اصبحت القطيعه في عصرنا هذا جمرة تكوي غالبية أفراد الاسره الواحده وسرطاناً ينتشر بين المجتمعات وقد تكون لاسباب تافهه وأمور بسيطه.. وفي نفس الوقت تجد الكل يبرأ من مسؤليته عنه ويلقي باللوم على غيره ويتصرف بطريقة فضه تكاد تمزق مابقى من مبادئ المجتمع وقيمه ومثله العليا بل وينسف كل الحقوق والمسؤليات التي اوجبها الله جل وعلا على كل فرد تجاه الآخر .. مالذي حل بنا ياترى ؟! لماذا اصبحت العديد من البيوت والاسر بيئة مشتعله بالخلاف والقطيعه .. مابين أبوين دائمي الشجار أو أخوة كثيري الاصطدام والتشاحن أو أقارب تطغى عليهم سمة النزاع وتبرز بينهم الأخطاء في أبشع صورها .. ولا تزال الدراسات الأجتماعيه والتربويه تحذر من خطورة أستشراء هذه الظاهره في الاسر والمجتمعات الى يومنا هذا .. وعلى الرغم من اننا جميعا كأفراد صالحين في المجتمع نعاني من ويلات هذا الشقاق والخلاف وبالرغم من تضررنا واحساسنا بآلآم هذه الفرقه والتشتت الا أننا نجد أنه لا يوجد من يحاول أن يبذل اي مجهود لإيجاد حلول مناسبه لهذه المشاكل وإنهاء معاناتنا بل نجد العكس فالكثيرين منا يتعمدون أسلوب التحذير والتهديد والهروب والدائم .. وإن مايندى له الجبين أنك تجد اولئك الذين نعتبرهم القدوه والاسوه الحسنه في الاسره هم من يظهروا الرغبه في الانتقام ويحرضوا اولادهم على ذلك مما يزيد الطين بله ويزيد من حدة العداء والخصومه ويصبح الانتصار على الطرف الآخر هو الهدف . ومن خلال هذا الهدف الذي يسعون اليه تجد كل طرف يجد في البحث عن مؤيدين وأنصار سوى كان من الأهل أو الأقارب أو الاصدقاء ولا يتورع عن النيل من الاعراض وإفشاء الاسرار والخصوصيات وقد يصل بهم الامر الى قذف المحصنين والمحصنات ..دون مراعاة لمنزلة ومكانة الطرف الآخر والتي قد تكون في منزلة الوالدين أو الأخوان .. وهذا مما لا شك فيه يهدد القيم والمبادئ والمعايير التي تحكم بناء الاسره .. وقد يلجأ أحد الطرفين أو كلاهما – الا من رحم ربي – للحصول على العون والمدد من خلال مصارد أخرى محرمه شرعا كاللجوء الى السحره والمشعوذين ليقوموا بدورهم في تحقيق النصر المزعوم . أعزائي .. لقد تغير إيقاع الحياه في مجتمعاتنا العربيه وتغير معه شكل العلاقات الاجتماعيه بين أفراد الأسره .. فبالرغم من أن طباع البشر تختلف من بيئه الى أخرى ومن مجتمع الى آخر ومن تقاليد الى أخرى ولكن من المهم أن لا نجعل من أختلاف الطبائع شماعه نعلق عليها فشلنا الاسري ومبررا للخلاف والقطيعه . فالأنسان هو المحرر في كل الاحوال والحل لا يكمن في الجدال الدائم ولا في الكبت المطبق والصبر على مضض ولا في الانتقام وإنما في إحلال الحوار الراقي محل الجدال والنزاع وإحلال البوح الصادق والشفافيه محل الكبت والتصبر غير المجدي ولنتعامل بشي من التسامح والمحبه مع السعي لاتباع الاسلوب الأكثر إنسانيه .. حتى يلتئم الجرح وتسد التغور . أما إذا اتبعنا أسلوب الانتقام و الأنانيه والعناد وتصيد الأخطاء والمشاجرات على الكبيره والصغيره فإن ذلك يسرع بتصدع الأسر ويشتت شمل افرادها وقد يقضي على كيانها كلياً .