كشف مسئول رفيع في أمانة أحد أحزاب اللقاء المشترك أن المعهد الوطني الديمقراطي الأمريكي (NDI) قطع لقيادات سياسية في عدد من أحزاب المشترك وعوداً بإصدار تقرير "منصف" يأخذ بنظر الاعتبار جميع الملاحظات والشكاوى التي تضمنتها تقارير أحزابهم المشار في رسالة ال( NDI) و(IFES) المرفوعة للجنة العليا للانتخابات، وبما يؤكد صحة "الكثير مما جاء فيها". وأوضح ل"نبأ نيوز": أن هذه الوعود جاءت على خلفية "استياء المعارضة وغضبها " مما تضمنته رسالة ال(NDI) و(IFES) من تصريحات "محبطة" لهذه الأحزاب، ومن شأنها إضعاف مواقفها خلال الانتخابات، وفقدان الثقة والمصداقية "بكل التنسيقات السابقة والوعود التي تلقتها من المعهد الديمقراطي ومسئولي السفارة الأمريكية"- والتي وعد بالكشف عن طبيعتها في وقت لاحق من الشهر الجاري. وأكد المصدر ذاته: أن قياديين في بعض أحزاب اللقاء المشترك أبلغوا الدكتورة روبن مدريد – رئيسة ال(NDI) بهذا الاستياء، وحذروا من إمكانية "إحراج الموقف الأمريكي بالإعلان عن قطع التعامل مع أي جانب أمريكي إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، ولم يتخذ ال( NDI) أي خطوة يؤكد فيها حسن نواياه، ويعيد الاعتبار للقاء المشترك". وأضاف: أن المشترك "تلقى معلومات مؤكدة من أشخاص بداخل ال(NDI) بأنه يجري العمل حالياً على صياغة تقرير من قبل المنظمتين الأمريكيتين ينتقد بشدة الحزب الحاكم، ويتحدث عن اختلالات في عمل اللجنة العليا للانتخابات، ويؤكد صحة معظم ما تردده أحزاب المعارضة بشأن الخروقات بعمل اللجان، وتدخل جهات حكومية، وانحياز اللجنة العليا مع الحزب الحاكم وغيرها من الأمور التي تطرحها قيادات المشترك " الذي قال عنها المصدر بأنها "سترجح ميزان المعارضة وتتسبب بقلق كبير للمؤتمر". ونوه الى أن "مسئولين في السفارة الأمريكية" بصنعاء "فسروا" لقيادات أحزاب اللقاء المشترك سياسة ال(NDI)، وطلبوا من أحزابهم التزام الهدوء "وانتظار القادم"، مؤكدين لهم أن "الأمور ستتحسن الى ما هو أفضل مما كانت عليه"، وأن ما حصل لم يكن "غدر أو خيانة لأحد"- على حد قول المصدر. من جهتها، أكدت الدكتورة خديجة الحاشدي – أستاذة العلوم السياسية المقيمة في القاهرة- أن أحزاب اللقاء المشترك "استعجلت في تحذيراتها، وكان الأولى بها الانتظار فعلاً – كما نصحها المسئولون الأمريكيون- لأن الرسالة التي تم تسريبها لوسائل الإعلام من قبل ال(NDI) ليست إلاّ لتخييط أفواه الحزب الحاكم قبل صدور تقرير الضربة القاضية الذي يؤلب الأحزاب والمجتمع المدني ضده ، ويصعد التوتر بما يسهل للمعارضة تحريك الشارع فعلاً". واعتبرت الدكتورة الحاشدي هذا التصور "من صميم السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط في الوقت الحاضر"، مشيرة الى أنه "من الجنون أن نصدق وجود توجه أمريكي جديد يعزز من حجة سلطة حاكمة ضد أحزاب معارضة"؛ محذرة من احتمال "توقيت إصدار مثل هذه التقارير مع ذكرى الوحدة اليمنية بقصد إثارة مشاعر بعض القوى الانفصالية".