وقع منتخب البحرين لكرة القدم في فخ التعادل السلبي مع نظيره النيوزيلندي في اللقاء الذي جمعهما السبت 10-10-2009 على الملعب الوطني في البحرين ضمن ذهاب ملحق آسيا-أوقيانيا المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 التي تستضيفها جنوب أفريقيا الصيف المقبل. ويلتقي المنتخبان إياباً في نيوزيلندا في الخامس عشر من تشرين الأول (نوفمبر) المقبل. وحضر المباراة جمهو غفير قدر بنحو 30 ألف متفرج تقدمهم ولي عهد البحرين ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة. ويتكرر السيناريو أكثر وأكثر مع منتخب البحرين الذي كاد يحقق المفاجأة ويبلغ مونديال المانيا عام 2006 حين تخطى الملحق الآسيوي على حساب أوزبكستان والتقى مع ترينيداد وتوباغو في ملحق آسيا-الكونكاكاف، فعاد من ترينيداد بتعادل إيجابي 1-1، قبل أن يسقط على أرضه وبين جمهوره صفر-1 ويفقد فرصة التأهل. ويقف "الأحمر" على بعد أكثر من شهر من مباراة الإياب الحاسمة في نيوزيلندا، حيث أن أي نتيجة فوز أو تعادل إيجابي ستكون في مصلحته وستضعه بين نخبة منتخبات العالم في نهائيات المونديال للمرة الأولى في تاريخه. من جهته، سيحاول منتخب نيوزيلندا حسم نتيجة الإياب لبلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه بعد مونديال إسبانيا عام 1982. كما أن السيناريو ذاته يتكرر مع منتخب البحرين الذي كان تعادل سلباً على نفس الملعب في أيلول (سبتمبر) الماضي، قبل أن يخطف منه تعادلاً 2-2 في الرياض في الثواني القاتلة ويتأهل لخوض الملحق الأخير. ويعد منتخب البحرين أمل المنتخبات العربية الآسيوية بالمشاركة في مونديال جنوب إفريقيا بعد أن واظبت على الحضور في كأس العالم منذ 1982 عبر الكويت، ثم العراق في 1986، والإمارات العربية المتحدة في 1990، والسعودية أعوام 1994 و1998 و2002 و2006. لم يرق الشوط الأول إلى المستوى المطلوب من المنتخبين بسبب الحذر الذي غلب على أدائهما في البداية والتكتيك الذي أتبعه كل منهما بعدم المجازفة بالهجوم تجنباً لتلقي هدف مبكر، فكان المنتخب النيوزيلندي الأفضل في الدقائق الأولى قبل أن ينتزع أصحاب الأرض المبادرة لكن من دون جمل تكتيكية وسرعة في التمرير أو انفرادات شكلت خطراً على المرمى المنافس. كانت البداية حذرة، إذ تجنب الطرفان فتح خطوطهما مبكراً فلم تشهد الدقائق العشر الأولى أي محاولة جدية على المرميين. ووضح تركيز منتخب البحرين التشيكي ميلان ماتشالا على تأمين منطقته أولاً والانطلاق بهدوء نحو الهجوم عبر تمرير الكرات البينية إلى جيسي جون وحسين علي، في حين أن لاعبي نيوزيلندا حاولوا اختراق المنطقة البحرينية عبر الكرات العالية. وتأخر منتخب البحرين في الدخول في أجواء المباراة فبدا على لاعبيه الارتباك في ربع الساعة الأول الذي كان فيه نظيره النيوزيلندي الطرف الأفضل، ثم تحسن أداء أصحاب الأرض تدريجياً فبدأت محاولاتهم تشكل خطورة على مرمى منافسيهم. وانتظر البحرينيون حتى الدقيقة 20 تماما لتهديد مرمى ضيوفهم حين تهيأت كرة أمام جيسي جون خارج المنطقة، فأطلقها قوية لامست القائم الأيمن لمرمى مارك باستون. وكانت انطلاقة من الجهة اليسرى بعد 5 دقائق وصلت على إثرها الكرة إلى حسين علي الذي اخترق المنطقة وسدد كرة في الشباك الجانبي لنيوزيلندا. واصطدم محمد سالمين ورفاقه بصلابة دفاعية نيوزيلندية حالت دون وصول الكرات إلى المنطقة الخطرة، لكن المحاولات البحرينية كانت أصلاً خجولة وافتقدت التمريرات الدقيقة فكان تشتيتها سهلاً. وغاب منتخب نيوزيلندا تماماً عن الشق الهجومي بعد محاولات الدقائق الأولى، ووضح اعتماده كلياً على الكرات العالية والعرضية التي يتميز بها لكن ندرتها أبقت المدافعين على درجة عالية من التركيز والاستعداد لإبعادها. وشهدت الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول فرصة نيوزيلندية إثر ركلة ركنية من الجهة اليسرى وصلت عبرها الكرة إلى روري فالون الذي تابعها بلمسة واحدة فوق مرمى محمد السيد جعفر، اتبعها سلمان عيسى بكرة قوية بيسراه على يسار المرمى النيوزيلندي في الوقت بدل الضائع. وبدأ الشوط الثاني على إيقاع هجوم بحريني عبر الجهة اليسرى التي يشغلها سلمان عيسى وفوزي عايش فشهدت دقائقه هجمات متتالية. ثم أفلت المرمى النيوزيلندي من هدف في الدقيقة الأولى إثر كرة عالية فوق المدافعين انطلق لها حسين علي الذي وجد نفسه في مواجهة الحارس فحاول متابعتها بدوره "لوب" من فوقه لكنها كانت ضعيفة التقطها باتسون بسهولة. وانطلق سلمان عيسى ومرر كرة أمام المرمى تابعها جيسي جون فوق المرمى (55)، ثم قام فوزي عايش بمجهود فردي رائع من الجهة اليسرى حيث اخترق وتلاعب بمدافع قبل أن يسدد كرة قوية أبعدها الحارس إلى ركنية (60). وانبرى محمد السيد عدنان لتنفيذ ركلة حرة على بعد نحو 20 مترا احتسبت بعد منع محمد حبيل من دخول المنطقة، فسدد الكرة باتقان لكن كرته علت العارضة بسنتيمترات قليلة (70). واهدر سلمان عيسى فرصة قد يندم عليها طوال حياته حين انتقل إلى الجهة اليمنى وتلقى تمريرة بينية، فتخطى مدافعاً وسددها بالقائم الأيسر قبل ربع ساعة على نهاية الوقت الأصلي من المباراة. وتوالى مسلسل الفرص البحرينية الضائعة بعد كرة قوية لمحمد حبيل من الجهة اليمنى أبعدها الحارس (78)، وحضر محمد حبيل كرة من الجهة ذاتها أيضاً إلى جيسي جون لكنه لم يحسن متابعتها في المرمى (84)، ثم أطلق بعد ثوان قليلة محمد السيد عدنان كرة من داخل المنطقة تهيأت أمامه بعد أن ارتدت من قدم أحد المدافعين لكنها علت العارضة بقليل. وحاول محمود عبد الرحمن الملقب ب "رينغو" والمتخصص بالركلات الحرة البعيدة خطف هدف الفوز في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، فأطلق كرة قوية من نحو 30 متراً لامست العارضة.