فضيحة اختطاف قائد عسكري في عدن تحرج الانتقالي.. وقيادي في الحراك يتساءل: من يحكم عدن؟    كيف تمكن الحوثيون من تأسيس شركات عملاقة في الصين؟ دول عربية ساندتهم «بينها الإمارات»    ثور هائج يثير الرعب والهلع في شوارع الرياض.. وهذا ما فعله بسيارة أحد المارة (فيديو)    فرنسا تتغلب على النمسا وسلوفاكيا تفجر مفاجاة بفوزها على بلجيكا في يورو 2024    طقوس الحج وشعائره عند اليمنيين القدماء (الحلقة الخامسة)    بيان صادر عن قيادة أمن محافظة أبين حول قطع الطريق واختطاف الجعدني    شخصيات جعارية لا تنسى    طيران بلا أجنحة .. إلى من لا عيد له..! عالم مؤلم "مصحح"    أب يمني يفقد حياته بسبب رفضه تزويج ابنته من حوثي !    وزارة الخزانة الأميركية تستهدف شبكات شراء وتمويل أسلحة الحوثيين    باحث سياسي يكشف امر صادم عن المبعوث الدولي لليمن    عد أزمته الصحية الأخيرة...شاهد.. أول ظهور للفنان عبدالله الرويشد ب    اقتصاد الحوثيين على حافة الهاوية وشبح ثورة شعبية تلوح في الأفق    يورو2024 ... فرنسا تحقق الفوز امام النمسا    الكشف عن سبب تلوث سواحل الخوخة في الحديدة    الفريق السامعي يؤدي شعائر عيد الاضحى في مسقط راسه    يورو2024 : سلوفاكيا تسقط بلجيكا    نجاة رئيس أركان محور تعز من محاولة استهداف حوثية خلال زيارته التفقدية لأبطال الجيش    الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على مليشيات الحوثي الارهابية    الحوثي يهدد بجعل السعودية شريكة في معاناة اليمن    الحوثي..طعنة في خاصرة الجوار !!    الانتصار للقضايا العادلة لم يكن من خيارات المؤتمر الشعبي والمنافقين برئاسة "رشاد العليمي"    (تَحَدٍّ صارخ للقائلين بالنسخ في القرآن)    بينها دولتان عربيتان.. 9 دول تحتفل اليوم بأول أيام عيد الأضحى    ضيوف الرحمن يستقرون في "منى" في أول أيام التشريق لرمي الجمرات    رئيس الوفد الحكومي: لن نذهب إلى أي مفاوضات قبل الكشف عن المناضل محمد قحطان    مارادونا وبيليه.. أساطير محذوفة من تاريخ كوبا أمريكا    بيلينجهام عن هدفه: اعتدت ذلك في مدريد    بعد 574 يوما.. رونالدو في مهمة رد الاعتبار ونزع الأسلحة السامة    عيدروس الزبيدي يوجه تهديدًا ناريًا لرئيس الوزراء ''أحمد بن مبارك'' بعد فتح ''الملف الحساس'' الذي يهدد مصالح ''أبوظبي'' (وثائق)    للعيد وقفة الشوق!!    لاتسأل ماهو البديل عن المجلس الإنتقالي.. البديل عن الإنتقالي هو الإنتقالي نفسه    صحيفة بريطانية: الحسابات الإيرانية أجهضت الوساطة العمانية بشأن البحر الأحمر    حرارة عدن اللافحة.. وحكاية الاهتمام بالمتنفسات و "بستان الكمسري بيننا يشهد".    ظاهرة تتكرر كل عام، نازحو اليمن يغادرون عدن إلى مناطقهم    أفضل وقت لنحر الأضحية والضوابط الشرعية في الذبح    إنجلترا تبدأ يورو 2024 بفوز على صربيا بفضل والدنمارك تتعادل مع سلوفينيا    فتح طريق مفرق شرعب ضرورة ملحة    كيف استقبل اليمنيون عيد الاضحى هذا العام..؟    مع اول أيام عيد الأضحى ..