مع العد التنازلي لموعد انعقاد مؤتمر لندن، ورهانات اليمن عليه للخروج من أزماتها الاقتصادية والسياسية، تأبط الدكتور أبو بكر القربي- وزير الخارجية اليمني- أمس الاثنين ملفاً متخماً بالعروض، والقضايا التي وضعها على طاولة النقاش الكندية في العاصمة أتاوا، والتي شهدت امس الاثنين برنامجاً حافلاً من لقاءات العمل، والحوارات الجانبية، والمؤتمرات الصحافية التي لم يخف خلالها وزير الخارجية استيائه من التخبط الاعلامي الخارجي في تناول شئوا اليمن بغير دراية مسبقة بحقيقة الأمور. فقد التقى الاخ الدكتور ابو بكر عبد الله القربي وزير الخارجية أمس الاثنين 18 يناير 2010 بالسيد لورانس كانون وزير خارجية كندا، وذلك في مبنى وزارة الخارجية الكندية بالعاصمة اوتاوا, وتطرق اللقاء الى بحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها، وبحث اهم التطورات على الساحة الدولية, غير أن المحور الرئيسي للقاء تركز على بحث المبادرة البريطانية بعقد مؤتمر لاصدقاء اليمن ومشاركة كندا فيه. وعقب اللقاء، عقد الوزيران مؤتمراً صحفياً اجابا فيه على اسئلة الصحفيين، والتي اوضح خلالها القربي الجهود اليمنية في مجالات التنمية والاستقرار السياسي والجهود التي تبذلها اليمن في مواجهة التحديات الامنية، موضحا ان التنمية ضرورية للاستقرار الامني وبالعكس فان الاستقرار الامني ضروري للانتعاش الاقتصادي والتنمية والتطوير. كما دعا الوزير القربي إلى ضرورة توخي الدقة والمصداقية في ما ينقل عن اليمن في وسائل الاعلام العالمية، وقال "ان من يقدمون انفسهم على انهم خبراء في قضايا اليمن عليهم اولا ان يقوموا بزيارته والتعرف على ظروفه على ارض الواقع". وردا على سؤال حول ما اذا كان اليمن سيستقبل على أراضيه قوات اميركية تحارب عناصر القاعدة، جدد الدكتور القربي التاكيد على أن اليمن لا ترغب بمجيء قوات أجنبية إلى أراضيها لمحاربة المتطرفين من القاعدة..
وقال: "ان الصراع مع القاعدة يجب ان يكون من صلاحية وحدات مكافحة الارهاب اليمنية والقوات المسلحة اليمنية". وتابع القربى "ان وجود قوات اجنبية في اليمن سيضر بجهودنا ضد القاعدة. وما نحن بحاجة اليه هو الدعم اللوجستي والتدريب والخبرات الفنية لمحاربة القاعدة".
من جهته قال وزير الخارجية الكندي: "ان التطورات الاخيرة في اليمن وفي اميركا الشمالية وبالتحديد على الحدود الكندية الاميركية لفتت نظر المجتمع الدولي الى الخطر المتنامي الذي تمثله العناصر المتطرفة المقيمة في اليمن"- في إشارة غير مباشرة إلى المعلومات الصحافية التي افادت بان الحكومة الكندية علمت من الاستخبارات الاميركية والبريطانية ان نحو عشرين ارهابيا مدربين في اليمن يحاولون الدخول الى اميركا الشمالية. كما التقى معاليه في نفس اليوم بالسيد "هاو سنق تسي" نائب رئيس الوكالة الكندية للتنمية الدولية، والذي ناقش معه سبل وامكانية تقديم المساعدات التي تحتاجها اليمن في جهودها التنموية وامكانية ادراج اليمن ضمن القائمة الاساسية للدول التي تتلقى دعم الوكالة, وقد عبر السيد هاو سنق تسي عن تفهم كندا لضرورة الوقوف بجانب اليمن ودعم جهود الحكومة اليمنية. كما عقد الدكتور القربي مؤتمرا صحفيا في حفل الاستقبال الذي اقامته السفارة اليمنية في كندا والذي القى فيه معاليه كلمة امام عدد من كبار الدبلوماسيين والشخصيات السياسية والحكومية في كندا ووسائل الاعلام اوضح فيها اهمية العلاقة اليمنية الكندية والروابط المختلفة بين الدولتين مشيرا الى اهمية الاستثمارات الكندية في اليمن والتي تمثلها شركة كنديان نكسن التي تستثمر في قطاع النفط في اليمن داعيا المستثمرين في كندا في مختلف القطاعات الى الاستفادة من تجربة شركة كنديان نكسن والاستثمار في اليمن والاستفادة من التسهيلات والتشجيع الذي تقدمه الحكومة اليمنية للمستثمرين. رافق معالي الوزير في الاجتماعات سعادة السفير خالد محفوظ بحاح سفير الجمهورية اليمنية لدى كندا والاخ الوزير مفوض عبد الحكيم الارياني رئيس دائرة مكتب الوزير بوزارة الخارجية والاخت الوزير مفوض نجوى فرج من السفارة اليمنيةبكندا.
جدير بالذكر أن القربي وفي أعقاب انهاء زيارته الى كندا توجه الى الولاياتالمتحدةالامريكية، لاستكمال جولته المكوكية السابقة لمؤتمر لندن.