أحيا المطرب العراقي كاظم الساهر حفلا غنائيا في بروكسل مساء السبت حضره نحو 2200 شخص معظمهم من عراقيي المنفى واللجوء الذين وفدوا من بلدان اوربية مختلفة. وهي المرة الاولى التي يحيي فيها الفنان العراقي حفلا في عاصمة اوروبا فيما لوح الحاضرون بالاعلام العراقية وصفقوا طويلا خصوصا عندما قال لهم المطرب "اتمنى ان تنحل كل ازماتنا". وقبل بداية الحفل بدا الجمهور متلهفا لصعوده، وردد بعض الحاضرين اهازيج تقليدية تجاوب معها البقية ثم حلت صيحات الاعتراض بين الحضور عندما سمعوا المنظمين يقولون انه بناء على رغبة المطرب "لن يسمح بالتصوير"، لكنهم سرعان ما هدأوا حين اكمل المنظمون "باستثناء العشر دقائق الاولى". وما ان صعد الساهر على مسرح هنري لوبوف، اكبر مسارح قصر الفنون الجميلة "البوزار"، حتى دوى التصفيق والهتاف، ولم تتوقف فلاشات الكاميرات عن الالتماع مستثمرة كل لحظة من مدة السماح بالتصوير. غنى الساهر لمدة تجاوزت الساعتين، وبدا حريصا على تضمين الحفل العديد من اغانيه القديمة مثل "هذا الطول" و"كلك على بعضك حلو" و"ها حبيبي"، وزادها مما طلبه الجمهور هاتفين، وغنى لهم قصيدة "بغداد"، كما اقام اربعة من العازفين لياخذ بيدهم ويؤدوا الدبكة العراقية التقليدية، ما جعل الحضور ينتفضون من مقاعدهم هتافا وتصفيقا. وشكر المطرب العراقي اعضاء فرقته، وقال ان كل واحد منهم اتى من بلد "من السويد والمانيا وهولندا..."، واضاف متوجها الى الجمهور "انتم ادرى بعذاباتنا". ووجه الساهر تحية للعراقيين قائلا "انشاء الله تنحل كل ازماتنا ويحل السلام والمحبة في كل العالم"، ثم اعتذر من الحضور لانه طلب من المنظمين عدم السماح لهم بالاقتراب من المسرح، وقال "اريد ان اسعدكم ولا اريد لاي احد ان يتاذى، فهناك اطفال...". لكن الجمهور لم يقتنع لا بنصيحة الساهر، ولا بتشدد المنظمين. كثيرون قاوموا ووصلوا الى جوار المسرح، قدموا هدايا عديدة للساهر من باقات الورود والالعاب، ولكنه كان حريصا على تصفح اي شيء يقدمه الجمهور المتلهف قبل ان يقبله. واعاد بعض الصور واوراق لاصحابها معتذرا، وعندما اصرت سيدة على اهدائه البوم صور كبير كان حريصا على تفحص ما فيه قبل ان يقبله. ولم يفلح في الوصول الى الساهر فوق المسرح سوى طفلة صغيرة فطبع قبلة على جبينها واعادها الى اهلها. وسلمت الجالية العربية في بلجيكا، ممثلة بجمعية "صوت المغترب العربي"، شهادة تقدير وشكر لكاظم الساهر، لانه كما قال من سلمه اياها "اهدانا وطنا خارج اوطاننا"، واضاف "كاظم هو افضل واعذب من غنى عن الغربة والمغترب". وكان معظم حضور الحفل من العراقيين الذين وفدوا من بلدان اوربية مختلفة، بعضهم لا يزال يعيش في المنفى ومنهم اللاجئون الجدد، وكان بينهم الاطفال والشباب والكهول. وقالت سامية، وهي سيدة عراقية في الخمسينات ومقيمة في السويد، ان الساهر "ليس فقط مطرب، بل هو مثل اعلى بالوطنية وحب العراق"، واكدت انها لا تبالي بالمسافة التي قطعتها لتحضر الحفل مضيفة "كاظم اتى من اخر الدنيا ليغني لنا". وقال الشاب سدير المبارك، وهو عراقي في العشرينات من عمره ومقيم في هولندا منذ كان في التاسعة، ان "كاظم الساهر يرفع راس كل العراقيين ويستحق ان نقطع المسافات لنحضره"، واضاف "ولكن نحن نتالم من داخلنا، لان هذا كله "الحفل" كان من اللازم ان يحصل عندنا في العراق". وابدى الشاب سعادته لان الساهر قدم مجموعة من اغانيه القديمة، وقال "كاظم يعرف ان هذه الاغاني يحبها العراقيون كثيرا، لانها تذكرهم ببلدهم خصوصا الذين غادروا العراق من زمان". وجاء حفل المطرب العراقي ضمن نشاطات مهرجان "موسم" الذي يحتفي بالثقافة العربية في عدة مدن بلجيكية، وهو يحرص في كل عام على استضافة واحد من الفنانين العرب المعروفين، اذ استضاف سابقا المطرب السوري صباح فخري والعازف والمؤلف الموسيقي العراقي نصير شمة.