السعودية ترسم الابتسامة على وجوه اليمنيين    تن هاغ يسخر من توخيل    الحوثيون يمنعون توزيع الأضاحي مباشرة على الفقراء والمساكين    حاشد الذي يعيش مثل عامة الشعب    خطباء مصليات العيد في العاصمة عدن يدعون لمساندة حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال    نازح يمني ومعه امرأتان يسرقون سيارة مواطن.. ودفاع شبوة لهم بالمرصاد    رئيس تنفيذي الإصلاح بالمهرة يدعو للمزيد من التلاحم ومعالجة تردي الخدمات    فرحة العيد مسروقة من الجنوبيين    "هلت بشائر" صدق الكلمة وروعة اللحن.. معلومة عن الشاعر والمؤدي    يوم عرفة:    صحافي يناشد بإطلاق سراح شاب عدني بعد سجن ظالم لتسع سنوات    - ناقد يمني ينتقد ما يكتبه اليوتوبي جوحطاب عن اليمن ويسرد العيوب منها الهوس    - 9مسالخ لذبح الاضاحي خوفا من الغش فلماذا لايجبر الجزارين للذبح فيها بعد 14عاماتوقف    أربعة أسباب رئيسية لإنهيار الريال اليمني    فتاوى الحج .. ما حكم استخدام العطر ومزيل العرق للمحرم خلال الحج؟    الكوليرا تجتاح محافظة حجة وخمس محافظات أخرى والمليشيا الحوثية تلتزم الصمت    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انطلاق مهيب لفعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م
نشر في نبأ نيوز يوم 08 - 03 - 2010

اضاءت الالعاب النارية سماء مدينة تريم التاريخية مساء أمس الأحد احتفاء بتدشين فعالياتها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 1431هجرية - 2010م.. ورسمت الألعاب لوحة عانق فيها النور مآذن المدينة وجنبات معالمها التاريخية في دلالة ذكرت بواقع الدور الذي لعبته تريم وابناءها في نشر نور الرسالة السماوية الخالدة إلى كثير من مناطق العالم.
وصدرت الانوار وهي تقبل محاسن المدينة فرادة جمالية اعتلت فيها تريم عرش المجد وكسى جبينها اكليل غار في يوم حصادها ما زرعته من بذور الخير والمحبة وخدمة العلم والعلماء واحتفاءها بالاسلام الذي باسمه اليوم تكرم.
وفي حفل الافتتاح، الذي أقيم في بساحة منقذ بن يحيى بمدينة تريم، ألقى نائب رئيس الجمهورية كلمة قال فيها: من ربوع مدينة تريم التأريخية, مدينة العلم والأدب والثقافة والتاريخ نعلن بسم الله وعلى بركته بدء فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية.
وأضاف: أنتهز هذه المناسبة الوطنية - الإسلامية لأنقل إليكم تحيات وتهاني باني نهضة اليمن الحديث فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي يولي الجانب الثقافي والحضاري الإسلامي اهتماماً خاصاً ومتميزاً، باعتبار أن هذه المدينة الحضارية التاريخية اليمنية كانت وستبقى منارة ترشد الأجيال إلى قيم الحب والخير والرحمة والتسامح، حيث كان أبناء تريم في طلائع المواكب اليمنية التي حملت راية الدعوة الإسلامية بقيمها ومبادئها السمحاء إلى مشارق الأرض ومغاربها منذ فجر الإسلام، وخلال المراحل التاريخية المتعاقبة على الحضارة الإسلامية.
وأشار نائب رئيس الجمهورية إلى أن اختيار المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم ( الأيسيسكو) مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م, هو محل فخر واعتزاز ليس فقط لأبناء هذه المدينة ولا لأبناء محافظة حضرموت فحسب، ولكن هو فخر لكل أبناء يمن ال22 من مايو العظيم.
