في أوسع إنقلاب على الديمقراطية، أعلن المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) اليوم الثلاثاء مقاطعة الحوار الوطني، ودعا أعضاء وكوادر المشترك وأنصاره إلى عدم الاستجابة لدعوة السلطة للحوار تحت قبة مجلس الشورى، أو أي فعالية تحت أي مسمى تقيمها السلطة أو المؤتمر الشعبي العام. وأكد مجلس المشترك الأعلى وهيئته التنفيذية- في بلاغ صحفي – مضيه في السير في الطريق الذي شرع فيه بالتشاور الوطني للوصول إلى حوار وطني جامع لا يستثني أحداً في الداخل أو الخارج، آملاً في السياق ذاته من أعضاء المشترك وكوادره وأنصاره بعدم المشاركة في أي فعالية تدعوا إليها السلطة وحزبها. ويأتي إعلان المشترك مترجماً أوسع إنقلاب سياسي على الديمقراطية، التي يمثل الحوار جوهرها الرئيسي، خاصة بعد الاستجابة الجماهيرية الواسعة لدعوة رئيس الجمهورية للحوار، والتي اضطرت مجلس الشورى أمس الاثنين الى توسيع المشاركة من (6000) مشاركاً إلى (8000) مشاركاً، الأمر الذي فسر به المراقبون موقف المشترك بأنه محاولة صريحة لافشال الحوار الوطني وتكريس حالة الفوضى، وترسيخ ثقافة العنف والتخريب في اليمن. واستغرب المراقبون أن أحزاب اللقاء المشترك تعلن جهاراً- ببيانات رسمية- تأييدها المطلق لحركة التمرد في صعدة، وللحراك التخريبي الانفصالي رغم كل الدماء اليمنية التي سفكها الحوثيون والحراك، والدعوات العلنية لتمزيق الوطن، والتي تطورت مؤخراً إلى دعوات مذهبية ترفع شعار طرد "الزيود" من الجنوب، ومداهمة المدارس بالقنابل والرصاص، واراقة دماء المدرسين والطلاب والتي لم يستنكرها المشترك، بل جدد تأييده للحراك ودعوته السلطات باطلاق سراح المعتقلين. كما أن اللقاء المشترك شن في الآونة الأخيرة هجوماً على السلطة لتوجيهها ضربات جوية لأوكار تنظيم القاعدة في اليمن، ونظم مسيرات احتجاجية لمناصرة القتلى من أعضاء القاعدة، في نفس الوقت الذي قاد حملات عبر منابر المساجد دافع بها عن القاعدة، ونفي أن تكون العناصر المستهدفة من القاعدة، في محاولة لثني المواطنين عن التعاون مع السلطات الأمنية في الادلاء بمعلومات عن القاعدة. هذا ونتيجة لهذه المواقف، فقد تصاعدت مؤخراً الأصوات التي تدعو قيادة اليمن الى إعلان حالة الطواريء وتجميد قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية، بعد أن تحولت هذه الأحزاب الى كبرى المظلات التي يتفيأ تحتها الحوثيون، والانفصاليون، والمخربون ودعاة القتل على الهوية المناطقية والمذهبية، وملاذاً يلوذ في كنف شخصياتها القيادية ووجهائها أخطر العناصر الارهابية في القاعدة..