نستغرب تضليل موقفنا من أمريكا وإسرائيل وسياستهما في المنطقة برفع شعار (الله اكبر.. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام ) وأنه لم يقتل أمريكي ولا إسرائيلي في صعدة حسب قولكم، وهذا صحيح لأن البركة فيكم كجيش وبشمرقة حيث جئتم لقتلنا والتنكيل بنا نيابةً عن أمريكا وإسرائيل ونحن ما زلنا في إطار العمل الثقافي آنذاك. فهل نحن من ذهب إلى مواجهة السلطة..؟ أم هي من أتت إلى مناطقنا وقرانا بكل قواتها وإمكانياتها للحرب علينا، وموقفنا من أمريكا وإسرائيل هو عمل ثقافي في إطار سلمي يشهد بذلك العام والخاص وقد قمنا به قبل الحرب الأولى بسنوات ولم نعتدي على أحد ولم تسقط قطرة دم واحدة على الإطلاق بمعرفة الجميع، وإنما السلطة التي أنتم جزء منها هي من فرضت نفسها للحرب علينا طاعة للأمريكيين وطمعاً في ولائهم ومحبتهم كونها مجندة بكل إخلاص في سبيل ذلك. كما أن السلطة تريد أن تفرض حالة الاستعباد على الناس ليؤمنوا بما تشاء ويتركوا ما تشاء ويكون الناس عبيدا لها ولأهوائها تفرض عليهم ما تريد حتى على مستوى التفكير والمواقف الطبيعية . كما انك أنت تلمس التدخل الأمريكي في البلد وترى حجمه ومع ذلك تحاول استغفال الناس لتجعل موقفنا من أمريكا وإسرائيل في غير مكانه وهو ما لم تستطع إتقانه، وكأنك تجهل أن السلطة قد قدمت نفسها شريكاً أساسياً لأمريكا في محاربة الإسلام تحت ذريعة ( مكافحة الإرهاب ). ومع ذلك فنحن نواجه المعتدي وعندما يكف عن الاعتداء علينا نتوقف ونستجيب لكل الوساطات والاتفاقيات ونقدم كل التنازلات جاعلين مصلحة البلد فوق كل اعتبار إلا أن السلطة هي من تلتوي على الاتفاقات وتعرقل لجان الوساطة وأحيانا تودعهم السجون وهذا باعترافكم واعتراف رئيس الجمهورية الذي أعلن إنهاء اتفاق الدوحة. كما نذكر الأخ / حميد الأحمر أن أسلوبه هذا ليس منطقياً للتماشي مع حوار يزعم انه يدعوا إليه وليست طريقة صحيحة تؤدي إلى حل في البلد، وكما رأينا كيف تعامل مع قضيتنا وحاول استغلالها والتحريض علينا بدلاً من النظر في الحلول والمعالجات فسيكون من الطبيعي أيضا أن كل الحديث حول الظلم و و و .. التي يتحدث عنها ليس من أجل الوصول إلى حل وإنما لحسابات وغايات أخرى على حساب آهات وأنين الشعب كما تعودنا منهم وتعود الشعب اليمني المظلوم عبر تاريخهم. كما ننوه إلى أن محافظة صعدة ليست بحاجة إلى جيش أكثر من عدد سكانها بل هي بحاجة إلى الخدمات المعدومة ومعالجة آثار الحرب والدمار والنهب الذي خلفته السلطة ومن ساندها من البشمرقة وغيرهم . وكما نذكّر أن المواجهات القائمة في بعض المناطق ما هي إلا دفاعاً عن اعتداءات ما توقفت يوماً واحداً، والغريب أنه عندما يرفع الناس الظلم عن أنفسهم تأتي أصوات من هنا وهناك لتجار الحروب لماذا ندافع عن أنفسنا ..!! وعندما نظل ساكتين وصامتين وقذائف السلطة تسقط علينا من كل جانب لتقتل وتجرح وتشرد، ونرصد ذلك ونوضحه للمجتمع لا أحد يحرك ساكناً ولا ينصر مظلوماً ولا يتألم لما يجري علينا . وإننا نؤكد أنه في غياب الإنصاف والعدالة فإننا بعون الله سندافع عن أنفسنا وكرامتنا ضد أي معتدي كان، ولا نحب أن نموت موت الجبناء بلا دفاع بل نفضل أن نموت موت الكرماء مدافعين عن ديننا وكرامتنا وأعراضنا ( ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) كما ندعو السلطة مرة أخرى إلى الإيقاف الفوري لكل الاعتداءات القائمة حالياً والإفراج عن كل المعتقلين لديها والكشف عن مصير المفقودين ومعالجة أثار ونتائج الحرب في صعدة حتى لا تظل قضية صعدة سُلماً يرتقي عليه الآخرون فيما فيه ضرر كبير على البلد.