وقال: إنه وبهذه المناسبة يعود بنا التاريخ ليذكرنا بتلك المواكب اليمانية التي أسهمت في نشر الإسلام ليشيع بنوره على أرجاء المعمورة متوهجاً بمبادئ وقيم الوسطية والاعتدال غامرة العقول والقلوب بالحق والعدل والحرية والمساواة بين بني الإنسان، جاعلة التقوى هي معيار الانتماء لهذا الدين القيم وشريعته السمحاء التي تنبذ العنف والغلو والتطرف، وهذا ما جسده اليمانيون الأوائل الذين حملوا رايات الإسلام ومشاعل الهدى, مبددين ظلام الجهل وظلامية جور وطغيان أزمنة عبودية الإنسان لأخيه الإنسان، واستبدالها بتعاليم دين التوحيد الذي لا عبودية فيه إلا للخالق سبحانه وتعالى.
وأضاف نائب رئيس الجمهورية: إننا ونحن ندشن فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية علينا أن نستلهم من الدور التاريخي الذي كان لهذه المدينة ولحضرموت بصفة خاصة، ولليمن عامة القدوة الحسنة في نشر الإسلام لتدخل فيه شعوباً بأكملها من خلال تقديم النموذج والمثال لعظمة هذا الدين ومبادئه التي جسدت في الصدق والأمانة وكل المعاني النبيلة التي جاء بها الإسلام.
وأكد نائب الرئيس: أن احتفالنا اليوم بهذه المناسبة الثقافية الفكرية الوطنية الإسلامية تجعلنا نقف وقفة إجلال وتقدير لتلك الهامات التي أنجبتها مدارس وأربطة تريم ليكونوا نجوما أضاءت سماء هذه الأمة بما قدموه من أجل وحدتها وعزتها ورفعتها, فقد كان لهم أثر كبير في تعميق روح الإخاء بين أبناء الأمة الإسلامية والحفاظ على وحدتها وتماسكها وتآزرها.
وقال: ما أحوجنا إلى تمثل هذا السلوك المعبر عن روح الإسلام الذي دعى إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله في مواجهة الشدائد والمحن التي يواجهها وطننا اليوم بعد أن منٌ الله عليه بإعادة وحدته في ال 22 مايو 90 م، وتحقق لها النصر على العناصر التي سعت وتسعى في الأرض فسادا وتحاول إعادتنا إلى الفرقة والتمزق بما ترفع من شعارات انفصالية مقترفة أعمال التخريب والإرهاب مرتكزة على ثقافة الكراهية التي تتصور إنها ستوصلها إلي مبتغاها في فرض مشروعها التمزيقي على شعبنا اليمني الذي سيكون لهم بالمرصاد متصديا لمشروعهم منتصرا عليهم، متمنيا لفعاليات تريم الغناء عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م، التوفيق والنجاح الذي يجسد الأصالة والعراقة لهذه المدينة واليمن كله.
وفي الحفل الذي حضره نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية رئيس اللجنة العليا لفعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية صادق أمين أبو رأس 2010م، ألقى وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي كلمة رحب فيها بنائب رئيس الجمهورية وكافة الحاضرين المشاركين في حفل التدشين في مدينة تريم حاضرة العلم والثقافة.
وهنأ أبناء تريم بهذه المناسبة التي تعبر عن التقدير والعرفان بالدور الذي لعبته خلال مراحل تاريخها الإسلامي منذ رفضها لدعاة الردة الذين ظهروا بعد وفاة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وامتناع أهلها عن مناصرة وإيواء المرتدين عن الإسلام ، وحتى الدور الكبير الذي قام به أهالي تريم مع أخوانهم من أبناء حضرموت في الهجرات الشهيرة إلى الهند واندونيسيا والبلاد الأخرى في شرق أفريقيا التي بلغت ذروتها في بدايات القرن التاسع عشر والتي كان لها الدور المهم في التواصل بين الشرق والغرب بأشكال متعددة كالتجارة والصناعة والثقافة
وغيرها.
وأشار وزير الثقافة إلى ما أسفرت عنه تلك الهجرات من تأسس مجتمع مهاجر استطاع أن يترك أثراً كبيراً في تكوينات تلك المجتمعات التي تمكن المهاجرون الحضارمة من الاندماج فيها ولم يبقوا جماعات معزولة منفصلة عن محيطها ولم يؤثر ذلك الاندماج على الهوية الوطنية ولم يقطع شجرة أنساب المهاجرين الذين ظلوا متصلين بجذورهم محتفظين بكثير من تقاليدهم بالرغم من تفاعلهم مع مواطن الهجرة واكتسابهم حب أهل تلك البلاد واحترامهم.
