وجه ديبلوماسي أوروبي بصنعاء انتقاداً لاذعاً للدور الذي يلعبه المعهد الديمقراطي الأمريكي(NDI) في اليمن، واصفاً إياه ب"دور سياسي غامض"، محذرا اليمن منه، وداعياً من وصفهم ب"الدول المساندة لديمقراطية اليمن" والمنظمات اليمنية "المحايدة" لموازنة ذلك وتشكيل ثقل في الساحة الديمقراطية اليمنية. وأوضح الديبلوماسي – الذي فضل عدم كشف هويته- أن التقارير التي كان يصدرها المعهد حول الديمقراطية في اليمن كانت أكثر توازناً وحيادية في زمن المدير السابق للمعهد – السيد "دريك بيتلر"- إلاّ أن السيدة "روبن" التي جاءت في أعقابه عام 2001م "أحدثت تغييرات غير ناجحة في طريقة عمل المعهد الديمقراطي، فأصبح يقوم بوظيفة سياسية شبه رسمية أكثر مما هي ديمقراطية". وأضاف: "السيدة (روبن) موجودة هنا لتأهيل الأحزاب السياسية المعارضة فقط، وليس لتأهيل الديمقراطية في اليمن.. فالصورة واضحة لدينا وللكثير من الأصدقاء أنها تعمل على تقوية نفوذ ليس أكثر من أربع أو خمس قوى معارضة فقط، ولا تقدم الشيء نفسه لبقية القوى السياسية اليمنية، حتى أنها لم تكن قلقة من الظهور بدور المحامي عن تحالف اللقاء المشترك أمام اللجنة العليا للانتخابات عندما اختلفوا، وربما فهم التحالف من ذلك أنه رسالة أمريكية تؤكد الوقوف بجانبه لذلك نجد أن المشكلة تعقدت منذ ذلك اليوم". وأكد المصدر: أن التقارير التي أصدرها المعهد منذ عام 2001م وحتى الآن "لم تكن واقعية، وكانت تركز على جوانب محبطة وتهمل جوانب ايجابية كثيرة"، مشيراً الى أن: "السلبيات في ديمقراطية بلد بوضع اليمن متوقعة، وهي موجودة، وأيضاً لا يمكن تجاهلها، لكن بالمقابل هناك عمل، ومحاولات جيدة لتجاوز تلك السلبيات لذلك نحن – يقصد الدول الأوروبية- مستمرون بدعمنا لليمن ومساندتنا للديمقراطية فيها، وتعودنا أن نشجع اليمنيين عندما ينجزوا شيئاً، مهما كان صغيراً، لأننا نعتقد أن هذا الأسلوب سيدفعهم لتقديم شيء آخر، وآخر.. وهذا ما نريد من اليمن أن تعمله". واستدرك قائلاً: "لكن بالنسبة ل(NDI) يفتح كل الجبهات في وقت واحد، فيشتت تركيز السلطة، ويربكها، ويحبطها.. وهذا شجع بعض المعارضين أحياناً لتقديم مطالب مستحيلة- ربما هي مشروعة، لكننا في الوقت الحاضر نعتبرها مستحيلة". وحذر الديبلوماسي الأوروبي قائلاً: "هناك – باعتقادي- مجازفة لو سمحت اليمن ل(NDI) بالإنفراد في كتابة التقييم حول الانتخابات القادمة، لأني أتوقع أنه سيكون تقرير سياسي غير مختلف عن التقارير السابقة، وسيحرج وضع اليمن، وديمقراطيتها، وربما يوتر علاقة الأحزاب مع بعضها البعض، لذلك أرى أن على الدول المساندة لديمقراطية اليمن، ومعها منظمات المجتمع المدني اليمنية المحايدة أن يوازنوا الساحة، ويشكلوا مجاميع لمراقبة وتقييم الانتخابات والديمقراطية بشكل عام". وأشار : "بإمكان الأوروبيين الاستعانة بالمنظمات الدولية التي في بلدانهم ، فهناك منظمات كبيرة، وعندها خبرات هائلة في إعداد التقارير .. وهي ليست حكومية، لكن بمقدور اليمن أن تنسق معها، أو تطلب مساعدتنا في التواصل معها، فما يهمنا هو أن تحرر نفسها من تقييم القطب الواحد، فهناك دور غامض ل(NDI) نحن لا نفهمه، وقلقون منه، وأحياناً نستغرب أن الأمريكيين ينحازون الى جهة معينة تعاديهم ، وهم يعلمون أنها تعاديهم ولا يمكن أن تتفهم استراتيجياتهم"!!