في أول تطور من نوعه، طوقت حشود قبلية غفيرة صباح اليوم السبت مدينة الضالع، وأغلقت جميع منافذها بنقاط تقطع مسلحة طلباً لرؤوس القتلة من عناصر الحراك الانفصالي على خلفية العملية الارهابية التي نفذتها عصابات الحراك عصر أمس الجمعة، وقتلت خلالها اثنين من افراد الأمن واصابت أربعة جميعها من مديرية الأزارق ومنطقة "حجر". وافادت مصادر "نبأ نيوز" بالضالع: أن شوارع مدينة الضالع بدت صباح اليوم- ولأول مرة منذ أكثر من عام- خاوية من أي عنصر مسلح من مليشيات الحراك الانفصالي، حيث فرّت جميعها إلى جحور الجبال والزرائب وسراديب البيوت، فزعاً من أهالي الشهداء والمصابين من أفراد الأمن، التي اقتحمت المدينة بمئات الرجال المسلحين بحثاً عنهم، وقامت بقطع جميع الطرقات، وحرق الاطارات، وإطلاق الرصاص بكثافة الى الجو- على غرار ما يفعله الحراك- متوعدة بعدم العودة أدراجها بغير رؤوس القتلة أو رؤوس قادة الحراك إن رفضوا تسليمهم، وتستروا عليهم.. واضافت المصادر: أن حشوداً مسلحة من قبائل "حجر" التي ينتمي إليها الضابط الشهيد (علي الحالمي)، وفدت إلى المدينة من مدخلها الشمالي وانقسمت الى نصفين، الأول توجه الى السلطات الرسمية لتسليمها مطالب القبائل بالقصاص من عناصر الحراك الارهابية، والنصف الاخر قطعوا الطريق، ونصبوا نقطة، ومنعوا حركة السير، واحرقوا الاطارات في منطقة "سناح" التي يقع عندها المجمع الحكومي، واطلقوا نيران بنادقهم في الهواء، مرددين هتافات تطالب بتسليم القتلة من عناصر الحراك الارهابية، او الكشف عن اسمائهم ليتولوا بأنفسهم الاقتصاص منهم طالما الدولة عاجزة عن القبض عليهم، معلنين إدانتهم لتفريط الدولة بدماء الشهداء من رجال الأمن والقوات المسلحة.. وقد توجهت المجموعة المسلحة الى مبنى المحافظة، خلال انعقاد اجتماع للسلطة المحلية والمكتب التنفيذي للمحافظة ومديرية الضالع، وسلمتها رسالة بمطالبها. ورفضت الحشود المسلحة طلب قيادة المحافظة بالتهدئة وضبط النفس، وقالوا: "لتتركنا الدولة نعمل ربع ما يعمله الحراك، فقد ملينا من الانتظار أن تثبت الدولة قوتها وكان لديها وقت كافي ولم تفعل شيئاً.. ملينا من سكوت الدولة وابناؤها يقتلون أمامها دون أن تعمل شيئاً، وكأن دماء الجنود والضباط مباحة للحراك، ودمائهم محرمة علينا"- طبقاً لنص ما قاله أحد المسلحين عند نقطة التقطع لمراسل "نبأ نيوز".. والذي طلب من "نبأ نيوز" بأن تنقل كلامه بالحرف الواحد للسلطة، لتعلم بأنه "من اليوم العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص"! هذا وتسود الضالع أجواء من القلق، والترقب لما يمكن أن تقوم به هذه الحشود خلال الساعات القادمة، غير أن مصادر محلية أخبرت "نبأ نيوز" بأن عدداً من المشائخ والوجاهات حاولوا صباح اليوم تحريك وساطة "للتحكيم" غير أن اهالي الشهداء والمصابين رفضوا، واصروا على تسليمهم القتلة من عناصر الحراك الارهابية التي لم يعد لها أي ذكر في شوارع الضالع، ولم يجرؤ أحد حتى الوصول الى سوق القات حتى ساعة إعداد هذا الخبر.. ومن المتوقع أن يستانف المشائخ والوجهاء وساطتهم عصر اليوم خلال ساعات المقيل.