وقال: إنه لا غرابة أن ينتشر الإسلام على أيدي أولئك المهاجرين وأن تكون الهجرات اليمنية إلى شرقي آسيا فتحاً إسلامياً جديداً ساعد على نشر الإسلام بالحب وبالحوار والتسامح وبالمثل والقيم الإسلامية العليا التي ضربت أروع النماذج وأحسن الأمثلة.
واستعرض المفلحي في سياق كلمته الدور الكبير لمدينة تريم وعلمائها وأربطتها العلمية في الانتشار الواسع للإسلام وتحقيق السلم الاجتماعي، لافتاً إلى أن هذه المدينة قدمت درساً مهماً حيث وضع علماؤها وأهلها لأنفسهم مشروعاً حضارياً مهماً تمثل في الارتقاء بعلوم الدين واللغة والعمل على نشر الإسلام في العالم.
وأكد أن الحاضر والمستقبل واعدان بالخير والعطاء في ظل القيادة الواعية المجربة بزعامة باني هذا الوطن ومحقق وحدته ونمائه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي يولي الثقافة والمثقفين كل الرعاية والاهتمام وهو الذي يرى في الثقافة المشروع الاستراتيجي لعملية البناء والتطوير.
وذكر أن وزارة الثقافة تسعى خلال هذا العام وهي تضع الملامح العامة لاحتفائية العاصمة الثقافية إلى تحقيق عمل ثقافي نوعي يحرص على الوصول إلى تحقيق الأهداف الإستراتيجية لمفهوم العاصمة الثقافية والعمل من أجل نهضة ثقافية في مختلف المجالات وتأكيد الهوية الثقافية الوطنية والكشف عن التراث الثقافي المتنوع والغني في مجتمعنا اليمني.
وتوجه في ختام كلمته بالتقدير للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسسكو) لما تقوم به من جهود مشكورة للحفاظ على الهوية الثقافية الإسلامية، وما تحققه من تواصل وترابط بين البلدان الإسلامية، وما تنجزه من تفاعل وحوار مع ثقافات شعوب العالم.
من جانبه أشار وكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء عمير مبارك عمير إلى الجهود التي بذلتها اللجنة المنظمة لهذا الحدث الذي تمتد فعالياته على مدى عام كامل ويشمل مختلف أنواع المناشط الثقافية وحفلات إنشادية ومعارض ثقافية وتعزيز البنى التحتية وتحسين البيئة الخدماتية وإضفاء اللمسات الجمالية لشوارع وساحات بعض القصور التاريخية بالمدينة في ورشة عمل كبيرة تشهدها المدينة خلال تاريخها المشهود واستطاعت من خلاله أن تظهر تريم عروسا زاهية تفتح ذراعيها لضيوفها بإشراق وبهاء.
ودعا الوكيل إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية وللمساهمة بفعالية لإنجاح هذا الحدث الثقافي الإسلامي الكبير وإظهار مدينة تريم خاصة والوطن بشكل عام بالصورة المشرفة التي تعكس الإرث التاريخي اليمني الزاخر.
وأشار عمير إلى أهمية ودلالات اختيار تريم كحاضرة للثقافة الإسلامية وإسقاطات هذا التصنيف على راهن الأمة الإسلامية والذي تبرز فيه تريم وإرثها الدعوي المجيد الذي ساد في الآفاق ومدرستها الدينية التي قامت على انتهاج الوسطية والاعتدال والمعاملة الحسنة وإعطاء القدوة واحترام حق الآخرين في الاختلاف والمحاورة وصولا إلى الحاضر الزاهي لهذه المدينة المباركة حيث الأربطة الدينية ومنارات العلم التي يأوي إليها طلبته من شتى بقاع العالم لتغدو بهم قبلة للساعين إلى التزود العميق بزاد الإسلام وروحانيته وصفوته.
وأكد أن الرعاية والاهتمام الذي خصتها القيادة السياسية لتريم أعادا الوجه المشرق لهذه المدينة ومكنها من التعامل مع استحقاقات هذا التحدي الكبير بثقة.
من جانبه استعرض المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسسكو) الدكتور عبد العزيز التويجري جهود المنظمة في اختيار العواصم الإسلامية منذ عام 2005م.
واستعرض أهداف برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تشرف عليه المنظمة، ويسعى إلى نشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لتلك العواصم التي يتم اختيارها وفق معايير دقيقة ومراعاة للدور الذي قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية.
وذكر أن تلك الأهداف تتضمن تقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة التي منها استمدت النهضة الأوربية أنوارها وعلى أساسها قامت الحضارة الإنسانية على اختلاف مشاربها.
وأضاف التويجري: أن هذه الجهود تساهم إلى حد كبير في تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها عالمنا اليوم وتستدعي من المجتمع الدولي تضافر الجهود جميعاً على شتى المستويات من أجل إنقاذ الإنسانية مما يتهددها من مخاطر جمة جراء تفاقم مشاعر العنصرية وتجاوز القانون الدولي والتطاول على حقوق الشعوب وسيادة الدول وغطرسة إسرائيل وتماديها في العدوان على الشعب الفلسطيني ومقدسات الأمة الإسلامية وصمت الدول الكبرى أمام هذا العدوان وازدواجية مواقفها تجاه القضايا العادلة.
وأشار إلى أن ذلك التعامل يدفع بمجموعات من شباب العالم الإسلامي إلى اللجوء إلى العنف والوقوع في أيدي جهات توظفهم ضد مصالح بلدانهم وأمتهم وتسيء إلى دينهم وحضارتهم.
وأضاف التويجري: إن الاحتفال بعواصم الثقافة الإسلامية كل عام هو تعبير وافي الدلالة عن الاهتمام الذي تولية ( الأيسسكو) والدول المعنية للعمل الثقافي على تعدد مجالاته وتنوع مناحيه باعتبار أن الثقافة بمفهومها العام ومدلولها الشامل حجر الزاوية في البناء الحضاري للأمم والقاعدة المتينة للإقلاع الاقتصادي وللازدهار الاجتماعي وللتنمية الشاملة المستدامة.
ونوه بأن مدينة تريم التي يحتفي اليوم بانطلاق احتفاليتها عاصمة للثقافة الإسلامية تشكل إحدى قلاع الحضارة الإسلامية ومنارات الثقافة التي أشعت في محيطها علماً وفكراً ومعارف وآثاراً خالدة ونبغ فيها علماء ودعاة فضلاء نشروا الإسلام في جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا وجنوبها وكانت ولا تزال تحتضن العلم والعلماء وموطن للصالحين والأخيار.
معبراً عن أمله أن تبقى تريم عاصمة للثقافة الإسلامية دائمة الإشعاع متواصلة العطاء وهذا ما يقتضي مواصلة الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة في الحكومة اليمنية في تلك المجالات الحيوية.
وأكد أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ستعمل على دعم هذه الجهود إيمانا منها بأن رسالة الثقافة غير محدودة بزمان ومكان، وبأن عواصم الثقافة الإسلامية التي استحقت هذه الصفة هي عواصم دائمة للثقافة والإبداع.
وتوجه بالشكر إلى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على دعمه للمنظمة لاستمرار جهودها وأنشطتها.
وفي نهاية كلمته قدم عبد العزيز التويجري درع احتفالية تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م للمناضل عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية.
فيما القي الداعية الإسلامي عمر محمد بن حفيظ عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية بتريم كلمة نيابة عن العلماء عبر فيها عن السعادة بهذا التكريم والتشريف الذي تحظى به مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية بعد اختيارها من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لدورها التاريخي والريادي في نشر الدعوة الإسلامية في العديد من أصقاع العالم بالحكمة والموعظة الحسنة بعيداً عن أشكال التطرف والغلو والعنف.
وجدد بن حفيظ تأكيد علماء حضرموت بشكل عام وتريم بشكل خاص رفضهم لدعاة الفتنة والانفصال وتأييدهم لتوثيق عرى الأخوة والوحدة بين الأمة الواحدة ونهج منهج الاعتدال والوسطية في الدين امتثالا لكتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
وقدمت في الحفل لوحة استعراضية لزهرات من مدارس وادي حضرموت تناولت دور تريم بشكل خاص واليمن بشكل عام في نشر الدعوة الإسلامية في العديد من بلدان العالم وتمسك اليمنيين بوحدتهم أرضاً وشعباً.
وتخلل الاحتفال عرض فيلم وثائقي حول مدينة تريم استعرض دور المدينة الإسلامي ودور علمائها وأربطتها في نشر الإسلام .. وإلقاء قصيدة شعرية بالمناسبة للشاعر الدكتور عمر علوي بن شهاب نالت إعجاب الحاضرين.
بعد ذلك توجه نائب رئيس الجمهورية مع ضيوف الفعالية من الدول العربية والإسلامية والمنظمات المعنية إلى مدينة تريم الجميلة، والتي تزدان فرحا وابتهاجا بهذه المناسبة التاريخية، متفقدا المداخل التي ترفرف على ساحاتها الأعلام والرايات والشعارات المعبرة وشعار مجسم تريم عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010م (منارة مسجد جامع المحضار التاريخي)، والتي تم نحتها بصورة تراثية مدهشة، والتقطت في ضلال الشعار الصور التذكارية بهذه المناسبة التاريخية.
كما تفقد نائب الرئيس ساحة الاحتفالات الخاصة بهذه الفاعلية تريم عاصمة الثقافة لهذا العام والواقعة أمام قصر المنصوريه، وزار بعد ذلك بعد ذلك مع الضيوف والمرافقين قصر عشه التاريخي الذي يمثل تحفة من الطراز المعماري التاريخي والحضاري والتراث الإسلامي العريق، وبصورة تكاد تكون فريدة من نوعها، ويزين المبنى بالألوان الزاهية والآيات القرآنية. وتجول نائب رئيس الجمهورية في طوابق القصر التي كل منها يحكي حكاية التاريخ والتراث والموروث الحضاري العظيم.
وفي ختام هذه النشاطات زار نائب رئيس الجمهورية والضيوف جامع المحضار الذي يشتهر بأكبر مئذنة بطول أربعين مترا بنيت بأساليب تراثية وطابع إسلامي فريد.
هذا وكانت الفعاليات الثقافية للاحتفال بدأت بأوبريت (جنت الدنيا تريم) الذي أخرجه الفنان علي سبيت وشارك فيه عدد من الشعراء والمنشدين والفنانين والراقصين اليمنيين.
وتضمن الاوبريت عرضا شعريا ومسرحيا دراميا لملحمة تاريخية تناولت مختلف المراحل التاريخية لمدينة تريم والتى عبرت عن اعتزاز هذه المدينة بالدين الاسلامي الحنيف والوفاء لرسول المحبة والانسانية محمد صلى الله عليه وسلم.
اللوحات عرًفت بمدينة تريم ومرحلة دخول ابناءها في الاسلام ومواقفهم المشرفة لنصرة الإسلام ودور المدينة في خدمة العلم والعلماء ونشر الاسلام في مشارق الأرض ومغاربها، ليختتم الاوبريت بلوحيتن تناولت الاولى الثورة اليمنية واعادة تحقيق الوحدة .. فيما تناولت اللوحة
الثانية ذكرى ميلاد الرسول الاعظم محمد عليه الصلاة والسلام وذلك في مظهر رائع ومعبر عن مشاعر المحبة والنصره.
وفي الحفل الذي حضره نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الداخلية رئيس اللجنة العليا لاحتفالية تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م صادق امين ابو رأس، عبر مدير المكتب التنفيذي لاحتفالية تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م معاذ الشهابي عن أمله في ان تكون هذه التضاهرة الاسلامية الكبرى بمستوى هذا الحدث الاحتفائي الثقافي الكبير بمدينة تريم، وبما يكفل ابراز الوجه الحضاري لهذه الحاضرة الإسلامية العريقه في عامها الاستثنائي.
ونوه الشهابي بالخصوصية الثقافية الاسلامية بمدينة تريم بوصفها واحده من اعظم منارات الثقافة الاسلامية حيث اجتمعت سمات الحضارة الاسلامية المتنوعة في هذه الرقعه الصغيرة من الارض منذ فجر الاسلام وحتى تاريخنا الراهن.
وقال: "لقد كانت تريم ارض المدد والنصرة شأنها في ذلك شأن كل مناطق اليمن وكان لتريم دورا كبيرا في نشر الدين الاسلامي حيث انطلق ابنائها ضمن افواج اليمانيين الذين توافدو نحو المدينة المنورة ملبين دعوة الخير والحب و التسامح بقلوب صافية وعقول متفتحه .
واشار الى عدد من الأسماء التى برزت عبر التاريخ الإسلامي من ابناء هذه المدينة ومثلوا مشاعل للعلم والتنوير .. منوها بدور مساجدها واربطتها العلمية ومكتباتها النفيسه التى مثلت منارات علم تخرج فيها العديد من الرواد في عديد من العلوم .
وشارك في الاحتفالية وزير الثقافة رئيس اللجنة الفنية للاحتفاليه الدكتور ابو بكر المفلحي، والمدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم (الاسيكو) الدكتور عبد العزيز التويجري ووزيرة الثقافة بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الدكتورة خليده تومي ووزير الشؤون الدينية بالجمهورية التونسية الدكتور ابو بكر الاهزوري وعدد من الوزراء واعضاء مجلسي النواب والشورى ورجل الاعمال الشيخ عبد الله احمد بقشان وعدد من الشخصيات الدينية الادبية والثقافية والاكاديمية الاجتماعية والسياسية والدبلوماسية والاعلامية.
وخلال الحفل الفني التدشيني قام المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور التويجري بمنح درع الاسيسكو لكل من نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الداخلية رئيس اللجنة العليا للاحتفالية، ووزيرة الثقافة الجزائرية ووزير الشؤون الدينية التونسي ورجل الاعمال الشيخ عبد الله بقشان.
وكانت مدينة تريم قد شهدت صباح اليوم ضمن البرنامج التدشيني لمدينة تريم عاصمة الثقافة الاسلامية حفلا خطابيا، تلاه مهرجان شبابي وكرنفالي عصر اليوم رسم فيه أكثر من الفي طالب من مدارس مديريات وادي حضرموت 20 لوحة فنية استعراضية جسدت نماذج من الرقصات والأهازيج والألعاب الشعبية التي تكتنزها مدن وادي حضرموت وتعد جزءا من موروثها الحضاري.
وفي المهرجان الذي حضره وزير النفط والمعادن أمير العيدروس وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة سعيد علي بايمين نقل وكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء عمير مبارك عمير تحيات وتهاني فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية إلى كل أبناء مدينة تريم بهذه المناسبة شاكرا كل الذين أسهموا في تنفيذ هذه اللوحة الاستعراضية.
ونوه الوكيل عمير إلى أن الفعاليات المكرسة لهذه المناسبة ستستمر لمدة عام كامل تشمل العديد من الأنشطة في مختلف المجالات.. داعياً المواطنين المشاركة في إنجاحها وفاء لهذه المدينة ولأدوار آبنائها خلال المراحل المختلفة في نشر الدين الإسلامي وعلومه..
وتزينت ساحة العروض في تريم، ومنارة المحضار الشهيرة، إلى جانب معالم أخرى من القصور التاريخية بالمدينة.
حضر المهرجان وكيل محافظة حضرموت احمد جنيد الجنيد ووكيل وزارة الشباب والرياضة عبد الرحمن الحسني ووكيل المحافظة المساعد محمد سعيد باقطمي وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ومدير عام مكتب وزارة الثقافة بالوادي والصحراء نائب مدير المكتب التنفيذي لفعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية احمد بن دويس وعدد آخر من المسئولين.
عن "سبأ نت"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.